الفصل التاسع : فارس الأحلام

363 5 2
                                    

كانت ليلة هادئة من ليالي الصيف المعتدلة ، أطل القمر على استحياء محاطا بهالته الباهتة ، ليبدد قسما ضئيلا من ضلمة السماء ، جلست وعد على شرفتها ، تعبث بخصلات شعرها الكستنائي بينما هي سارحة تتأمل في السماء و قاطع خلوتها تلك صوت عبير تدلف الغرفة دون استأذان كعادتها

عبير : يا وعد روحتي فين

وعد : بالشرفة تعالي

عبير مبتسمة : بتعملي ايه لوحدك ، ايه الجو الرومانسي ذا ... على فكرة مش ناقصك غير فارس أحلامك بس

ابتسمت وعد : فارس ايه و أحلام ايه ، كنت بفكر بالكلية ، عالم جديد مستنيني ..بابا الله يرحمو كان دايما بيحلم أني أصير دكتورة

عبير : انا هون يا بنتي ، أنا أكبر منك بسنة نسيتي رح ضل أساعدك بكل تواضع يعني ههههه ...يالا إرجعي لموضوعنا الأساسي ايش مواصفات فارس أحلامك ؟؟ ها ؟! رمقتها وعد بذهول إنها عبير المجنونة التي لا تعقل أبدا أكملت عبير مازحة : ردي يا بنت ، متستحيش

وعد مبتسمة من تصرفاتها : معنديش مواصفات يا نابغة إرتاحي

عبير بوجه حزين مصطنع : أنا فاقدة الأمل فيكي على فكرة ، أنتي حالك ميؤوس منها خالص، معقول الجمال ذا و الأخلاق و المستوى ذا يضيعو عالفاضي ...و لا مرة حكيتي مع شاب أوكي مقبول و لا مرة حبيتي برضه تمام ، بس و لا مرة فكرتي بفارس أحلا

قاطعتها وعد : طب احكيلي إنتي يا شاطرة اشوف ، شكلك مش ميؤوس منك يا داهية ، ولا شاطرة بس تنغي بالكلام

ضهرت علامات الجدية على وجه عبير لأول مرة منذ دخولها للشرفة ثم رددت: وعد في حاجة كان بدي احكيهالك بس

وعد معتدلة في جلوسها : خير ، في ايه

صمتت عبير لوهلة ثم أمسكت بيدي وعد مردد : فاكرة دكتور الجامعة

وعد بعدم فهم : أي واحد

عبير باقتضاب : هو أنا كم دكتور حكيت لك عنو ، قصدي الدكتور لي كان بيطلع فيني او هيك تخيلت

اتسعت ابتسامة وعد ثم رددت بمكر : مالو

عبير بهمس : تعالي قربي ...أنا شوفتو بجنيف لم سافرنا ، الليلة لي رحنا فيها عالمطعم

صرخت وعد قائمة : ايييييييه ، إنتي متأكدة

عبير محاولة تهدأة وعد : ششششششششش رح تفضحينا ....اه متأكدة مش بس كدا تعالي قعدي إحكي لك شو صار بالزبط

صغيرتي أناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن