"اذا جرحت شخصًا وطال صمته تأكد انه يعاقبك عقاب اقصي من الكلام"
"غبرييل ماركيز"
*******************
-:"آه يعقوب يبدو انني سألد"
صرخت ماريان بينما بدأ الجميع في دخول القرية متمسكه في يدى يعقوب الذي صرخ قائلًا:"توقف يا أبي ماريان ستلد "
ولكن لا حياة لمن تنادي فقد ابتعد والده عنه كثيرًا ولم يعلم يعقوب ماذا يجب ان يفعل ؛تقدم حاملًا زوجته محاولًا العبور بها بحثًا عن النجده
اما في داخل القرية فكانت عائلة دانيال بأكملها قد وطئت اقدامهم القرية وخرج بعض اهلها مفزوعين من العدد الكبير الذي اقتحم قريتهم ولكن صوت دنيال جعلهم يصمتون للاستماع:"مرحبًا يا أهل القرية الاعزاء لا اريد اثارة فزعكم فالقرية بالطبع فيها اطفال لذلك اطلب منكم التحلي بالهدوء"
خرج من بين الاهالي رجلًا ثائر يقول:"من انت ايها السيد وبأي حق تتكلم هكذا وكانك زعيم القرية"
لم يعطي دنيال اهتمام له قائلًا بتساؤل:"لقد ذكرتني اين هو زعيم القرية"
نطق احد الاطفال ببرائه غير مستوعبًا شر الاخر:"زعيم القرية هو جدي الشيخ عمار انه في المسجد الان بالتأكيد"
ابتسم دانيال بشر قائلًا:"اذا فالنذهب له"
اقترب والد الطفل قائلًا بشرار:"إبتعد اياك ان تدخل المسجد اذا كنت تريد الشيخ عمار فسيأتي هو اليك ولكن لا تدخل المسجد الطاهر"
ضحك دنيال بسخرية وتحدث بمثلها:"لا أعلم ماذا ظننت لكنِ مسلم ايضًا"
تحدث الاخر بسخرية مماثلة:"ربما مسلم في الهوية ولكن ليس فعلًا فهل هناك مسلم حقيقي يدخل قرية هكذا كالخراف مقتحمًا حُرمة اهلها "
نكز مُراد ابيه قائلًا:"ابي فالتتوقف عن محادثتهم بهذه الطريقة هذا يسير غضبهم ويصعب التحكم فيهم اكثر"
تراجع دانيال بالفعل ولكن ما أثار انتباهه هو خروج رجل يبدو عليه انه ناهز السبعين من عمره أبتعد من اجله الاهالي الثائرين قال بهدوء مريح:"سمعت ان احدهم يُريديني؛من أنت يا سيد وماذا تُريد منا جعلك تتدخل القرية انت وأتباعك بتلك الطريقه؟"
-:"على رُسلك يا سيد عمار من الافضل ان نتكلم بعيدًا انا وانت فقط"
انهي كلامه بابتسامه تحمل الخبث ليومأ الاخر له بأمتعاض
***************
وعلى الجانب الاخر يعقوب يحمل ماريان الصارخه ولا يدري ماذا يفعل لم يجد حلًا سوي ان يذهب بها لأحد المنازل لعل وعسى ان ينقذها احدهم لم يجد امامه الا منزل مضئ فأقترب منه سريعًا وقام بركل بابه الخشبي ليُفتح الباب وتعالت صرخات السيده"كاملة"التي ركضت بحثًا عن حجابها
أما يعقوب فقد قال بصوت جهور:"ارجوكم فلينقذ زوجتي أحد انها تلد والجميع مشغول عنها ارجوكم ان تنقذوها"
اطمأن قلب "مُحسن "قليلًا ليقول بهدوء:"وهل هذا يا بني يجعلك تقتحم حُرمه بيت ؟علي العموم سأراعي ظروفك ضع زوجتك هنا وتعى معي ستتولي زوجتي الامر"
امتثل يعقوب لأمره وذهب مع الشيخ مُحسن بصحبة إسحاق.
