2 | صَديق.

734 56 8
                                    

☆أضيئوا قَلبي بِنجومكم☆
---
[ بَعد سَبع أشهُر]
شَمسٌ دافِئة، رياح خَفيفة، زَقزَقة العَصافير المُريحة لِلسَمع منتَشرة في أرجاء تِلك الحَديقَة الواسِعة، و ورودٌ و نباتاتٍ و أشجار منتَشرة في كل مكَان تُضيف بَهجةً وجمالاً لِلمكَان
_ تَجلِس عَلى كرسيٍ خَشبي مِن اللَون البُني الفاتِح، شَعرها الذَهبي يَتدلىِ إلى أسفَل الكرسي ولِحسن الحَظ كان الكرسي عالٍ وإلا لَتساقَطت خُصلات شَعرها الطَويلة عَلى الأرض، مُرتَدية فِستان طَويل يَصل إلى ما أسفَل رِكبَتيها، أبيَض اللَون وَ ورُود جورِي باللَون الفاتِح مَطبوعة عَلى كل جِزء مِن الفستان، مَع فِتحة مِن ناحِية الساق تَصل لِلفَخذ وَ فوقهُ جاكيت صوفِي خَفيف باللَون الزَهريّ المَرجاني ، قاطَعَ خِلوَتها مَع الكِتاب صَوت والِدها طالِباً منها بِلطف
" أزمير، لِمَ لا تَذهبين لِلقراءة بِمكان أخَر؟."
رَفعَت رأسها تَنظر لَه وسُرعان ما أومأت بِخفة وبِخطواتٍ ثَقيلة أتَجهَت ناحِية شَجرة التوت الضَخمة لِتجلس أسفَلها بِصعوبة ألتَقطت الكِتاب بِنية القِراءة مُجدداً بعَدما تَمت مُقاطَعة خلوَتها لَكن صَوت سُعالٍ حاد مِن الجِهة الأخرىَ لِلشَجرة أفزَعها لِتَقف بسرعَة
" يا إلاهِي، مـن هنا؟. "
تَقدمت لِترمش بأستغراب، ألَم يكن ذَلك الفَتى يَجلس مَع والِدها وصَديقه مُنذ قَليل؟ ما الَذي يَفعله هنا؟ ، فَتحَ عَيناه يَنظر لَها بإنزعاج كَونها حَجبت عَنه الشَمس، سرعَان ما إرتَسمت إبتسامة خَفيفة تُزين وَجهها
"ما إسمك؟
" ما شأنك؟ أتلاحِقينَني؟.
أنخَفضت لِترمي الكِتابي، وَضعت يَدها عَلى بَطنها والأخرى أسفَل فَخذيها مِن الخَلف لِتجلس بَينما تَحرص عَلى أن يَبقى فستانها مُرتباً، ألتَقطت الكِتاب و وَضعته في حِضنها
" وكَيف علمت أني الاحِقكَ؟. "
سألته بِنبرة هادِئة ومتَزنة ليِجيبها مُباشرةً
"إذاً لِمَ أتيتِ لِلجلوس هنا؟."
"هَذا مَكاني، أنا أجلس دائِماً هنا، تواجدنا فِي نَفس المَكان يَعني أن احدنا يِلاحِق الاخَر؟ إذاً انتَ تلاحِقني"
قَدمَت لَه إجابَة مُباشِرة ولازالَت تُحافظ عَلى إبتسامَتها، لَم تتلقىَ سِوى التجاهل لِتتنهَد، مَرت دقائِق وقَررت قَطع الصَمت وياليتَها لَم تفعَل
" أنا حامِل "
فَتحَ عَيناه يَنظر لَها بِصدمة ولَم يفكر سِوى كَونها مَجنونة
" أنظر إلى هنا "
أشارَت إلى بَطنها و سرعان مانَقلَ أنظاره حَيث تشير، "لا يَجب عليكِ قَول هَذا، ولا يَجب وَضع وِسادة في بَطنك والتَظاهر بالحَمل، هَذا أمرٌ سَيء"
أنزَعجت مِن تَكذيبه لَها وعَقدت حاجبِيها بإنزِعاج
