ch3

174 18 40
                                    

vote + comment please
comment between paragraphs.



قبل أنْ تشرقَ شمسُ صباحِ اليَوم التّالي، حضّرت نفسيَ ليَومٍ آخرَ ابتدِئُه في جامعتِي، لِذا ارتدَيتُ ملابسِي الّتي تلقّبها أمّي بـ 'ملابسِ المشرّدين'، لٰكنّ ذٰلك يُسعدنِي فهو إن دلّ يدلُّ علىٰ روعةِ ذَوقي الجذّاب.

في الحقيقةِ، أناْ أهتمُّ حقًّا للمستوىٰ الدّراسيّ الخاصّ بي، أعني هو كَونٌ آخر أشعرُ أنّني أنتمي لهُ بعيدًا عن ضوضاءِ عالمِنا، أشعرُ بمتعةٍ عجيبةٍ فريدةٍ من نَوعها عندَ حلّ المسائِل و لستُ أتحدّث عن الرّياضيّات، بل موادّيَ المفضّلة هيَ الكيمياء و الفيزياء.

إضافةً إلىٰ أنّي أمقتُ الرّياضيّات و العلوم الحياتيّة الدّقيقة، أشعرُ بكافّةِ أنواعِ التّعذيبِ النّفسيّ أثناءَ خَوضِ حربٍ لمذاكرتِها، إنّني أدرسُ تخصّص الطّب علىٰ الرّغم مِن ذٰلك .. إنّه لأمرٌ غريبٌ فكَيف لأضخمِ كارهٍ للعلومِ الحياتيّة الدّقيقة بالإقدامِ نحوَ تخصّصٍ ما يثرثرُ سوىٰ عنها .. كانَ الطّبّ حلمُ طفولَتي.

توجّهتُ نحوَ حافلةٍ تمرّ جانبَ جامعتِي، هممتُ نحوَ مقعدٍ مُفردٍ فيها فأجلستُ سمّاعاتِ أذنِي أستمعُ لموسيقايَ المفضّلة ذو الطّابع الهادئ، الطّقس باردٌ اليومَ و العديدُ من الغيوم تزيّن السّماء الّتي تنتظرُ سطوعَ شمسها البرّاقة بحماسٍ شديدٍ، لربّما ستمطرُ في وقتٍ لاحقٍ اليَوم، و هٰذا أناْ تايهيون أقعُ للمرّةِ المليار في حبِّ سمائيَ ذو الزّرقةِ الغامقَة محبوبتِي ذات الغيومِ المتفرّقة أتأمّلها بتمعّنٍ شديدٍ بفاهٍ فُتح دهشةً، كم أناْ مُغرمٌ بسمائِنا.

التقطتُ هاتفِي أحتفظُ بالقليلَ من ذكراياتِي مع ذٰلك المشهد، فلكلِّ يومٍ سماءُه الخاصّة ذو النقشةِ المختلفةِ عن سماءِ أيّ يومٍ آخر. أكملتُ طريقي بالحافلةِ مع الرّفيق الأخفّ علىٰ قلبِي، ألا و تكونُ موسيقايَ.

حتّىٰ وصلتُ، و تذكّرت شأنَ حادثةِ الأمسِ و أنّني قرّرتُ الاعتذارَ لذٰلك الّذي جاء يحدّث الاختيار الخاطئ و بشدّةٍ، و آهٌ كمْ وددتُ التّراجعَ عن قراريَ لٰكنّي هممتُ نحوَ بقّالةٍ كانتْ تقبعُ بالقربِ من باب الجامعةِ الرّئيسي الّذي تقدّمتُ نحوهُ توًّا، اشتريتُ قطعتَين من الشّوكولاتة الّتي يحبّها الجميع، و هي باهضةُ الثّمن إنْ كُنتم لا تعلمون لِذا يتوجّب علىٰ ذٰلك الأحمقِ مسامحتِي بقلبٍ رحبٍ.

حسنًا ما العملُ؟ أناْ لا أملكُ أيّ فكرةٍ عنْ أينَ يقبعُ ذٰلك البومقيو الآن.. أظنّ أنّه يتوجّب عليّ الانتظارُ في المكتبةِ حتّىٰ يأتِي هوَ لأعتذرَ منهُ.

ركضتُ نحوَ مكتبةِ الجامعةِ أُكملُ كتابيَ حتّىٰ يأتِي هوَ، فمحاظراتيَ اليوم متأخّرةٌ و ما جئتُ باكرًا إلا لأعتذرَ منهُ و أريحَ ضميري.
إلٰهي ماذا إنْ تأخّر.. بل ماذا إنْ كان فراغهُ متزامنًا مع محاظراتي؟

دَيجور || tgWhere stories live. Discover now