11- رسالة مُبَطنة

117 22 41
                                    

كنا متفقين أن البارت هينزل بعد رمضان، بس الجماعة وحشوني الحقيقة، فـ الي منكم مخطط أنه هيقرأ بعد رمضان ميقرأش البارت ده،، خليه لبعد رمضان وكمل الي أنت بتعمله. 
و الي هيقرأ، ياريت تكون مخلص فروضك كلها و وردك و روتينك كله رجاء خاص مني، أوعى تتعطل بسبب نوفيلتي او رواية غيري، طلب من أخت صغيرة يعني

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

أغيب وذو اللطائف لا يغيب
وأرجوه رجاءاً لا يخيب
وانزل حاجتي في كل حال
إلى كل من تطمئن به القلوب
فكم لله من تدبير أمر
طوته عن المشاهدة الغيوب
ومن كرم ومن لطف خفي
ومن فرج تزول به الكروب
ومالي غير باب الله باب
لا إله ولا مولى سواه ولا حبيب
كريم منعم بر لطيف
جميل ستر للداعي مجيب
إلهي منك إسعادي وخيري
ومنك الجود والفرج القريب

- "النقشبندي"
-----------------------------------

مكان مُظلم مُخيف، الصمت به يُشعرك وكأنك بداخل قبرك لا محال،أصوات الصراخ خارجهُ تصمت دقيقة ثم تعلو دقائق عدة.. مَن يستمع إليه يُجزم أن أحدًا ما يتجرع من العذاب أشد أنواعه. 

جالسة هي المرأة الفولازية، المرأة المُستعدة للتضحية بحياتها وحياة أولادها من أجل أرضها، تجلس بقوتها التي لم و لن ينجح الزمان بالتأثير عليها، تسبّح بقلبها ولسانها و تتلو آيات الله في طمئنينة ليس وكأنها لا تستمع إلى ألحان من العذاب يُعزف عليها!. 

قاطع خلوتها دلوف رجل يبدو عليه الكِبر ولكن مازال يحتفظ بقوته وبالتأكيد لا مانع من الشعيرات الكثيرة البيضاء، نظر إليها نظرة متفحصة و أول ما هتف به كان بنبرة خبيثة أجفلت الأخرى اشمئزازًا :

"مرحبًا بكِ، لا أعلم إن كُنتِ تعلمين مَن أنا أم لا..ولكني صديق العائلة الكريمة .."

صمت ثم أكمل "  لم أكن أعلم أن غياث الحُسيني يمتلك امرأة مثلك، يا له من محظوظ حقًا " 

نظرت إليه بيسان نظرات مُشتعلة غاضبة ساخطة على وقاحته ولكنها أدركت ما يريده وهو إغضابها لذا تحدثت بهدوء ظاهري:

" الشهيد غياث رحمة الله عليه ما كان يُحبذ أن يُذكَر أسمه على أفواه الملعونين.. لذا إن أردت التحدث عنه ثانيةً تجنب ذكر أسمه، يُمكنك الإشارة إليه بالسيد أو البطل مثلًا "

أنهت جملتها تطالعه بتحدٍ لترى الغضب اشتعل بعينيه فـ أكملت حديثها :

" أمّـا عن كونه محظوظًا، فـ بالتأكيد معك حق، فـ هو وُلِدَ مُسلمًا فلسطينيًا و مات شهيدًا.. لذا هو أكثر الناس حظًا، كما تعلم بالطبع! " 

حاول الجنرال كبت غضبه ولكن غروره أبى أن ينصاع له فـ اقترب من بيسان و أمسك بشعرها من فوق حجابها يهتف من بين أسنانه بتوعدٍ صريح :

لكنها القدس يا مقدس (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن