4-آه.. ايه؟

1.5K 155 54
                                    

⭐الڤوت⭐
꧁ماذا لو، يومًا ما꧂

فبراير 2022
استيقظ كريم من النوم على صوت نشيج خافت قبل الفجر بدقائق، نهض مفزوعًا يتقصى الصوت بخطى خفية، بين الغرف وجد مصباح ضعيف مضاء فى غرفة والدته الجالسة على مقعد فى اتجاه القبلة وقد ختمت صلاتها وانهمكت في البكاء الحارق، أغمض عينيه ثم تنهد وابتعد عن باب غرفتها، ذهب للمطبخ وأحضر لها بعض الماء وعاد إليها، ناولها الكوب وجلس على الأرض أمامها وسأل:
إيه يا ڤيڤو.. بتخبي عليا وتعيطي لوحدك ليه؟..

ترددت نظراتها ثم تكلمت بعد أن حثها على الإفراج عن مكنون صدرها فنبست:
عايزة اتطمن عليك... وإسمعني يا إبني... أنا كبرت... مش عايشالك... وإنت مالكش عيشة لوحدك..
-بس يا ڤيڤو...

قبل أن يُكمل أعذاره قاطعه صياحها المحترق:
لأ لازم تسمع.. لازم تواجه،  إنت دلوقتي لسة صغير، لسه قدامك العمر.. متتعصبش بالله عليك..

أغمض جفنيه ثم فتحهما وتكلم برفق:
يا حبيبتي... إنتى إسمعيني.. أنا مش قادر أشيل المسئولية دي تاني،  أنا مش مآمن لحد... هآمن إزاي... أنا أهو بكلمك لا بزعق ولا متعصب... بس ذنبها إيه بنت الناس تتجوز واحد مش هيصدقها ويقرفها فى عيشتها؟ 

مسحت وجنتيها توضح بتبرير الامهات الحاضر دائماً:
العشرة والود يدوبوا كل اللى جواك وبنت الحلال لما هتيجي هتغير كل ده..

رفع وجهه ونظر إلى عينيها مباشرة ونبس:
طب والخِلفة؟... ليه أظلم واحدة معايا؟

رفعت حاجبيها وتكلمت بهدوء تعطيه الحل:
طب ما إنت مش هتخبي أكيد هتقول واللى عاجبها هتتجوزك

وعندها توسعت عيناه غضبًا وتكلم بنبرة يشوبها التنفس الثقيل:
وأمشي أدلل على نفسي؟ وأترفض وأدور وأترفض واتحايل انهم يقبلوا حد معيوب زيي؟.. انا عندي أموت وحيد ولا إني أتعرض للموقف ده.. يا أمي أنا مبقتش طايق جنسهم..

ارتعشت كفوفها ودمعت اكثر وتكلمة بحرقة قلبها المنصهر:
يا إبني فكر.. بلاش تقفل كل حاجة مرة واحدة.. فكر شوية

نكس رأسه أمام شهقاتها ودموعها الغزيرة ثم تكلم:
طيب يا حبيبتي أنا دلوقتى مركز فى شغلى..

وضعت كفها على رأسه ولامست شعره بحنان ثم تكلمت من بين البكاء:
يا حبيبي إنت على طول مركز فى شغلك مش هتفرق دلوقتى من بعدين.. خليني اشوفلك عروسة..

هز رأسه بيأس يزفر ورد يحاول بكل قوته المماطلة:
لأ المرة دى عايز أكبر وأكبّر شغلى مطعم الساحل مهكع ولحد دلوقتى لا جددته ولا افتتحته بقاله سنتين قاعد زي البيت الوقف.. خليني بس أفكر فيه وبعدين نتكلم

مالت زوايا فمها بعدم رضا وتكلمت:
لا..إنت تعرف توفق بين الحاجتين..

ابتسم بقلة حيلة ثم نهض سريعاً وسألها ليغير الموضوع:
عايزة تفطري إيه النهاردة؟ أنا هروح أعمل الفطار..

ماذا لو، يومًا ماحيث تعيش القصص. اكتشف الآن