دَيجور || tg

ch1

vote + comment please
comment between paragraphs.

قُدّم لي استفسارٌ بشكلٍ متكرّرٍ جعلَ من الضّجر يحومُ حَولي.
"لمَ صِرتَ كالقطبَين برداً و هجراً للبشرِ؟"

ألا يدركونَ ما يتفوّهون بهِ من سؤالٍ؟
و هل يُحَبُّ البشرُ ممّا يختلقونَه من سماتٍ خلّابّةٍ؟
و أناْ لا أعنيها حقّاً بالخلابةِ، فالبشرُ لا يجلبون سوىٰ انتصابِ شعَيراتِ يديّ من الإشمئزازِ.

هم بحقٍّ متهيّئون للتّضحيةِ بالعالمِ بأسرهِ من أجلِ منفعةٍ سخيفةٍ قد تحدثُ لهمْ ما يسمّىٰ بـ "السّعادةِ".

حتّىٰ و إن كانَ في سبيلِ تحطيمِ ما خُلقَ في أيسرِك.

هُم لا يُبصرونَ سوىٰ علىٰ منافعَ شخصيّةٍ تجلبُ لهم الرّاحة، بغضّ النّظر عمّا سيحدثُ للغيرِ فما تهمّني هيَ نفسي، أناْ فحسبُ.

و كمْ من الكرهِ الّذي أحملُه لكلمةِ "أناْ"، لو كنتُ اتّخذتُ غلّي لها كعملٍ لكنتُ أنا البليونير العَالميّ يا سادة، أحد مدراء أكبر الشّركات بالعالمِ، لديّ قصرٌ ضخمٌ محشوٌّ بالحرّاس و الخدمِ، أملكُ جميع ما أريدُه بلْ و بدأتُ أشعرُ بالضّجر من شعورِ السّعادة و الرّاحة، لربّما 'الاكتفاء'.

لٰكنّني هُنا في غُرفتي الصّغيرة و المتواضِعة بشدّةٍ بأنوار مكتبٍ نورها طفيفٌ، فكما تعلمون أنا لا أحبّ الضّوء، لستُ سوىٰ غريبِ الأطوارِ المنطويِ علىٰ ذاتِه، من باتَ يحبّ الوحدةَ و العتمةِ، أناْ فحسب رفقةَ نفسِي، ربّما رفقة ظلمةِ غرفتي و بعض الموسيقىٰ، ألوانٌ تلطّخ أوراقًا بجمالِها، أوْ حتّىٰ صفحاتٍ كتبها سوايَ عمّا في خافقِهم، أو أناْ بنفسي أكتبها عمّا أحتلّ صدرِي، إزاء كوبَ القهوةِ الدّاكنةِ الّتي يعبّر لَونها عن روحِي.

من ينبّئهم بأنّني أجدُ متعتِي في توحّدي فحسبُ، فـ ما لحقتُ سوىٰ بخَيبةِ الأملِ و الخذلانِ ممّا حطّت علَيه بصيرتِي لمجرّد تصرّف البشرِ علىٰ طبيعتهم، بدأتُ أشعرُ بالضّجر من عالمِنا، أريدُ الهجرةَ نحوَ كوكبٍ آخر لا يتواجدُ فيه سوايَ فحسبُ، لأبدأ فيه حياةً جديدةً حتّىٰ و إنْ بدأتُها من الصّفر، فلا يهمّني سوىٰ الابتعاد عن البشرِ.

أزعمُ أنّ العديد من النّاس يرَوننِي كمريضٍ نفسيٍّ الآن، خصوصًا أولئكَ الّذين يدعُون أنفسهُم بـ 'الاجتماعيِّين'، أتمنّىٰ ألّا ألتقِي بواحدٍ من أفرادِ هٰذه السّلالةِ في حياتِي فـ أناْ حتمًا لا أحملُ صبرًا، لٰكنّني أؤكدُ لكَ يا من تقرأ أنّ طاقتِي قد نفذَتْ بالفعلِ من عالمٍ مليءٍ بالنّفاق و المصالِح، أجدُ السّلامَ رفقةَ نفسي فقَط، فلا أثقُ الآن بسواهَا.

لَيس و كأنّني أرجوا منك تصديقِي بتأكيدِي لكَ عدمَ حملِي لمرضٍ نفسيٍّ، فـ إنّي لا أهتمُّ لتصديقكَ حقًّا .. لَيس و كأنّه سيفيدُني لاحقًا، لٰكنّني أردتُ إخباركَ بهٰذا فحسبُ.

كم بغضتُ البشرَ، و لا أعتقدُ أنّ كلّ ذٰلك سيتغَيّر يومًا، أعني من المستحيل أنْ أتوقّف عن الحذرِ منهم بل و الشّعور بالرّيبةِ من كلّ من يحاولُ الاقترابَ منّي .. حسنًا، هٰذا ما ظننتُه.

فـ كلّ ذٰلك انقلبَ حينَ دخولِ من يلقّب بـ "تشوي بومقيو" إلىٰ دركِ حياتي.

______

1st part done.
443 words.

[رواية برومانسيّة]
خاليَة من كلّ ما هو شاذّ و محرّم.
تتمتّع شخصيّات الرّواية بالعاطفة الشّديدة.
جميع الأفكار من وحي خيال الكاتبة
و أيّ تشابهٍ فهو صدفةٌ لا غَير.
لا أسمحُ بسلبِ القصّةِ أو الأفكار.
فصول 1000+ كلمة.

الرّواية شبيهة بالسّيرة الذاتيّةٍ إلىٰ حدٍّ ما
تتمركزْ حول نظرة أحد الشّخصيات
تتضمّن وصف دقيق لمشاعرِه
و عدد أقل من الحوارات و المواقِف.

قراءة ممتعة.