(٢٨) مكر ومكائد

60K 6.1K 4.5K
                                    


قبل القراءة متنسوش التصويت والتعليق برأيكم.

صلوا على نبي الرحمة ...

قراءة ممتعة .

__________________

كان يجلس بهدوء شديد وهو يراها تتحرك أمامه بغضب شديد، حركات أثارت استياء بومته العزيزة، مدّ كفه يربت على ريشها بحنان وكأنه يصبرها على احتمال الوجود غير المرغوب فيه من هذه المرأة التي اقتحمت مكتبته بعد سنوات من خروجها آخر مرة منها، وطردت مرجان للأنفراد به، شيء لا يعجبه أبدًا، حسنًا أي شيء متعلق بهذه المرأة لا يمكن أن ينال إعجابه يومًا .

" أنت لا تخفي شيئًا أيها العريف صحيح ؟!"

رفع عيونه لها بكل هدوء :

" وإن أخفيت شيئًا، ما الضرر في ذلك مولاتي ؟؟ الكل يمتلك أسرارًا صحيح ؟؟ وأنتِ كذلك تفعلين "

توقفت عن الحركة حين شعرت بنبرة سوداء في صوته، رمقته بترقب ليبتسم هو لها يقول :

" أخبريني ما الذي أثار غضب الملكة الأم من الصباح لتشرفني بزيارة مقري الخاص؟؟"

وكأن شهرزاد كانت تنتظر تلك الكلمة إذ تحركت فورًا صوب الطاولة التي يجلس خلفها تضربها بكفيها في غضب :

" انت من أخبرت الملك أن الملكة الخاصة به من عالم المفسدين صحيح ؟؟ "

" نعم، هذا ما حدث  "

اشتدت أعين شهرزاد تهمس بجنون :

" إذن ما لي أرى الماضي يعيد نفسه أيها العريف ؟! ما سر انجذاب ابني لتلك الخادمة الحقيرة ؟؟"

نظر لها العريف مدعيًا التعجب :

" خادمة ؟؟"

ضربت بقوة أكبر على الطاولة وهي تصرخ :

" أيها العريف لا تدعي غباءً أنت ابعد ما يكون عنه، أنا أدري أن احلامك لا تخطأ ونظراتك الثاقبة تلك لا يعقل أنها أهملت شيئًا كهذا، لقد أخبرته أن زوجته من عالم المفسدين، إذن ما تفسير ما يحدث الآن في هذا القصر ؟؟"

ضاقت أعين العريف بنظرات غريبة :

" صدقيني جنونك وصراخك هذا لن يغير أيًا كان ما كتبه الله لهم، لذا اهدأي وشاهدي بهدوء، ودعي الأقدار تُرسم كما خُطط لها مولاتي "

شعرت شهرزاد أنها على حافة الجنون :

" أنت فقط تحب ما ترى، تحب أن ترى ولدي يتحرك ناحية الهاوية كما حدث سابقًا، فقط لتصبح الساحة فارغة لمدللك الأحب وتنهار المملكة ويسلبها هو من ولدي ؟!"

اشتدت أعين العريف يهمس بصوت سوداوي جعل جسد شهرزاد يرتجف خوفًا وقد تراجعت خطوات صغيرة  :

" لا شأن لكِ به مولاتي، فقد اتفقنا قديمًا أن تدعي ولدي خارج كل هذه التراهات التي تخصك وتخص مملكتك، اتفقنا أن يكون خارج كل هذا، فلا تجبريني بإقحامك له على إخراج ما اكتم في صدري، لا تجبريني على تدمير هذا القصر أعلى رؤوس قاطنيه يا امرأة، وارحلي من مكتبتي في هذه اللحظـــــــة "

مملكة سفيد " أول الآثمين"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن