Part |03|

369 31 58
                                    


دوى صوت الانفجار في كل أرجاء المكان، مما جعل الجميع يهرعون في فزع، يتعالى صراخهم وهم يفرون من الخطر المجهول الذي حاول القضاء عليهم... المشهد سرعان ما تحول إلى ساحة مليئة بالفوضى، رجال الشرطة يتنقلون بسرعة، سيارات الإسعاف تندفع لإنقاذ المصابين، والطائرات العسكرية تحوم في السماء...أصبح المكان مشهدًا كئيبًا، شبيهاً بمسرح جريمة... وسط هذا الصخب، ارتفع صوت نامجون الحاد وهو يحاول التماسك، بالرغم من قلقه الذي أخفاه تحت قناع القوة... وقف بجوار جين أمام الشاشات التي تنقل ما التقطته الكاميرات الأمنية المحيطة بالمقر، وطرح سؤاله بقلق مكتوم

«هل ما زال على قيد الحياة؟»

جاء الرد سريعاً من يونغي، بصوت خافت يشوبه الأسف

«لا، سيدي... لقد فقدناه.»

قبل عشرين دقيقة من الانفجار..

كان الموقف متوتراً حين صرخ تاي باتجاه جونغكوك الذي تجمد في مكانه للحظة، عند رؤية الرجل الانتحاري وهو يمد يده إلى حقيبته، في مشهد جمد الدماء في عروق الجميع، وكأن الزمن توقف في الثانية الأخيرة قبل الكارثة.

«التزموا بالخطة، واتركوا أمر ابنتي لجونغكوك»

كان هذا صوت نامجون القاسي، الذي بدا كأنه شعاع الأمل الوحيد في هذا الموقف العصيب... لمح تشتت الفريق للحظة عن الهدف، فأصدر أمره بصوت حازم... وبسرعة، أومأ الجميع له موافقين، ليعودوا إلى مواقعهم كما كانوا، ويستأنفوا تنفيذ الخطة دون تأخير.

تقدم جونغكوك بخطوات حذرة، خفيفة لدرجة أنها بالكاد تسمع، ليعطي الإشارة ليونغي وتاي ببدء التنفيذ... بينما عيناه تراقبان الرجل الانتحاري بتركيز شديد، يده ما زالت تقترب من حقيبة الظهر التي يحملها... في هذه اللحظة الحرجة، راقبت أيلا  الموقف بنظرة غريبة، كأنها تحمل في داخلها فهمًا لما سيحدث، وهو ما جعل تاي يتشتت للحظة عن هدفه، إلا أن جيهوب لاحظ ذلك وتوجه بنظره للجهة المعاكسة ليلاحظ انحراف الانتحارية التي من المفترض أن يراقبها تاي.

في اللحظة التي غاصت فيها يد الرجل داخل الحقيبة، وكادت الكارثة تقع، تحركت أيلا بسرعة مفاجئة وضربته بقوة في منطقته الحساسة، مما جعله يسقط أرضًا متألماً... وتحت أنظار الجميع، انطلقت هاربة دون أن تلتفت خلفها، تاركة خلفها تاي الذي لم يستطع إخفاء إعجابه، وجونغكوك الذي ارتسمت على وجهه ابتسامة واسعة.

قال تاي مبتسمًا وهو يراقب هروبها
«إنها فتاتي.»

أما جونغكوك، فلم يضيع ثانية واحدة... انقض على الرجل الذي ما زال يتلوى من الألم على الأرض، وضربه بحافة مسدسه بقوة على مؤخرة رأسه حتى أغمي عليه تمامًا.

في الجهة الأخرى، عاد يونغي للسيارته بعد قد أنهى التعامل مع الفتاة الانتحارية بمهارة فائقة... لم يلحظ أحد كيف نجح في نزع القنبلة من يدها دون أن تشعر، ثم وجه ضربة دقيقة إلى عنقها، أسقطتها مغشيًا عليها بين ذراعيه.

Eclipse saga حيث تعيش القصص. اكتشف الآن