Part 08:سِر الكِتاب.

346 37 85
                                    

يا امرأةً تطيبُ على يديها
خيبات البشر و الأزمان .

.

..........................................................

مَازلت جَالساً فِي مكتَبها، رُفقتها هي تتأمّل الأوراق أمامها لتُنهي عَملها و أنا هُنا أتأمّلها لأقضي علَى آخر ذرَة شكٍ حَالت بينِي و بَين ذَاتي.. قطَعت أوصال الصَمت بَعد أن طَال و أزعَجنِي بقَائي معهَا دون سمَاع صوتِها
" مَاذا عنكِ لَاڤندريّاس أكَانت لَك تَجربَة حُب فَاشلة أو مَا شَابه ذلِك؟ "

رَفعت بَصرها نَحو و كَانت تَنظر إليّ كَمن قَال شيئاً لَا يجِب قولُه... كَانت مُنزعجَة "هل أبدو لك كشخصٍ ينتظرُ النجدةَ من أحد؟ هل تظُّن بأنني سأَفني عُمري و أدفِنُ وجهي بغبار الطُّرقات في سبيل البحث عن من يُسمى سند؟ و أنا التي ربّيتُ قلبي على اِحتضان نفسي بعد كُلِّ خيبة؟ و أنا التّي عوّدتُ يدي اليُمنى أن تُسارع بالإمساك برَسغ اليُسرى لكي تمنعها من السقوط.. وأنا التّي لم أسمح لأُذنٍ غير أُذني بأن تعتاد صوت شكواي... أنا أعرفُ جيداً متى أكونُ عمود نفسي، أنا حقاً جيدة في النجاةِ بنفسي بعد كُلِّ حربّ أُصارعُها بأقلِّ الخسائر و أبخسها، أنا البَطلة الخاصة بي.."

تحَدّثت دُون هوَادة و بنَفسٍ واحِد و كأنّ فكرة مُحرمة طُرحت عليهَا و "لَم أقصِد هذَا و لَم أقُل أنّك تحتَاجين سنداً بَل و عَكس ذَلك أرَى أنّك اِمرأة حُرة وَاقفة عَلى ذَاتها لَا تحتَاج كتِفاً تستَند علَيه"

مَازَالت تَنظر إليّ بتِلك الطرِيقة و لأصدُقكم قَولا لَم تُعجبني بِشدة... عَلي تَلطيف هذَا الجَو المَشحون لأنّني لَا أشعُر بالرَاحة "اِسمَعي أنَا أقصِد مَا قُلته و لَم أقل شَيئاً سيئاً فِعلا و إن كَان مُسيئا لَك بدُون قَصد مِني فأنَا أعتذر "

و لحظة...

دعُوني أستوعب مَا حصل للتَو...

ليُوكس رُوڤاليز اِعتذر مِن إحداهن!!!!

شَيء أقرَب للحُلم فَبعد آخر تجرُبة لَه قَاطع الجِنس اللطِيف و لَم يُكلّم سوى والدَته و أخته فمَا بَالكم بالإعتذار مِنها

هي لَا تعلم بهَذا لكِن لَا بأس.. تنهدت بخِفة تَنفض عَن ذَاتها غيمَة الأفكار التّي تحُوم حَول عَقلها "لا دَاعي للإعتذَار ليُو.. الخطأ مني لأنّني تسرَعت أمّا بالنِسبة لسُؤالك.. لَا لَم تكُن لي تَجربة حُب من الأساس لتَكون فَاشلة.. لَم أجد بَعد مَن يستحِق حُبِّي.."

مُنذ متّى أصبحَا مُقربان لدَرجة أن تَختَصر إسمه بِحقكُم!!!

نَعُود؟ أجل..

اِقترن حَاجباه بعَدم فَهم " كَيف ذلِك؟ "

"فِي الوَاقع طرِيقة حُبي مُميّزة و لَيس الجمِيع يستَحقها أو يَستحِقني فأنا إذا أحبَبتك تَذكرت كُل مَايخُصك، تفَاصِيلك و حفظتُك عَن ظهر قلب... لَكنتُ شاركتُك تفَاصيل يَومي، شَاركتك حزنك و فَرحك لا تَعْلم بإنَنَا نحن الّتي إذا قرأت نصًّا وأدهشَني أودّ التهامه، أنظر إليه وكأنّه تحفة فنّيّة أو نظرة أُمٍّ لِوليدها الأوّل، أضعه في كُلِّ مكان.. لو كان بِإمكاني بروَزتهُ لَبروزته وأدخلته في أحلامي لِيُصبح بطل الأفلام الّتي أراها، و أنا الحسّاسة الّتي تُفرحني كلمة و يجرحني صغير الشّوك كُلّ هذا لشيء... معنوِي لَا لشيءٍ ماديٍّ و مَلموس فكَيف لَو أحبَبت شَخصاً؟ لذَا لَم أجد مَن يَستحقُني لَيس غرُوراً و لَا نرجسيّة منِي و إنّما حفَاظاً علَى ذَاتي و مَا تبقَى مِن رُوحي المُرهفَة"

𝖬𝗒 𝖦𝗈𝗅𝖽𝖾𝗇 𝖲𝗐𝖺𝗇 |ذَهبيَّتِيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن