الفصل الرابع

5 0 2
                                    

في غرفتها الخاصة وفي بقعة منزوية عن باقي الغُرف

شاءت هي أن تكون هناكْ وفي وسط ظلمَة اختيارية

أحاطَت بها دموعها ، هِي متنفسها الوحِـيد !

لم تكُن تمارس الصراخ قبلاً حتى في بكائها ..

وكتجَربة أولى دكّت أركان قلبها

ومع من ..؟

مع شخَص أقرب مايكون للنسيان ،

فلمْ تكُن من الذين يحمّلون ذاكرتهم

عناء حفظ الوجوه / الأسماء .

أصوات نقَر على الباب تلاه دخولٌ مباشِـر ،

لا أحد يجرؤ على قطع خلوتها عداها .

جاء صوتها ،

.../ ليش جالسَة بالظلام ..؟

لم تجبها وإنما اعتدلت في جلستها

جمّدت كل ما يحيط بها وتركتها تقترب منها

وتلمس كتفيَها وهي تهمس بـ

../ حبيبتي أسيـل .. وش فيك .. ؟ ليش هالدموع ؟

وبصوت ضعيف

../ ولا شيء .. !

ابتسامة كئيبة تسللت لـ وجه العمّة

../ موب عليّ .. ؟ شكلك مضايقه .؟ قولي أحد تعّرض لك أو أذاك .. !

مسحَت بقّوة دموعها وهي تجيب ببرود

../ قلت لك ما في شيء .. ! بس تذكَرت أهلي وصَحت

أغمضت الأخرى عينيها بأسى

أتت على ذكَر ما جاءت للبوح به

لا تعلم هل تخبرها بالطامَة أم تعود أدراجها وتتركها

شيء ما في داخلها حثّها على المتابعَة

وآخر بدآ أقوى فحذرها ..

لكَن شفتاها كانت صاحب القرار

../ أسيل .. اليوم أنا جايَة أقول لك كلام لازم تستوعبينه زين .. وإلي أقوله حقيقة لازم تصَدقيها وتتقبليها بأي وجه كان .. اتفقنا

كلماتها كانت بمثابة المحفّز للأخرى

والتي بدت وكأنها تنتظَرها لتقول شيء ما بعينه

علقّت عينيها بشفتّي عمّتها

فحين تابعَت الأخيرة حين لاحظَت اهتمامها

../ أختك .. هديل .. جايّة بعد بكَرة

اهتزت شفتيها بألم

رغبَة عارمة في البكاء اجتاحتها

شيء ما أخترق جسَدها بعنف

كطيف لا يُرى

تلاشى جمود ملامحها

و أنفرجت شفتيها

بينما غاصْ قلبها داخلها

تابعت عمتها الحديث بينما بدت هي كالبلهاء

نستلذ اﻷلم😔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن