...أَجري فِي غابةٍ تَملأُها أَشجارٌ شاهِقةٌ، عَويلُ ذئابٍ يَملأُ المَكان بشكلٍ مُرعبٍ و صَفيرُ الرِّياح يَزيدُ خَوفي سَوءًا، اِلتَفَتتُ للخلفِ أَنظرُ اِذا ما كانَ الكيانُ الاسودُ لا يَزالُ يَتعقّبُني
لكِّنني لم أَجِد أثرًا لهُ، أرجَعتُ بِناظريَّ للأمامِ لِأُتابِع رَكضي حتّى وجدتهُ أمَامي ثمَّ أتجمّدُ برُعبٍ ما اِن اقتربَ منّي بسُرعةٍ لم أُلاحِظها، ليحلَّ ظلامٌ دامسٌ ما ان أَمسَكَت يدهُ الكبيرةُ وَجهي
صُراخي ملأَ غُرفتي حِين اِستيقاظي من نَومي بَعد رُؤيتي لِكابوسٍ يُراوِدني منذُ مُدةٍ طَويلةٍ
نظرتُ لِلنّافذةِ المَفتوحَة بِعيونٍ مُتعبةٍ وَ وجهٍ شاحبٍ اُحاوِل تنظيمَ انفاسِي المُبعثَرة
أَستَمِعُ لِصوتِ حفيفِ اوراقِ الشّجَرِ خارجًا لِأَزدرِق ريقي بِارهاقٍ
أَتمشى في حَديقةِ مَنزِلنا الخَلفية بعدَ ان غادرَ النومُ عَيني ، كَونَ عائلتي تَعيشُ في منطقةٍ رِيفيّة فَصوتُ صراصيرِ اللّيلِ في الحُقولِ المُجاورةِ لنا يَملأُ المكانَ، أَخذتُ مَضجَعي على كرسيٍّ خشبيٍّ كان موضوعًا بجانِبِ شجرةٍ كَبيرةٍ
أنظرُ للسماءِ بهُدوءٍ بينما رِياح أواخر أيامِ الصّيفِ الدّافئةِ تُداعبُ خُصلاتِ شعري، أُراقبُ شروقَ الشّمس بينما أَغوصُ بينَ ثنايا عَقلي و أَفكاري
لا ازالُ اشعرُ بالخوفِ و رُبما الفُضول عن الشّخصِ الذّي رَأيتهُ في المَقبرةِ الاسبوعَ الماضي، وجهُه و مَلامِحهُ لا تزالُ مُرتسِخةً في ذِهني
تنهدتُ بِانزِعاجٍ أُبعِد تمرُّد شَعري على عَيني بعدَ حَجبه لِرُؤيَتي ، لِأَرفعَ بُندُقيتايَّ أُناظرُ هيكلَ فتى غُرابي الشّعرِ يخرجُ من المَنزلِ يتَّجهُ نَحوي
"ما الذّي تَفعَلينَه هُنا في هذا الوقتِ الباكرِ؟"
سَألني لِأعرفَ انّهُ منزعجٌ من نَبرتِه الجَافةِ، يَنظُر لي من تَحت أَهدابِه ينتظرُ اِجابَتي"ليسَ من شَأنك"
قُلتُ بلامبالاةٍ انهضُ أَعودُ بخُطواتي نَحو المَنزلِ بعدَ ان أَشرَقت الشّمسُ بالفعلِ"الى أينَ انتِ ذاهبةٌ؟ لم أُنهي حَديثي بعد!"
نبسِ بغضبٍ يُمسِك ب ذِراعي يُثبِتُني مَكاني حَالما اِبتَعدتُ عنهُ، لأدفعَها بعيدًا عندَ نفاذِ صَبري، أَدفعهُ بِخفّةٍ أُهسهسُ بغضبٍ واضحٍ
![](https://img.wattpad.com/cover/360198528-288-k697416.jpg)
أنت تقرأ
Hidden Wings
Fantasyمَن كانَ يَعلمُ أنّ لحظةَ بُلوغي أَول ثَلاثِ سَنواتِ مِن عَقدي العِشرِين سوفَ تتغيّر حياتي حَيثُ ظهرَ هوَ ملاكٌ ذو أجنحةٍ مخفيةٍ يَحمي ظَهري كَضوءٍ أنارَ عِتمةَ سَمائي -كِيم تايهيونغ -جيون ڤاروسين