عَــــــلاَقَـــةٌ وَطِــــيدَة

846 79 64
                                    

كسرُ الخاطرِ مؤْلِـمٌ للغايةِ ، و خاصّةً إن كَـان
منْ أقرب النّاسِ إليكَ .

مَـا نبستْ بهِ والدتِي أطفأَ شعلةً بخافقي .
ربّما شعلة الحماس لمقابلتها و البقاء معها .

إبتسمتُ بإرتباك و قد جحضت عدستايَ .
هِي تريدُ منِّي الذهاب . لمَ لا تُلِحُّ عليَّ
بالمكوثِ قليلا و حسب !

حتّى بالكذب ، سأبتهجُ لذلكَ حقّا .
لا بأسَ معِي ، رُبّما هي ستنزَعجُ مِن قربي لها .

لكِنِّي إبنتُها بِحقٍّ !

لوهلةٍ ، أحسستُ بخيطٍ طويلٍ
ساخِنٍ ينزِلُ منْ جوهرتاي .

اللّعنةُ ، لا أريد إضهار صورتي هذهِ لها .
هي لا يمكنُها جرحي ! لا يُمكِنُ لأحدٍ كسري .

أنا أبكِي لسببٍ مجهولٍ فقطْ . نعم ، لأنّني
لم أصرخُ حتّى . دموعي سالت بطريقةٍ هادئةٍ
و مُريحةٍ خلَّفتْ إثرها إحمِرارًا طفيفًا
بأنفي و بِبياضِ عيناي .

سكَنتْ الغرفةُ ،لا يسمعُ سِوي صوتُ تَنفُّسنا
و خاصّةً خاصتي المضطرِب .

قرَّرتُ أخيرًا التكلم . رفعتُ عسليّتاي
اللّامِعتانِ و خاطبتُها بتعبٍ :

- ألمْ تشتَاقِي لِي !؟

رمقتنني بنضراتٍ مُرهَقةٍ هي الأخرى ثمّ
تكلّمت بنبرةٍ مُتحصِّرة :

- بُنَيَّتي ، كيفَ لكِ أن تشُـكِّي بأمرٍ كهذا ؟
الرّبُّ وحدَهُ يعلمُ مِقدارَ شوقي لكِ .

أضفتُ بِبسمةٍ باهتة مع مسحي لدُموعي :

- إذنْ لماذَا تريدين مِنِّي الذهاب ؟!
لقد ضحيْتُ بدراستي و مُستقبلي
و طفولتي  و بروحي فِداءَ
رِضيانِكِ .

لَكِنّكِ تقذِفينني بعيدًا بدونِ سبب وجيهٍ .
مِنَ المُستحيلِ ان أكون لقيطةً أو
شيئًا مِن هذا القبيل !

مِقدارُ الشبهِ بيننا يَصْرُخُ بِٱرتباطنا دَمًا .

قاطعتني بصرخةٍ خافتةٍ مِن فاهِها :

- لِذلكَ أرغبُ بإبعادِكْ .

ضَيَّقتُ عينايَ مِن ما بصقتْ بِه بلهجةٍ
غيرِ مفهومة .

- لَمْ أفهمكِ .

إستغربتُ وضْعهَا ليدها على فَمِها .لكنْ فعلتها
ليست سوى لكي ترغمَ عيناها على عدم
ذرفِ الدموعِ .

I'M SELFISH حيث تعيش القصص. اكتشف الآن