الفصل الخامس

4 0 0
                                    

شيء ما يدعوه للنفور عنها والذهاب بعيداً

يتألم لذلك فشعور سخيف كهذا

يحاول أن يفقدَه تسليته الوحيدَة

تسلية لطالما أحبها , بل وعشقها

شيء من الحنان يبحْث عنه

ربما لأنها تذكَره بمن أحب

ورحَل عنه

قد يكَون قدوم خالد تبرير كافِ له أمامها

لكَن الحقيقَة نابعة من داخله

../ السلام عليكم .. وش فيكْ يابو الشباب جالس هنا لوحدَك .. قوم قابل الناس موب تجَلس هنا مصّدق نفسكْ .. ضيف !

أخرجْ عُلبة سجائره الذهبية وألتقط عود أبيض طويل من داخله

بمهارة وتمّرس

دسّها بين شفتيه وهو يجيب

../ حنّا هنا أصلاً شكَلنا غلطْ .. وأغلبهم ناس مانعرفهم .

بتر جملته حينما أخرج خالد السيجارة من بين شفتيه

وألقاها أرضاً

وراحت قدَمه تدهسها بقّوة وهو يقول

../ لو تبطّل هالسم كان نحنا بخير .. بتقتلني إنت كُل ماشفتني طّلعت وحدَة مدري مكتوب على جبهتي " دخّن أحسن لك " ولا وش .. ؟ حرام عليكْ نفسَك يا صقر .. وش صاير عليكْ ؟

فرك بأصبعيه عينيه بتعَب وبدآ كأنه يجاهد ليبقيهما على إتساعهما

../ مشغــول عقلَــي ..! ومدري وش بإيدي أسّوي أكثَر ..!

ربّت على فخَذّة وهو يقول بجّدية

.../ لا تستهَم وأنا أخوكْ .. كّلنا معاك وبيدنا نمسَكهم إن كانوا بالفعل موجودين ونرميهم فأظَلم سجَن ..بس إنت التفت لنفسَك .. وبطّل هالبلا اللي تشّفطَ فيه أربعة وعشرين ساعة ..

مسحَة من الإرهاق علت صوته وهو يجيب

../ ربك كريم

../ إلا قولي .. متى ناوي تتزوج

عقد حاجبيه بدهشَة وهو ينظَر لوجهه صديقَة الجاد

أخذ يبحَث عن أي علامة للسخرية

لكَن الجدّية أحتلت ملامحه

ليتنّهد بتعب وهو يومئ بصَدق وابتسامة قلّما رُسَمت على محيّاه

.../ أبشّرك قريب .. يا خالد قريب

حلّق كيانه في كَبد السعادَة

أقصَى ما كان يحتاجَه الآن هو ذلك الشعور

شيء من الفرحْ يفكك عقَد الذَنب في داخَله

ومازال يصَنع خطوة الألف ميل


*





فجراً

نستلذ اﻷلم😔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن