النّهـايــة

12K 842 1.8K
                                    

أستـغفِر اللّـه العظِيــم وأتُـوب إلَيــه

🥀

غالبًا ما يعترينا النّدم عندما نتذكّر قيمة الأشخاص الذين
فقدناهُم، وخصوصًا عندما ندرك أنّنا لم نقدم لهم الفرصة
التي يستحقّونها. عندما نفقد شخصًا نحبّه، يصبح الندم
يثقلُ كاهلنا، ونتساءل عمّا كان يمكن أن نفعله بشكل
مختلف لَو أعطيناه الفرصة التي يستحقّها.

يتسلل النّدم إلى قلوبنا بثقلِه، ويصنعُ لنا أوجاعًا عميقة
تعكّر صفو حياتنا. نشعرُ بالأسى لأنّنا لم نكن كافيين في
تقدير اللّحظات التي قضيناها معَهم، ولم نُظهر لهم
الحبّ والإهتمام بالقدر الذي يستحقّونه.

كانت الشّمسُ تغيبُ ببطءٍ، والسّماء تمتلئ بألوانِ
الغسقِ البـاردَة والسّامّة حينَ إنتهَت مرَاسيمُ الزّفاف
وعادَ المَعازيم إلى بيُوتِهم، فلَم يبقَى إلاّ المُوظّفون
الذين يعملُون على تنظِيف مُخلّفاتِ الحفل.

وَهناك كان الغُرابيّ قد شعرَ بإضطراب قلبِه عندَما
لَم يجدها أمَام غرفةِ التّبديل أين ترَكها
بعدَ أن ودّعا سوكجين.

سوكجين في البداية لَم يرد العودَة سريعًا إلى
إنجلترا وترك شقيقته يـوث لوَحدها، لكنّه وفي ذاتِ
المساء تلقّى إتّصالاً مِن عائلة زوجتِه يُخبرونه به
أنّها مريضة وتطالبُ بتواجدِه معها بشدّة.

أمّا عن جونغكوك فبنبضاتٍ مُتسارِعة ونظراتٍ مُتوَجّسة
سارَع إلى إيقافِ المُوظّفة التي كانت تعملُ على تنظيف
تلك الغُرف لتنظر هي إلى ملامح وجهِه القلِقة حين سأل

«عُذرًا مِنكِ! ولكن، ألَم ترَي فتاةً جميلَة حنطِيّة البشرة،
ذات عَينانِ عسلِيّة وشعرٍ كستنائيّ طويل؟!»

«آسفة سيّدي! لم أفعَل»

خلّل أنامِلهُ بفروَةِ رأسهِ يُعيد شعرهُ إلى الوَراء
بقلقٍ ينتشلُ هاتفهُ للإتّصال بها، لكنّه وللأسف كان مُغلَقًا!
شحب وجهُه، أيعقلُ أنّه قد حصل معهَا شيء؟! لا لا! هذا
غيرُ ممكِن! لرُبّما هيَ قد عادَت إلى المنزِل؟ حسنًا عَودتُها
لهوَ إفتراضٌ بديهيّ، لكنّ خوفه الأساسِيّ كان حالتَها
المُتعبة بعد ذهابِ شقيقها وزَوجتِه.

بسُرعةِ البرقِ هوَ قد حثّ خطاهُ إلى مكانِ ركنِ السّيّارت
يبحثُ بعَينِه عن سيّارتِها، وعندما لَم يجدَها أيقن فورًا
أنّها بالفعل قد غادرَت قاعة الإحتِفالات، وَلم يتردّد عندها
لِثانية في إستقلالِ سيّارة أجرَة للذّهابِ خلفهَا، بعد
أن تكهّن أنّ وِجهتَها ستكُون المـنزِل.

كانت الإضاءة المُنبعِثة مِن غُرفةِ عسلِيّة العـينين آنذاك
كفيلةً ليطمئنّ بالُ الغُرابِيّ بعض الشّيء، خصوصًا بعد كمّ
الأفكار السّوداوِيّة التي خامرَت عقلَه، وَبعدَ أن ترجّل هوَ
مِن السّيّارَة وعرج إلى شقّتها لَم يتوَقّف عن طرق الباب
والمُنادَاةِ بإسمِها إلى أن ظهرَت عجوزٌ مِن خلف بابِ
الشّقة المُجاورة لها بطلائع غاضبة تنهرُه

Grayحيث تعيش القصص. اكتشف الآن