سويسرا وبالتحديد في قصر برنولي توقفت سيارة المرسيدس السوداء عند مدخل القصر الضخم و أضاءت الأضواء الأمامية على بوابة كبيرة مزينة بزخارف كلاسيكية... حيث القصر يتميز بمبنى فخم يمتد على مساحة واسعة، حدائقه تمتد إلى الأفق، وتغطيها أشجار معمّرة تضفي على المكان شعورًا بالأصالة والهيبة... الأبواب الكبيرة والممرات المزينة بالرخام الإيطالي تجعل كل شيء يبدو وكعالم بعيد عن الحياة اليومية.
هذا القصر لم يكن فقط منزلًا عائليًا، بل كان مقرًا لأحد أعظم رجال الأعمال في سويسرا، جد أنجيلا... والذي يعتبر كعضوًا بارز في البرلمان، ورغم عمره المتقدم، ما زال يعتبر القوة الأكبر في عالم الأعمال في البلاد... أما والدتها، سكارليت، فهي ليست أقل تأثيرًا؛ فقد تولت إدارة جزء كبير من إمبراطورية والدها، وأصبحت شخصية لا يمكن تجاهلها في الأوساط الاقتصادية.
انفتح باب السيارة بسلاسة، خرجت أنجيلا من السيارة بخطوات هادئة... كان يومًا طويلًا في الجامعة، وأخيرًا عادت إلى البيت.. أنتزعت معطفها، ثم ألقت تحية معتادة على الخادمة التي تنتظرها عند المدخل، نظرت إلى ستيلا بابتسامة ساخرة وقالت
«لا داعي لأخذ أشيائي لست طفلة و لدي يدين كما تعلمين.»
ضحكت جوري، المرأة الخمسينية التي كانت أقرب إلى الأم من الخادمة، ثم بعثرت شعر أنجيلا بعفوية وهي تأخذ معطفها وتعلقه على المشجب."أنتِ تعلمين أنني أحب العناية بكل شيء متعلق بك. "
ردّت جوري ثم دفعت أنجيلا بعينيها الى الصعود لتغيير ملابسها قبل تناول الافطار.و بخطوات هادئة، صعدت أنجيلا السلالم الرخامية اللامعة... كان كل ركن في القصر يعكس الفخامة التي عاشتها منذ طفولتها، لكنها لم تكن تولي اهتمامًا كبيرًا لتلك الأشياء... اليوم تفكيرها مشغولًا بأمور أخرى.
في منتصف الطريق إلى غرفتها، تغيرت خطتها فجأة... و قررت أن تمر بمكتب والدتها... أتاها شعور غريب، ورغبت في الاطمئنان عليها... لكن عندما وصلت إلى باب المكتب الخشبي الكبير، توقفت أمامه حين استمعت دون قصد للحديث الذي يدور حولها.
سكارليت، والدتها، كانت تتحدث مع راديا، صديقتها المقربة... والتي هي أيضا طبيبة نفسية زارتها أكثر من مرة قبل سنوات ، لكنها بالنسبة إلى سكارليت كانت أكثر من ذلك؛ كانت الأخت التي لم تنجبها الحياة، والملاك الحارس الذي ساعدها على عبور العديد من الأزمات.
«لقد كنتِ دائمًا القوة التي تساندني.»
قالت سكارليت بصوت مليء بالامتنان.توقفت أنجيلا للحظة، قبل أن تقرر عدم الاقتحام... شعرت أن والدتها في مكان جيد الآن، وأنه لا داعي لتعكير صفو الحديث.
ولكن قبل أن تعود أنجيلا أدراجها سمعت جملة آخرى جعلت قلبها ينبض بسرعة.. وبدأت يديها ترتجفت و تنفسها ينخفض.
الكلمات التي سمعتها من والدتها الان سقطت عليها كالصاعقة... شعرت وكأن الأرض تهتز تحت قدميها، بينما تستمع إلى والدتها تتحدث عن خطط لم تكن تعلم عنها شيئًا.
أنت تقرأ
Eclipse saga
Mystery / Thrillerهناك اسطورة تقول: - أن الشمس والقمر كانا مغرمان ببعضهما ولكن لم يستطيعا أبدا أن يكونا معا لاختلاف توقيتهما لذلك خلق "الكسوف" ليبرهن أنه لا يوجد حب مستحيل في هذه الحياة!! يتباعدان عمر ليلتقيان ساعتا - وهل تصدقين الاساطير -بما انها تحققت معي فنعم ان...