يـوم ميـلادي بالامـس مرّ غريـبًا و كئيـبًا ، و مـا
زاده بؤسًــا هو مــا بصقـه الزعـيم بالليل ،مـالّذي يعنـيه بإعــادةِ دوامــي ليومٍ كـامل ،
أيُريـدُ هو فعـل هـذا قـصد منعـي من مغـادرة
القـصر ثـانـيةً ؟ لكـن مــا شأنـه بي !لـمَ يقــوم بحشــر أنــفه الكبيــر بــما لا يخُــصه ؟
هـذا تطفّــلٌ بحقّ ، ألِأنّ مــكانتهُ الإجتمــاعية
أعلــى منِّــي بكثــير هـو يقوم بٱستحــقاري
بهـذه الطريقة اللئــيمــة .صحــيحٌ أنّــنــي أخــطأت بمجــيئي بعــد منتصف
الليل لكِـن لـي أسبــابي الخــاصة ، و كذلـك
الجـو إنقلـب عـند وصولــي لمنزلـي و أصبـح
عـاصفًــا و ممطـرًا .أنـا لـم أتعمّــد ذلـك ، مــاذا لو لـم يوصِــلنـي العـمّ
هــاري ، لكنـتُ كالكــلبِ المتشــرد و لوصلــت
متاخّــرةً كذلـك .السـيّد ويليــامز يصيبـني بالتوتـر و عــدم الراحـة
مـن أفعـاله ، ضننـتهُ لوهلــة لطــيفًـا حينــما قدّم
لـي معطفـه ليقــيني من البـرد إلا أنّه مبــاشرةً
تبّلدتْ معــالمه و إسودّت إلى أن دبّ الهلـع
بخافقـي .عنـدما دخلـت غرفــتي عنـدها إنهمـرت دموعـي
الغــالية مِــن محجــرايا اللّذان باتتا محاطتـان
بهـالاتٍ سوداء قبيـحةٍ جـرّاء الإرهـاق اليومـي ،بكــيتُ بحـرقةٍ وقـتها و إستحــضرتُ كلّ شئ مرّ
منـذ صغـري للآن ، دَائمًــا مـا كنتُ تلـك المتفوّقة
بالمدرسـة لكـن لـم ينتبــه لي أحـد ،والـدتي لـم تـقمْ بمنـحي ولو كلمـاتٍ تدّلُ علـى
فرحِــها مـنْ أجــلي ، هـي لم تفخــر بـي يومًا
مـع أنني كنـتُ أحــسن من توأماي .خِــلتُ نفــسي نقمــةً بحــياتِها فحينـما أبتـسمّ
لـها تديـرُ وجـهها و تغلـقُ عليّ بـاب غرفـتي .هـل المـعاملــةُ الحــسنـة غـدى البـشر ينفُــرها ؟
بيــنمـا إذا عـاملتهم بالـسوء و البغـض يُمجّدوك
علـى قوّتـك و جبروتـك .يالَ التخــلّـفِ و الجــهل المنــتشر !
البــارحــة قــابلتُ والــدي لأوّل مـرّةٍ لـي ، لـم
أرتـح له البّتـة ، أحسستُ بالقـلق مـن تصـرفـاته
المريــبة ، اتذكّــر تحذير أمّــي لي منه .و الأكـثر غرابـة هـو عـدم بوحــه بسـبب إختـفائه
و تركـه لنــا ، أنـا لا أعــدّه أبًــا لـي و لـن أهتـمّ
لأمــره يكفــيني التـفكيــرُ بمشــاكلي الحــالية ،
و أوّلهم جونـغكــوك .