وجعي لا يوصف بالكلمات . العجز و الخضوع الذي
إحتلني نابع من يداي المربوطتان .أكره أن يسيطر علي أحد و خاصة إن كان قريب .
هذا لامر مؤلم بحقٍ .ودعت أحلامي التي قد بنيتها في عقلي .
بسبب عجوز لعينة . أباد اللّه أمثالها .مالذي دهاني ؟!
هذا لا يجوز . لا يجوز ان أشتم جدتي حتى لو أذتني .
إنها اكبر مني سنا لكني احترمها و هذا لا يعني أنني أحبها .لا اريد ان اتشرد و حسب . لا اريد نضرة الشفقة من الغريب لكنني اتقبلها من القريب.
أبدو قوية و شجاعة نسبيا . لكن أمامها و بكلمة تصدرها في حقي أنهار و أنتحب بعجز مقيت .
أشفق على ذاتي الضعيفة التي تتصنع القوة و الشجاعة و الذكاء .
خرجت من سهوة افكاري أثناء وصولي للمطبخ الرئيسي . ناضرت المتواجدين هناك . لم يعرني احدهم إهتماما .
مالذي انتضره مثلا . أصبحت مجرد خادمة في سن صغير . بعد لحضات ، عاينتني فتاة تبدو عشرينية ثم قالت بلهجة مبتذلة :
- إذن أنتي الخادمة الجديدة هنا ؟ عندما سمعت أنك
في الرابعة عشر ضننت انني سارى طفلة أمامي .
لكن جسدكِ لا يوحي بذلك أبدا .أنهت كلامها مع نضارتها المبالغة في جسدي .
هل هذه مجاملة أو معايرة ؟فجأة ، دخلت ورائي المدعوة بكاثرين و يبدو انها إستمعت لكلام هذه الفتاة .
- هذه تايلور أماندا . المعينة الجديدة في هذا القصر . أرجو منكم أن تحترموها و هي أيضا ستبادلكم بالمثل .
نبست رئيسة الخدم كلامها بنضرة جادّة رمتها للّتي أمامي .
- و الآن لتبدأ كل منكن في عملها .
أنهت كلامها بنبرة حازمة ثم بامرها لي أن انضف غرف النوم في الأعلى .
أخذت ادوات التنضيف و إتجهت نحو الدرج المؤدي لفوق .
شاهدت الغرف و قررت انني سابدأ بالتي على يميني .
دخلتها فإنبهرت من جمالها الأخاذ و البسيط .يبدو انها خاصة بزوجين . السرير واسع به ملاءات ذهبية اللون و بيضاء تعطي رونقا راقي .
إسترسلت مسحي الغبار و تنضيم الفراش و آخر شئ كان مسحي للأرضية .
إنتهيت أخيرا من هذه الغرفة . أشعر بالإرهاق و مزال يومي في أوّله .