1- عقلها الصَغِير

1K 56 75
                                    

ملحوظة قبل بداية الفصل: تُعتبر جنين أكبر مدن محافظة جنين حيث تقيم عائلة الحُسيني، وتقع شمال الضفة الغربية التابعة للسلطة الفلسطينية. تبعد المدينة مسافة 75 كيلومترا عن القدس من ناحية الشمال، وتطل على غور الأردن من ناحية الشرق، وتقع على السفح الشمالي لجبال نابلس على  الجانب المطل على مرج بن عامر.

" أنا وحش من وحوش أرض فلسطين الحبيبة..أنا ابن فلسطين القادر على المساهمة في تحريرها أنا.."

قاطعته مقدس بضجر من صوته العالي قائلة بتأفف:

""هلّا تخفض صوتك قليلًا؟ علمتُ أنك قادر على تحريرها يا صلاح الدين! " 

تذمر الطفل من سخريتها على جملته، فـهو للتو بدأ في استعراض مشهده الذي بقى طوال الليل يفكر به:

" لست بصلاح الدين ولكن يومًا ما يا مقدس سأشارك في إعادة ما فعله صلاح الدين.."

قامت الفتاة تطالعه بلامبالاه تهتف وهي تستعد للرحيل:

" لا تنسَ يا صلاح الدين أن تشرب كوب الحليب خاصتك.." هتفت جملتها بسخرية و ذهبت تاركة إياه يقف يطالع ظهرها وهي تسير أمامه بغضب، ماذا يعني كونه لم يتعدَ العاشرة بعد؟ هو وحش فلسطين نعم وهو قادر على المسهامة..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مَنْ لي سِواك، ومَنْ سِواك يَرى قلبي...ويسمَعُه؟ كل الخَلائِق ظِلٌّ في يَدِ الصَمدِ

أدعوكَ ياربّ فاغفر زلَّتي كَرمًا...واجعَل شَفيعَ دُعائي حُسنَ مُعْتَقدي

وانظُر لحالي في خَوفٍ و في طَمعٍ...هَل يَرحمُ العَبدَ بَعْدَ الله من أحد؟

مَولاي إنّي ببابكَ قَد بَسطتُّ يَدي...مَن لي ألوذُ به إلاك يا سَندي؟

صدح صوت ذلك الابتهال عاليًا في سكون الليل بغرفتها كعادتها دومًا في الليل تُروح عن نفسها بكلماته، حيث ترسلها إلى عالم أخر حيث الهدوء والسكينة، انتهى صوت الابتهال فتنهدت هي بعمق ثم أغلقت الصوت ثم فتحت شرفة غرفتها تطل منها على الشارع، لكن هناك صوت خطوات أتى من الخارج أقرب الى التَسحُب وكأنها واحدة من الزواحف تسير على الأرض، وقد رافق تلك الحركة ظلٌ لاحظته هي من أسفل عتبة باب غرفتها، فضيقت جفونها بغموضٍ سُرعان ما تحول إلى الخبث وقررت اللعب هي الأخرى.

"بيسان الحُسيني"

امرأة صاحبة الثلاث وثلاثون عامًا، ملتزمة دينيًا تسعى دومًا إلى منفعة الناس بعلمها و عملها، حيث مَنَّ الله عليها بتعلم أمور الدين الإسلامي.

لكنها القدس يا مقدس (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن