دخلتُ لِلمنزلِ لِأجدَ عائلتي الكُبرى كلُّها هُنا و أَقصدُ أشِقّاء والدي ، الأغلبِيّة يَبكون على وفاة والدتِهم أمّا الآخرونَ فقد حلَّ التّهجمُ على ملامِحهم
لِأصعُد لِغُرفتي بسرعةٍ أتجنَّبُ مُلاحظة أحدِهم لي في الوقتِ الرّاهنِ كوني مُتعبة باِلفعل مِن المَدرسة
تنهدتُ لِأُغيرَ مَلابسي لَأخرى سوداءٍ مُناسبةٍ أُرتبُ شَكلي ناظِرةً للمرآةَ اتفقدُ هَيئَتي قبلَ ان أحملَ هَاتفي نَازِلةً للاسفل ببطءٍ بسبب خُمولي أُدندِن اُغنيةً عشوائيةً في عَقلي قد سمِعتها من قبل في مكانٍ ما لكن لا اتذكر
اخذتُ مكاني في سيّارةِ والدي فهُو من سيأخُذنا أسرقُ نظرةً لِوجهِه لـِ أُلاحظَ شُحوبه
عَبِستُ لِحالتهِ التّي لم أتعَود عليها لكِنني اِكتفيتُ بالصّمتِ اُناظر خارج النّافذة
استَمعُ لبعضِ الموسيقى مِن خِلال سمّاعاتي بينَما اَنظر من خِلال النافذة للاشجَار القابِعَة في طَريقنا
تَوقّفنا بعدَ مُدة لا اعرفُ طولَها تحديدًا أمامَ مَقبرةِ القريةِ لانزلَ من السيارةِ كما فعَل الاخرون
أنظرُ للسيّاراتِ التّي توقّفت في المَكان حَولنا التّابعة لِأفراد عائِلتي
أَقفُ في الخلفِ أَنظرُ لِجثمان جدّتي الذّي يُدفنُ تحتَ التُّرابِ بملامِحَ هادئةٍ بينما الاشخاصُ حولي يَبكون عَلى فِراقِها
دموعٌ جافةٌ كانت فوقَ وَجنتاي مُسحت مِن طَرف أناَمل بعدَ ان شَعرتُ بها
اِنتهت مراسِم الجَنازة و هنا ذا أنا اقابلُ التّعازي أُقابلُهم بِـ ابتسامةٍ صغيرةٍ كي لا أبدو وَقحة.
لِانظُر في الارجاءِ بعدَ شُعوري لِشخصٍ يُراقبني لكِنني لم اُلاحِظ أَحد
كانَ كَـ جسَد رجلٌ أو فتى في العشريناتِ مِن عُمره يقفُ في بُقعة بعيدةٍ في نفس المَقبرة بملابسَ بيضاءٍ و بشرةٍ شاحبةٍ، يمتلكُ ملامحَ جذّابة و شعٌر أسودٌ لامِع يُغطي عَينيهِ
رمشتُ لعلّي أَتوهّم لكنْ الشّخصَ لم يَتحرّك من مَكانه
لِأشعرَ بقشعريرةٍ مرّت على جَسدي بارتباكٍ عندما نظَر لي بابتسامَتهِ تَيقنتُ انّه ليس بِشخصٍ عاديٍّ لِأنّ بعضَ النّاسِ يمُرون بِجواره و لا يُلقونَ له بالً