****************
في خارج المنزل جلس مُحسن وبجاوره إسحاق ويعقوب يربت الاخر علي فخذه قائلًا:"هل هي المره الاولي؟"
اومأ له الاخر ليبتسم وهو يقول بهدوء:"توقعت ذلك كُنت مثلك يوم ولد إسحاق إحساس مُخيف وجميل في نفس الوقت تشعر وكأن حِمل الكون اصبح علي كتفيك وحُبه ايضًا لا تقلق من قلقك علي زوجتك اعتقد انك ستكون ابًا عظيمًا"
ابتسم يعقوب له وهو يفكر في طفله القادم
*******************
في منزل الشيخ عمار يجلس عمار أمام دانيال مباشرة وعندما طال الصمت بدأ عمار الحديث قائلًا:"تكلم لم نأتي لكي تصمت"
تنهد دنيال وهو يقول بهدوء:"إسمعني جيدًا يا شيخ عمار انا دنيال مُحمد ولدت لأم مسيحيه وأب مسلم لم يتفقا والدي كثيرًا عِشت طيلة حياتي مشتت لا اعلم مكاني الحقيقي ولا بلدي الحقيقة حتي عندما تزوجت وانجبت واصبح لدي عمل ومنزل كبير لا طالما حلمت ان اؤسس مكان كبير لي ولعائلتي يكون بلدنا ومملكتي الخاصه ولم اجد افضل من قريتك واسعه وذات طبيعه خلابه واهلها ليسوا بكثر اي يمكن نتشارك فيها اطلب منك ان ادخل انا وعائلتي القرية بسلام وتصبح بدل من قرية الشيخ عمار مملكه دانيال باشا واحكمها انا واعدك ان احكمها حُكم عادل ولا يُظلم اهلها ابدًا"
انهي دنيال كلامه بابتسامه علي عكس الشيخ عمار الذي امتعض وجهه قائلًا بغضب:"إنتظر قليلًا...هل اتيت انت وعائلتك لكي تطلبوا ان تأخذوا قرية حُرة وتصبح مملكتكم هل تعلم يا سيد دانيال اذا كنت طلبت مني ان تعيش معنا انت وعائلتك بشكل عادي لكنا استضفناكم ولكن انت تطلب مني ان تصنع مملكة في قرية ؟ هل تهذي يا رجل"
تغيرت ملامح دنيال من الابتسامه للغضب فأنتصب واقفًا وهو يقول بهدوء:"إذا انت من جنيت. علي نفسك وقريتك يا سيد عمار"
ثم رفع سلاحه صوب وجه الاخر
*******************
في منزل السيد مُحسن اختفي صراخ مريان وحل مكانه صوت طفل صغير ربت مُحسن علي كتف يعقوب قائلًا:"مُبارك لك"
ابتسم الاخر عُقب خروج كامله وهي تقول بابتسامه:"مُبارك لقد اتتك فتاة جميلةللغاية تستطيع ان تدخل وتراها"
دخل يعقوب بسعاده وتبعه إسحاق
وجد يعقوب مريان متسطحه وبين يديها ابنتهم الصغيره اقترب منها مقبلًا جبين كلًا منهما حتي لاحظا وجود اسحاق ابتسمت مريان له تقول بحب:"اوصل شكري لأمك يا صغيري ولوالدك ايضًا"
إقترب إسحاق من السرير قائلًا:"هل بأمكاني رؤيتها"
اومأ له الزوجان ليقترب من الطفلة مداهبًا اياها ويقول:"ما أسمها؟"
نظر الزوجان لبعضهما البعض وهم يقولوا بابتسامه:"داليدا"
-:"أخي يعقوب لقد بحثت عنك كثيرًا تعي معي بسرعه لقد قتل والدك نصف القرية"
"أهذا سلام؟"
"الفصل الثاني"