PART 11: جولة الموت

379 17 25
                                    


كل ما يخصُكِ يبعثر حواسي
.................................................................................................................................

الألم...هناك انواع عدة للألم لا تعد ولا تحصى ..حتى انه من الممكن ان تكون الامور الصغيرة والبسيطة مؤلمة بحق ...يمكن للإنسان ان ينجرح من كلمة ..من فعل غير مقصود ..من تجاهل ما ...من علاقة ما ...الكثير يجرح والقليل يفرح...هناك ألم من مرض جسدي ...احتمال الشفاء منه كبير ...وطرق شفائه واضحة وغير ملتوية ..عدة ادوية يصفها الطبيب ...عملية جراحية قُرِرت ...ولكن ذلك الالم الذي لا يمكنك التحكم به ..ولا تعرف كيف يمكنك شفائه....مجرد تساؤلات حول العلاج...هل الوقت سيشفي ؟؟؟ هذه مجرد كلمة ألقاها الكُتاب والمؤثرين لبث الامل للناس ....حياة الانسان مثل الكتاب في كل صفحة اسطر سعيدة وأخرى حزينة ومؤلمة ...تقلب الصفحة وتمضي قدماً في الكتاب مواجهاً احداث جديدة ...ولكنك ببساطة يمكنك العودة إلى كل صفحة كنت قد قلبتها سابقاً...لا يشفي الوقت... إذن هل يُشفى الإنسان بواسطة الأشخاص الذين حوله ؟؟ من المحتمل أنهم يخففون الالم ولكنهم لا يمحوه ابداً.

مساعدة الناس في الشفاء مسؤولية كبيرة وصعبة .... نرى ان الدكاترة يعيشون حياتهم ويرافقهم التوتر دوماً..لانهم يتخذون قرارت صعبة تخص المريض وخطأ واحد كفيل في جعل المريض يفقد حياته بلمح البصر ... هؤلاء معالجي الالم الجسدي...اما عن فيجو الذي قرر منذ ان كان بعمر صغير ان يقف بجانب إيما ويمحي جراحها ... اصبح الآن في حيرة من امره ..كيف سيساعد إيما ؟؟ فهي وقعت في العالم الخاطئ ...العالم السيء ..المليئ بالجراح والهموم ...هل يستطيع اخراجها منه ؟؟ قطعاً لا ...لا يمكنه ذلك من يدخل هذا العالم ...عليه ان يعلم ان سيموت داخله ...ستظل آثامه تلاحقه حتى الموت وخروج الروح...تحاوط إيما دائرة الماضي المجهولة...تحاول ان تخرج من تلك الدائرة ولكنها مقيدة لا تستطيع ...قررت ان تترك امر عائلتها ولا تنبش في الماضي ..ولكن اتضح ان الماضي له رأي مختلف ...قرر ملاحقتها إلى حاضرها ..قرر قتلها وهي حية ...

استمع اليها فيجو وانصت الى كل حرف قالته ...وهو ما حدث معها في الايام الماضية بدأً برسالة رافييل لها بشأن عائلتها ومعرفته بامرهم ... غضب لعدم اخباره من البداية كان من الممكن حدوث الاسوأ اثناء الهجوم على قصره ... ولكنه الان صامت لا يتكلم اعينه منشغلة بالتحديق بالارض ... وقت ليستوعب الامر وليزنه داخل عقله .... يريد ان تعرف إيما بشأن عائلتها فذلك من حقها ... ولكن هو خائف عليها .....تأذت بما يكفيها بصغرها وارادت ان تتخطى عائلتها منذ ان بدأت تعي الامور التي حولها ...اي منذ ان بدأت تدرك انه تم التخلي عنها .... شعرت بذلك الوقت في صغرها ان لاقيمة لها ... لاتساوي شيء ... هل يعقل ان لا يساوي الانسان شيء .. لا وجود له ... لا احد يعلم بوجوده ... هي كانت كذلك لا احد يعلم بوجودها سوا جدها ولم يكن مهتم .. اما فيجو كان مثل شمعة اضاءت حياتها ... كان منفذها الوحيد ... يكبرها ببضع سنوات ... واساها في تلك الليالي السيئة المخيفة .

أنامل دموية Where stories live. Discover now