fearfull unability

166 21 38
                                    

vote + comment please
comment between paragraphs.


بعدَ شهرٍ ..

بعدَ أنْ أصبحنا أصدقاء لا نفترقُ أبدًا، شردتُ لبِضعة دقائق و إذ بها تمتدُّ لساعاتٍ و فيها أدركتُ ما وقعتُ بها من مصيبةٍ و أخذتُ أتحسّر علىٰ حاليَ الّذي أزعمُ إنْ استمررتُ بسَير ذٰلك الدّرب دونَ حذرِ فسيوقعُني في هاويتِي.

أفكّر بما راح و مضىٰ رفقةَ أرواحٍ ظلمتْ صغيرًا أحيتهُ محبّة أصحابِه، بل أفكّر بالشّاب الّذي ما عرفتُه سوىٰ لشهرٍ مضىٰ لٰكنّه باتَ يجذبنِي نحو حفرتِه بمهارةٍ عاليةٍ أنستنِي ما سلفَ من آلام حطّمتْ أيسري.

لمْ أتناولِ الطّعام طوالَ اليَوم بلْ لمْ أحرّك شبرًا من فراشيَ الّذي باتَ باردًا لكثرةِ الدّخائل الّتي سادتْ حَول هَيئتي، فككتُ رباطيَ الّذي عاهدتُ علىٰ دوامِه بلحظةِ غفلةٍ موقنًا أنّني نادمٌ فيما بعدُ.

عليّ إصلاحُ ما أفسدتهُ نفسِي الّتي هوَت روحًا تحومُ حَولها
حتمًا عليّ إصلاح ما أفسدتُه قبلَ فواتِ الأوانِ
إنْ لمْ يكُن قد فاتَ بالفِعل ..

راسلَني بومقيو مرّاتٍ عديدةٍ، لمْ أُجبه حتّىٰ الآن بل لمْ أغادِر منزلِي مُذ يَومان، اجتاحتنِي أفكارٌ عديدة و اعتقدتُ أنّني سأفقدُ صوابِي إنْ لمْ يُقرّر لي يَوم إجازة علىٰ الأقل، لِذا تغيّبتُ يَومان إضافيّان أسترجعُ فيهما شتاتَ نفسِي لٰكنّني لمْ أكفّ فيهِما عن سماعِ تذمّراتِ والدتِي الّتي يئستْ من حالِ ولدِها الفوضويُّ برأيِها، بل احترتُ ءأستمعُ لتذمّارتها هيَ أم لأفكاريَ الّتي تصرخُ بشكلٍ يُرتعبُ لهُ في قمّتي.

لا تُزيد الأمرَ إلّا سوءًا، بَينما أناْ أغوصُ بأوهاميَ الّتي تكادُ تخنقنِي كمياهٍ تُرسىٰ في جوفِي.

لا بدّ أنْ أنهيَ الأمرَ علىٰ عجالةٍ فلا أظنّني علىٰ استعدادٍ لخَوض تجربةٍ كتلكَ ثانيةً ولا أظنّه هو علىٰ استعدادٍ كذٰلك للتّعاملِ مع كائنٍ يملكُ شخصيّةً كالّتي ابتكروها من اصطنعوا حالتِي الميؤوس مِنها فيّ، إنْ حاولَ التّقرّب منّي سأدفعهُ بعيدًا عنّي كما فعلتُ مع غَيره و قدْ حُسم الأمرُ.

























_____

توجّهت في اليَوم الّذي يليهِ إلىٰ كلّيّتي أجمعُ فيها معلوماتٍ لعلّها تجلبُ لي حياةً سعيدةً مستقبلًا، و ما إنْ أنهىٰ المُحاظر عملهُ حتّىٰ سمحَ لنا بالمغادرةِ مع تمنّي لنا يَومًا سعيدًا بعدَ أنْ استفسرَ عنْ أيِّ نقطةٍ قد كنّا لمْ نتلقّاها بشكلٍ سليمٍ.

لأهمّ بعدهَا متنهّدًا خارجَ القاعةِ، أناْ مُتعبٌ و لا أظنّني أريدُ المكوث هُنا أكثر، أريدُ العَودة للمنزلِ حيثُ فراشيَ الّذي يحتوينِي بَين أضلاعِه يُلهيني بغفوةٍ تُنسيني سطوَتي، لٰكن ما إنْ خطَوتُ خارجَ مبنىٰ الطّبّ حتّىٰ تلقَّيتُ هتافًا مِنْ كائنٍ لمْ أتمنّىٰ رؤيتُه.

دَيجور || tgWhere stories live. Discover now