الفصل الثامن

2 0 0
                                    

شمّر عن ذراعيه وهو يتجاوز بركة من الوحل

متجهاً نحو ذلك المحزن المتهالك في الطرف الأقصَى من المزرعة

حيث يحجبَه عن الأنظار كومَة من الأشجار المتدّلية

دلف إلى المكان وهو يرصَد تلك الغرفة الصغيرة في زواية المحزن

ومساحة صغيرة مليئة بالقشّ الأخضَر الناضَج

الذي نشَر رائحَة في المكان بقّوة

جعلت رغبَة من العُطاس تجتاحه فكّبتها حين أستدار

لصاحب الخطى خلفه

../ أسمع .. العّمال بيجون بكرة الصَباح بدري .. وأبيك تكون معاهم

حّرك الأخر رأسه بهدوء لم يلبث أن قال فوراً

../ هُم بيجون يعيدون بناه ..!

فحّرك صقر رأسه إيجاباً وهو يقول

../ إيه .. وهاذي الحشيش شيله من هنا وخله في المخزن الخارجي

والبعير لا تقّربه من هالصوب ولا تخليه يأكل من هذا المكان

عقدْ الأخر حاجبيه و صوته ينطق بالكثير من الأسئلة

../ ليه يا بوي كل هذا .. المخزن طيب .. والشجر في المنطقة مناسب لهم .. ولا عند ناوي على شي

زفر صقر وهو يخرج من المكان

ويتأمل الفيلا الكبيرة القابعة على بعد مترات عن هذا المكان

لا يعَلم أي سعادة أليمة تلك التي راحت تنهش كيانه بنهم

يكَره شعور الندم الذي ينتابه

لكَن شيء من القسوة المحفورة في صدره

هي ما تجعَل عملية المكابرة أكثر سهولة

وبقلب قُدّ من صخر

../ إيه .. بتجي هنا حُرمه

لم يكَن يدرك معنى الحقيقي لتلك الكلمات

لكَن اتساع عيني الأخر و كُل ذلك الذهول

الذي غطّى ملامحه السبعينية وهو ينطق

../ حُرمه .. هنا ..!!

استدار نحوه وهو يجيبه ببرود تعّمده

../ عندك مانع !

تلعثم الأخر وهو يحّرك رأسها بالنفي

../ لاآآ .. يا سيدي ..بس أنا كان قصدي إن العمال و...

قاطعه وهو يلّوح بيده وتابع طريقه نحو الفيلا

.../ أسكت بس .. وأسمعني أنا معتمد عليك ف كل شيء هنا

ليهزّ الأخر رأسه بخوف غطاه بطاعة

../ إيه ما بقصر ما بقصر

ليرمقه صقر بنظرة أخرسته لتابع بهدوء

نستلذ اﻷلم😔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن