الفصل الثالث(مملكة دانيال باشا)

10 1 16
                                    

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ أكملَ أو من أكملِ المؤمنين إيمانًا أحسنُهم خُلقًا).

            *****************

"قد قتل والدك نصف القرية "

جملة قصيرة ولكنها لا تفارق ذهن "إسحاق"منذ ثلاثه وعشرون عامًا تلك الجمله التي تبعها بأقل من ساعه مقتل والديه وخسارته لأرضه لتصبح بدلًا من قرية الشيخ عمار تصبح مملكة دانيال باشا وهم فيها محكومين .
قاطع شروده مجيئ صديقه راكضًا وهو يقول:"يال برود اعصابك إسحاق هؤلاء الرعاع قد أتوا في غارة مجددًا "

انتفض إسحاق من مكانه وهو يصرخ في صديقه بغضب:"وماالذي إتى بك الي هنا رحيم؟لماذا لست هناك تتصدى الي هؤلاء القتلى"

-:"وهل تظنني لم أفعل بالفعل تصديت لهم انا ورُمح ولكن عندما سقط رُمح جريحًا لم أستطع التصرف وحدي فجئت لاناديك"

تنهد إسحاق من غباء الاخر ثم أخذ سلاحه راكضًا نحو المعركه والاخر يركض خلفه .

أما على الجانب الاخر وتحديدًا امام منزل "إسحاق"

تجلس أمان بهدوء بينما تستمع لفتيات القرية وهم يرتلون آيات القرآن الكريم التي سبق وحفظتها اياهم ابتسمت الاخرى بعد انتهائهم لتقول بهدوء"بارك اللّه فيكن يا فتيات ؛لا تنسوا ان تكملوا حفظ السورة والقاكم قريبًا إن شاء اللّه"

بالفعل نهض الفتيات عازمات على الرحيل بينما "أمان"تجوب ببصرها في الارجاء حتى عثرت على تلك الصغيره وهي تتسلل خارج منزلها لتبتسم بخفه قائلة:"هل قُمتي بتعديل وقت التسلل يا روح؟...لا تزال التاسعه صباحًا... ألم يكُ معادك في العاشره والنصف؟"

وسعت "روح"عيناها بينما تحمحمت قائلة..."انا ...انا فقط ذاهبه للتنزه بجوار البحيره...هل تأتين معي "

قالت جملتها بينما تتمنى من قلبها ان لا توافق ولكن كان رأي الاخرى"حسنًا بما انني تفرغت من تحفيظ القرآن للفتيات سوف اتِ معك لا مشكلة في ذلك"

ابتسمت الاخرى ببلاه تقول"ياله من خبر سار.....سوف نستمتع كثيرًا"

نظرت لها الاخرى بشك لتهم ذاهبة برفقتها.

                 ***************

"في قصر عائلة دانيال"

يجلس دانيال بهدوء شديد بينما يبتسم بخبث لاشعاله النيران داخل القرية قاكع لحظة انتصاره طرق الباب ليأذن للطارق بالدخول

"مرحبًا جدي هلٓ تحدثت معك قليلًا؟"

ابتسم دانيال لحفيده المدلل"صفي" قائلًا:قُل يا صفي"

امتعض وجه صفي  ليقول:"هذا الغبي قيس...لانه فقط المسئول عن الأسرى يرفض ان يعطيني بعض الاناث منهم اشغل معهن وقتي"

ضحك دانيال بصخب على تفاهة مشاكل حفيده من وجهة نظره :"حسنًا يا صغيري صفي لقد ارسلتهم في غارة صباحية مثيرة وأعدك ان من تعجبك من فتيات الاسرى ستكون لك "

ابتسم الاخر واقترب يعانق جده قائلًا:جدي....انت الافضل ...حقًا الافضل"

ابتسم له"دانيال" وربت على كتفه هاتفًا:"كل شيئ لأجل حفيدي المدلل"

              ****************

وتحديدًا عند الحدود الفاصلة بين مملكة دانيال باشا وقرية الشيخ عمار يقف إسحاق برفقة صديقه"رحيم" جنبًا الى جنب ممسكين باسحلتهم بينما يحاولوا التصدي رفقة بعضًا من سكان القرية الى جنود دانيال وفي أثناء تلك المعركه صرخ "إسحاق "قائلًا:أخي رُمح....فالتذهب انت مصاب لا يجب ان تبقى هنا "

رد عليه "رُمح بصوته المتعب بينما يحاول النهوض:"لا تقلق يا إسحاق....انا بخير انها في كتفي....لا شيئ يستدعي قلقك يا أخي"

زفر الاخر بنفاذ صبر:"أقسم بخالقي وخالقك يا رُمح إن لم تذهب وفي الحال لأحرمنك مِن جميع حروب المقاومة معنا أفهمت؟

وفي النهاية استسلم رُمح مقررًا العودة الى المنزل

                ***************
"داخل قصر دانيال باشا"

وتحديدًا في الطابق الثالث الخاص بعائلة ابنه الاوسط يوسف إستيقظ صاحب العيون الزرقاء يناظر صقف غرفته قائلًا:صباح الخير يا عزيزي أوب ها هو يوم أخر ستقابل فيه عائلتك لذا ارجوك تحمل"

نهض الاخر من سريره بينما فعل اموره الروتينيه من استحمام وارتداء ملابسه بينما يدندن بلحن أحد الاغاني الاجنبيه الشهيره ولكنه صفاء ذهنه لم يدم فقد قاطعه طرق باب غرفته ففتحه مضطرًا:صباح الخير أم...

لم يستطع انهاء جملته الا وقد حطت صفعة على أحد وجنتيه ولكن لم تجعله متفاجئًا للغايه :"لأ أصحبت خيرًا يومًا يا أوب ...الم أخبرك ان تقود الغارة اليوم....لما فقط انت لست مثل أبناء عمومتك أنظر لهم كيف يدافعون عن مملكة جدهم ويزيدون عدد الاسرى....يا حسرتي عليك وعلى عزيزتي يانسي"

تنهد أوب بينما يستمع لكلماتها المكررة:أُمي....أرجوك لا تأتين بذكر يانسي مرة أخرى.....أرجوك .... "قال جملته بينما دمعت عيناه فقرر إغلاق باب الغرفه في وجه والدته دون الاكتراث لتوبيخها مطلقًا"
        

               ****************

"أنظري يا أمان كم الجو لطيف ...لم أحظى بيوم جميل كهذا قرب البحيرة"

ابتسمت لها أمان بهدوء بينما تخاول تعديل حجابها الذي يتطاير بفعل الهواء :"أجل....لم يكن في الحسبان ان أتي معكِ في نزهة كهذه ولكنني استمتع"

ولكنها لم تلاقي جواب من الاخرى التي تنظر بدهشه بينما قامت مفزوعه تخبأ اللهرى خلفها:"....انهم هؤلاء الاواغاد قادمون نحونا"

انتفضت أمان بينما تنظر لهم يتقدمون ناحيتهم رافعين عليهن الاسلحه ليقول احدهم:"من الافضل لكن ان تأتون معنا بدون إستخدام العنف"


"أهذا سلام"
"الفصل الثالث"
دُمتم سالمين

أهذا سلام؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن