got a shot glass full of tears

75 10 10
                                    

vote + comment please
comment between paragraphs.



هوَ جدالٌ آخرٌ قد سادَ بَيني و هيَ الّتي منَ المفترضِ أنّها حاميَتي، بل لا منطقَ في ما تفوّهتُ بهِ توًّا فهيَ أكثرُ ما يدمّرُني. و كَما المعتاد، تلفّظتْ بعدّةِ كلماتٍ تُنزِفُ أوسطي لأتّخذَ البابَ وجهةً لي بكاملِ صمتِي نيّةَ المغادرةِ، أتمنّىٰ عدمَ مقدرَتي علىٰ العودة أبدًا.

أسيرُ أواسطَ شارعِ حيّنا الهادئ الّذي ما يسودُه سوىٰ صوت حفيفِ الأشجار بلا وجهةٍ، أحاولُ معرفة ماهيّةَ مشاعرِي إنْ كانَ لا يزالُ بعضُها، ضائعٌ أشدّ الضّياعِ أتنفّس الصّعداءَ، علّ روحِي تخفّف بثقلها عن صدرِي لٰكن ما كانتْ هي بمطيعةٍ قبلًا.

يُشارفُ عقربُ السّاعةِ علىٰ ملامسةِ الحاديةَ عشرةَ قبَيل منتصفِ اللّيل، و ها أنا هُنا تحتَ سماءٍ نجميّةٍ ما تكادُ تبهرُ عينيّ كما اعتادتْ لشدّةِ بأسي، أشعرُ بنسماتِ الهواءِ الباردةِ تلامسُ وجهِي و ترفرفُ شعرِي، تبرّدُ علىٰ نارِ مدامعِي و تتزاحمُ بَين مجارِي أنفاسِي، لعلّ لهبَ روحِي يخمدُ لٰكن ما من فائدةٍ تُذكرُ.

و بإدراكٍ تركّز فجأةً فيَّ لحِظتُ المتجّر يميني، حدّقتُ بهِ للحظاتٍ بمقلتَين مُهلكتَين، و مِن بعدها اتّخذتُ قراري بأنّي جالبٌ ما يخفّف عن فؤادي و لَو كانَ هادمًا، هٰذه المرّة فحسب.. لساعاتٍ قليلةٍ تُنسيني ضيقتِي. اشتريتُ العديد، و ها أنا ذا أرتشفهُم واحدًا تلوَ الآخرِ، حتّىٰ ما عدتُ بوعيٍ ولا بعقلٍ يتدبّر.

و ما أذكرُ أناْ من لحظةٍ مِن بعدِها، وعَيتُ فجأةً في حالٍ و مكانٍ نقشا بالنّدمَ علىٰ صدري.

#beomgyu pov.

كنتُ وحيدًا في حُجرتي الدّامسة، أغطّي جسدي بلحافٍ أحتمي من بردٍ لا يتواجدُ سوىٰ في بواطنِي لحُزني، يجولُ في دماغي هوَ ذٰلك الفتىٰ الّذي قد اتّخذَ وجهةً ما بعيدةً عنّي، لٰكنّي لقُربهِ يلتهمُني الحنينُ.

و بَينما كنتُ أغرقُ بَين أمواجِ خيالِي، قطعَ دقّ نافذةِ غرفتِي الحفلةَ الّتي كنتُ أقيمُها رفقةَ أشباحي. وجّهتُ أنظاري الّتي تصنّمتْ بمكانِها رفقةَ جسمي نحوَ النّافذة، اتّسعتْ عَيناي لهَول الدّهشةِ،
ما الّذي أتىٰ بهِ؟..

ليقشعِرَ بدنِي اسمي الّذي غادرَ شفتَيه بتعبٍ شديدٍ، فتوجّهتُ نحو النّافذةِ بعجلةٍ من أمرِي أفتحُها غَير مزحزحٍ عَيناي عن كومةِ الشعرِ البندقيّةِ الّتي تغطّي ملامحهُ أمامَ أنظاري، ليضعَ هو بقدمهِ داخلًا غرفتي دونَ إذنٍ أو حديثٍ يُذكرُ تحتَ صدمتِي.

و حتّىٰ الآن لمْ ألمحْ ملامحَه الحسناء، أيملكُ مفاجأةً ما علىٰ وجههِ أمْ أنّه يبكي؟ بل اتّضح لي من بعدها أنّه لا يملكُ قوّةً لحملِ رأسهِ أو حتىٰ جسده بالكاملِ، حينها نوىٰ التّوجّه نحوي فانهار يسقُط أرضًا، لٰكنّ ذراعيّ الّتان ترجّلتا تحملانِه مِن تحتِ أكتافِه قد أسعفتاهُ من عثرةٍ كادتْ أنْ تلحقَ به ضررًا و أذًى.

دَيجور || tgWhere stories live. Discover now