" أنا لا أكذِب، يمكنكَ اللَمس لِلتأكد "
نَقل بَصره بَين وَجهها وبَين بَطنها، مَد يَده بِتردد ولَمس بَطنها بأنامِله الخَشنة، سَحب يَده بسرعة ونَظر لَها بِصدمة ، أبتَسمت أزمير بإتساع وشَعرت بالنَصر، وأخيراً أستطاعَت رؤية مَلامح أخرىَ غَير مَلامح البرود عَلى وجهه
" كَيف حَمِلتي؟."
أختَفت إبتسامة أزمير و أتسَعت عيناها بِصدمة، تَدفق اللَون الأحمر لِوجنتَيها وأذنيها وحَكت باطِن يَدها،
" هَل أنتَ حَقاً لا تَعرف كيف تصبح المرأة حامِل؟." وَسعَ عَيناه وأستقام مباشرةً
" لَ..لا، لَيس هَذا ماقَصدته "
رَفعت رأسها تَنظر لَها، أبعَدت الكِتاب عَن حجرِها و وَضعت يَدها عَلى الأرض العاشِبة واليَد الأخرىَ على بَطنها ، شَهقت بِخوف وأغمَضت خَضرواتيها عَندما فَقدت تَوازنها و تهاوىَ جَسدِها لِلخللف وفجأة إلتَفت أصابِع الفَتى الخَشنة حَول جَسدها يَمنعها مِن السقوط فَتحت إحدىَ عَينيها وبَدى مَظهرها طَريفاً بِشدة وقابَلها وجه ذَلك الفِتى أعتَدلت بِوقفتها مباشرةً وشَكرته
" بِمَ تَعثرتِ؟."
سألها بَينما يوجه أنظارِه لِلخلف يَبحث عَمّا تَعثَرت بِه، "بِهذا"
إستدارَت بِنصف جَسدها لِيرىَ شَعرها، لَمعت عَيناه لِشدة جَمال شَعرها ولَم تَكن عَيناه الشَيء الوَحيد الامِع هنا فَشعرها كانَ شَديد اللَمعان أسفَل الشَمس الدافِئة كانَت تَمتلك أزمير شَعر والِدتها وبالنِسبة لَها هَذا أجمَل ماورِثَته، فَقد كانَ شَعرها طَويلاً مُموج تَمويجاتٌ خَفيفة و بِشقارٍ مُميز
"لِماذا لَم تَجمَعيه؟ شَعركِ طَويل وقَد تتعَثري بِه، مِثلما حَدث الآن"
تحَدث بَينما يمَرر كَف يَده عَلى رَقبته مِن الخَلف
" أردته أن يتعَرض لِشعاع الشَمس، أظنه مُفيد بالاضافة إلى أني لا أستَطيع جَمعهُ فَهو أمر صَعب بالنسبة لِي"
أنهَت كَلامها وأشارت ناحية بطنها المُنتَفخة
" حَسناً إذاً ما رأيكِ بِمساعدة بَسيطة؟. فَقط أحتاج إلى شَيء رَبطة شَعر "
أبتسَمت و اومأت بِخفة، مَدَت معصَمها النَحيل لِتسحب مِنه رَبطة الشَعر المُخملية زَرقاء اللَون
"هاهِي، تفَضل "
ألتَقط رَبطتها وأستدارت تعطيه ظَهرها مباشَرةً، ترَدد الفَتى فَهو لَم يَلمس فَتاة سابِقاً
جَمعَ شَعرها بِكلتا يَديه، كانَ شَعرها كَثيفاً وصحياً، أنقَبضت مَعدته وتَوتَر بِشدة لأن كل مايَحدث الآن يعطيه شُعور مُريب، فارِق الطول والبِنية
الجَسدية، رائِحَتها الناعِمة التي دَاعبَت حَاسَة الشَم خاصَته بِمجرد إقترابه مِنها، مَلمس شَعرها ورَقبتها البَيضاء
"إنتَهيت؟.
تسائلَت أزمير فَقد توقَف عَن الحَركة وداعَب النَسيم الخَفيف رَقبتها، مِما يدل عَلى أنه رَفعَ شَعرها
" نعم، إنتَهيت"

