الفصل الثامن | لنبحث كي نعيش |

19 9 0
                                    

إتجهت بغضب إليها تريد أخذ هذا السلاح منها، تحاول بشتى الطُرق أن تتفادى اي اذى يحدث لطفلتها، حتى أمسكت يداها بشدة و التقتت هذا السكين من يدها بهدوء، لتتنفس براحة وتحمد ربها على سلامة ابنتها...

ثم التفت لها كي تنهرها و لكنها رأت ملامح الذعر و الخوف ترتسم فوق ملامحها، لتحاول ان تهدأ كي تتمكن من شرح الخطأ الذي كانت ستقع به الطفلة...

كريمة و هي تحاول أن تتحكم بعصبيتها كي تُخرج نبرتها هادئة لتفهمها ابنتها
: ورد يا حبيبة ماما كدة غلط، انتِ عرفتِ الحركة دي منين؟
اجابتها طفلتها ببراءة: من التليفون يا ماما
كريمة: مش كل حاجة بنشوفها نقلدها يا حبيبتي، في حاجات كتير غلط و حرام نعملها، مش كل اللي بنشوفه على التليفون حلو و نعمله، ممكن لو قابلتك حاجة عايزة تعمليها تسأليني فيها و نتكلم و أنا هقولك ينفع احنا كبنات مسلمات رقيقات نعملها او لا، اتفقنا؟
ورد بتفهم: اتفقنا يا ماما

ضمتها إليها مجددًا ثم أخذت تتنفس بهدوء كي تُهديء من توترتها و عصبيتها معًا...

إتجه إلى منزله بسلام كي يأخذ والدته و اختيه إلى الخارج..

القى مؤمن عليهم السلام ثم دلف يُقبل رأس والدته قائلًا: إيه اخباركم النهاردة يا ماما؟
اجابته والدته: الحمد لله يا حبيبي، تعالى ناكل يلا علشان نلحق المحلات قبل ما تقفل
مؤمن: حاضر، يلا

ليجلسون جميعًا ملتفون حول مائدة الطعام، يأكلون وسط كلماته التي يوجهها لأختيه، وأمه التي تنظر لهم بحب وحنان

أخذهم ثم توجه معهم إلى أحد المحلات الخاصة بملابس الأطفال و خصوصًا الإناث، ثم قامت كل منهن بإختيار شيئًا واحدًا كما اخبرتهن والدتهن...

جلست بغضب منه فهو بعد أن إختبأ خلفها لمدة ثم فزعت من جلوسه بجانبها فجأة...

حاول محمود مُصالحتها قائلًا: و الله يا وعد مكنش ينفع مخضكيش، منظرك اصلًا يضحك اوي وانتِ بتتكلمي مع ابطال الفيلم كأنهم سامعينك
وعد بغضب: انت تسكت خالص، ده انت كنت هتموتني
محمود بتهكم: ليه أنا اللي كنت بجري وراكِ بالسكينة!
وعد: والله تستاهل كل حاجة حصلت
محمود: طب ايه رأيك اصالحك
وعد: لا أنا مش هتصالح
محمود: ولا بإني اخرجك؟
وعد: لا
محمود: حتى لو كنت هشيل عنك،شغل البيت لمدة اسبوع
وعد: تغسل و تنضف و تطبخ وتعمل كل حاجة
محمود بحيرة: مش عارف، بس اه
وعد: و اللي يرجع في كلامه!
محمود بتأكيد: عمري ما أعملها
مدت له وعد يدها كي يصافحها قائلة: يبقى اتفقنا
صافحها هو الأخر مؤكدًا: اتفقنا

لا يعلم ما يُختبأ له و لكن انتابه القلق مجرد ان رأى هذه البسمة ترتسم على محياها...

انتهى هذا اليوم بسلام على الجميع فقد كان مليئًا بالتفاصيل عليهم، لتشرق شمس يومٍ جديد، لتفيق هي من نومها ثم أخذت ابنتها لتتركها عند "روفان" ثم ذهبت هي لتبحث عن عمل كي تتمكن من تلبية متطلبات ابنتها و هي ايضًا من قبلها...

نوڤيلا رَسَت الحياة "ومن بعد حين" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن