_2001_ _هولندا_
صـوتُ صُـراخِـهـا وصِـيـاحُـهـا يـكـادُ يـثـقِـبُ طبـلـةَ
أذنَ المـرءِ مِـن شِـدّةِ هـولِـه ، الولادةُ صـعـبـةٌ
حـقًّـا .كُـلّـمـا تـمُـرُّ وهـلـةٌ يُـضـافُ صـدى أنـين و بُـكـاء
آخـر إلـى أن إمتـلأت الغـرفـةُ بـثلاث أشخـاصٍ
آخـرين ، لـكـن مـاإن سـكـنـت الأنـثـى و إنخـفـض
عُـلُوُّ صـوتِـهـا ، حـدث الـمِـثـل مـع الأخـريـات .•••
ذُو الـخُـصلاتِ الـكـسـتـنـائِـيّـةِ مُـنـتـصِـبٌ بِـرواق
الـمـشـفـى يُـبـصِـرُ الـباب الّـذي يُـقـابِـله بِـهمّ
و إرهـاقٍ شـديـديـن .- مبـارك لـك سـيـدي ، لـقـد رزقـت بـثـلاثـة
فـتـيات .كـانـت تِـلـك الـمُـمـرِضـةُ الّـتِـي مـاإن خـرجـت مِـن
الـعـمـلـيّـةِ نـطـقـتْ تُـبـارِكُ لـه بِـوجـهٍ بـشُوشٍ
و فـرِحٍ .هُـو حـتّـى لـم يرمُـقـهـا بأيّـةِ نـضـرة ، فـقـط
تـجـاوزهـا يـدلُـفُ أيـن تتـواجـدُ إمـرأتُـهُ الّـتِـي
سـرقـتْ عـقـلـهُ و فِـكـره قـبـل فُؤادِه الـذي رمّـمَ
جُـرحـه عـنـدمـا عـايـن ذلـك الـمشـهد .بـنـاتُـهُ اللّـواتِـي زُرنَ الـحـيـاة قـبلَ دقـائـق
مُلـتـفُّـون بِـغـطاءٍ واحِد داخِـل ذاك الـسـريـر
الـبـسيـط .- أُقـسـمُ أنّـنـي سأشـتـاقُـكُـم بِـحقّ ، عـنـدمـا
تـكـبُرون مـعًـا فـلـتـلُـمـنـنِـي عـلـى تـركِـي لـكُـن ،
لا أرشِّـحُ قـول أنّـنـي مـرغُـوم فـهـذا هُراءٌ
لـرجُـلٍ بـالِـغٍ مِـثـلـي .هـو بالـكـاد يُـخـاطِـبُـهُـم دون إذرافِ الـدمُـوع
العـالِـقـةِ بيـن جـفـنـاه .أخـفـضَ بـصـرهُ عـنـهُـنّ أرضًـا و توجّـه نـحـو
عِـشـقـه الـنـائـم عـلـى الـفـراش ، لـمَ تُبـادِلُـه
النـضـراتِ الحـائـرة فـقـد كـانت نـائـمـةً تـغُـطُّ
بِـسُـبـاتٍ عـمِـيقٍ و كـأنّـمـا عـسـليّتـاها
لـم تـذق طـعـم الـنومِ دهـرًا .- يـارُوحِـي الـبـهِـيّ ، أخـشـى إعـتِـقـادكِ أنّـني
دنّـسـتُـك ورحـلـت ، لـكـن فـلـتتـيـقّـنـي أنّـي
سـأعـتـنِـي بِـكُـنّ جيّـدًا و لـن أفـرِط بِـكُـم
لِـمِـسـخٍ لـعـين .يُـكـلِّـمُـهـا و كأنّـها تـسـمـعُـه ، حـتّـى لـو فـعـلـت
هـو لـن يـهـتـمَّ حـقًّـاصكّ عـلـى أسـنـانِـه بِـعـجزٍ و حـسـم قـرارهُ
الأخـيـر ، إسـتـدار يـدنُـو خـارجًـا بِـمـضض ،
إعـتـرضـتـهُ عـجُـوزٌ مُـسِـنّـةٌ لـكِـنّـه لـم يُـبالـي
لـهـا بـل أكـمـل سيـرهُ مُـغـادرًا تـمـامًـا .