إبتَعد عَنها وراقَب إبتسامَتها المُمتَنة وهي تَنظر لَه، رَفعت يَدها بِصعوبة ولَمست شَعرها بِكف يَدها
" أنهَيت الأمر بِشكل جَيد شكراً "
شَكرته وأبتسامَتها أتَسعت و اومَأ لَها بِخفة
"بِالمناسبة انا أدعىَ زِيون، وانتِ؟. "
رَفعت رأسها وألقَت نَظرة عَليه مِن ثمَ ليده المُمتدَة،
"وأنا أدعىَ أزمير، لَديك أسمِ جَميل"
مَدت يَدها وصافَحته، بَدت مَسرورة بِشدة
" حَسناً، هَل نَحن أصدقاء الآن؟"
أمالَت رأسها بِخفة تَنتظر إجابَته، إبتَسم لَها و اومَأ إيجاباً زيون، عَلينا الذهاب إستدار بِكامل هَيكله
" نعم أبي قادِم "
"سَتذهب الآن؟."
" أجل، سَنلتقي مجدَداً"
لَوحت لَه وراقَبت هَيكله يَختفي مِن أمام أنظارِها وغادَرت هي الأخرىَ لِلداخل بَحثاً عَن والِدتها
"ماخَطب مَظهرك هَذا يازيون؟".
تنَهد زيون وحاول إختيار كَلماته بِعناية لَكن لَم يُفلح، "قابَلت حَسناء نالَت إستحساني"
ضَحِكَ والِده بِخفة وتَحدث ساخِراً
هَل"هَل هي سايكوباثية مِثلما أرَدت؟."
" سايكوباثية... "
تَحدث بِنبرة خَفيفة بالكاد تُسمَع وبَدا كَما لو أنه في أهَم لَحظات إدراكِه
حَسناً لَحظة.. دَعونا نفكر فِيما حَصل.. أولاً هو قابَل فَتاة تَرتدي مَلابس وَرديه وتَبتسم تِلك الإبتسامة اللَطيفة طِيلَة الوَقت، تَقرأ رِواية عَن الأرانِب وتَبدو إجتماعية لِدرجة أنها قَد تَستوقِف أحَد المارِيين بالشارِع وتسأله عَن أسمه ثم تخبره بِكونها حامِل وهي خَجولة ولَطيفة!!.
" اللَعنة "
صاحَ بإنزعاج وغَطى وَجهه بِكلتا يَديه
بَينما يرخي ظَهره لِلخَلف
" ما الأمر؟ هَل حَسنائك السايكوباثية حاولَت قَتلك؟."
تَحدث ساخِراً مُجدداً، ولَم تَكن المَرة الثانية فَكلما تم ذِكر نَوع زيون المُفضل مِن الفَتيات كانَ والِده يسخَر منه، بِحق السَماء مَن قَد يرغب بِفتاة خَطيرة سايكوباثية؟ هَذا النَوع مِن الفَتيات قَد تَطلب مِنك كَوكب الأرض وإن لَم تحضرها سَتقتلك وبَعدها تَبكي عَليك
" أبيي "
ناداه مُتذمراً وكان لَديه ما يَقوله لَكنه الآن يحاول تَرتيب الجمل والأحرف المُبَعثرة داخِله
" إنها أبنَة صَديقك، ميفورد "
أرتَد جَسد زيون للخَلف مِن ثم للأمام ليرتَطم رأسه بِصندوق التابلوه الخاص بِالسيارة
" ماخَطبها؟. "
سألهُ وبَدا أنه قَد فَهم لَكنه يَرغب بالتأكد او تَوضيح
" إنها الحَسناء أبي، لا تبالغ فِي رَدة فِعلك"
نَظر والِده لَه وأنتظر المَزيد مِن الكَلام لَكن لـم يَتلقى..
" أنتَ الآن تخبرني أنك مُعجب بِفتاة الورورد والارانِب؟. "
" فَتاة الورورد والارانِب؟. "
كَرر أخَر ثَلاث كِلمات قالَها والِده مُستغرباً
" أزمير الَيست كَذلك؟. "
" نعم أبي اسمها أزمير، لَكن فتاة الورود والارانِب ماهَذا؟. "
" أنها مَهووسة، صَدقني هـذهِ الفَتاة قَد تحب الوَرد والارانِب أكثَر مِنك، لا تُحاول، أبداً وأيضاً هل أنتَ جديّ؟ الفَتاة حامِل"
رَمشَ وهو يُنصت لِحديث والِده، وارتَسمت أبتسامة خَفيفة تُزين ثغره وكل مافَكر بِه هو أنها لَطيفة، جداً
"أبي لَيس وكأني أحبها ومَهووس بِها وأتوق لِنظرة منها، فَقط هي نوعاً ما..."
توَقف عَن الحَديث يُحاول إيجاد كَلام يَوصِفها بِه
" حَسناً هَذا غير مُهم، أين هو والِد طِفلها؟. "

_____

لا أعلَم إن كانَ هناك أي اخطاء مِن أي جِهة
لَكن هَذا مُتوقع مِني كَمبتدئة
كنت مؤلفة سابِقاً لَكن لَم أجرب الكِتابة، دَعمتني كاتِبة جَميلة لِلكتابة، وهي watt_Aisel8

Beginning of the End | بِداية النِهايةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن