(١٦) أثق بكِ

64K 6.3K 3.5K
                                    


متنساش تعمل تصويت قبل قراءة الفصل .

صلوا على نبي الرحمة

________________

ورغم أن الفراغ حولهم في هذا الوقت لم يكن يساعد على حدوث صدى صوت أو ما شابه، لكن هي شعرت وكأن كلماته التي نطق بها منذ ثواني رنت في أذنها مرات متتالية وكأنها تتعمد اخبارها أنها كُشفت .

اتسعت أعين كهرمان وقد شعرت أن قلبها توقف لثواني معدودة، ثواني قليلة فقط حتى تمالكت نفسها واستطاعت التنفس وهي تقول بصوت خافت وما تزال تخفض رأسها باحترام شديد :

" عفوًا مولاي لا افهم ما تقصد "

ابتسم وكأنه يقول حقًا :

" بلى تفعلين، أليس من العجيب أن تسكن أميرة أسفل سقف قصري، وتعمل به ؟؟ هل تحبين تجربة الحياة العادية، أم أن مملكتك ارسلتك جاسوسة على مملكتي ؟؟"

تنفست كهرمان بصوت منخفض كي لا ينتبه لتوترها، ثم رفعت رأسها ببطء تقول بنبرة جادة هادئة:

" في الحقيقة مولاي أنا لا اعلم سبب استنتاجك لأمر كوني أميرة، لكنني أؤكد لك أنك مخطئ جلالتك "

رفع إيفان حاجبه وهناك بسمة جانبية قد ارتسمت على فمه ثم قال ببساطة شديد :

" أوه حقًا ؟؟"

" نعم "

كلمة صغيرة نطقت بها وهي تشحن عقلها بمائة سبب وحجة تثبت بهم أنها ليست أميرة وأنها مجرد فتاة عادية، تنتظر منه رفضًا لكلمتها كي تنطلق في الدفاع عن هويتها المزيفة، لكن كل ما خرج من إيفان هو هزة كتف بسيطة وكلمات أبسط :

" حسنًا، كنت امزح فحسب "

كلمات بسيطة جعلت أعين كهرمان تتسع بشكل قوي وهي ترفع وجهها لها، بهذه البساطة ؟؟ كان يمزح ؟؟ كان سيتسبب في توقف ضربات قلبها لأنه فقط ...يمزح ؟؟

لكن مهلًا ما سبب تلك البسمة التي ارتسمت على فمه، هل كان يمزح حقًا أم فقط يسخر منها أم ماذا !! ذلك الرجل داهية كما وصفه أرسلان سابقًا، ما تزال تتذكر كل أحاديثه عن إيفان في اجتماعه مع والدته أثناء وجودها .

" إيفان هادئ ؟؟ أشفق على من يعتقد ذلك، إيفان داهية ماكر وتفكيره مرعب، صمته يرعب أكثر من حديثه، لذا لا إن سألتني رأيي فلا أنا لا اطمئن لبسماته ونظراته بمقدار حبة خردل، ذلك الرجل ورث عن والده وأجداده عقل سام"

كلمات كانت تتردد على مسامعها، لكنها لم تكن تهتم بها كثيرًا، فما حاجتها لتعلم صفات كل ملك من الملوك؟! كان يكفيها أن تعلم صفات ملك واحد، وهو شقيقها، أفضل رجال العالم في عيونها، ذكي وقوي وحنون، رجل بكل ما للكلمة من معنى .

خرجت من شرودها بشقيقها وإيفان على صوت إيفان وهو يردد :

" إذن اعتقد أنكِ مضطرة الآن لتعودي إلى القصر آنستي، فبقائك في هذا الوقت خارجًا مرفوض تمامًا "

مملكة سفيد " أول الآثمين"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن