الفصل الثاني |و من ثم |

91 17 3
                                    

بعد أن تحدثت لها "سهير"  بكلماتها اللاذعة، نظرت لها روناء بغضب ممزوج ببعض الحيرة؛ فكيف لها ان تبدو مثل ذلك وابنها فلذة كبدها لم يفُت على وفاته سوىٰ ساعات قليلة!! من أين اتت بِكل هذه القوة لتحدثني و كأن لم يحدث شيء؟!...

" سهير" بهمس لـ" روناء" حتى لا يسمع حديثها سواها:  روحي مع امك علشان تراعيكِ في حملك، انا مش هشتغلك خدامة، كمان كفاية المصاريف اللي هديهالك
روناء بهمس مُماثل و لكن غلفت نبرتها الغضب و التعجب ممزوجان معًا: حاضر
سهير و هي محافظه على نبرتها الهامسة:  بطلي زن بقا دموع التماسيح دي مش عليا!

ثم تركتها قبل ان تجيب عليها و ذهبت لتجلس فوق المقعد الأول لتستقبل القادمين لتعزيتها في ابنها من النساء...

بينما "روناء" نظرت في أثرها بزهول من كلماتنا اللاذعة و حديثها الذي في غير اوانه، و لكنها فضلت الصمت و أخذ عزاء زوجها بهدوء، كي تمر تلك الايام الثلاث بسلام...

اما هي فمنذ ان ذهبت " روفان " من منزلها ثم توجهت إلى غرفة ابنتها كي تضعها و تنعم بنومٍ دافيء و اتجهت هي إلى مطبخ منزلها كي تعد طعام لها و لإبنتها...

وقفت تُعد طعامهم وسط شرودها بحياتها السابقة، و كيف كانت تعيش مع زوجها، فاقت من شرودها على صوت ضجيج من دق الباب ذهبت لترىٰ من الطارق بكل هذا العنف...

ادهم بغضب ثم اخذ يدق فوق الباب بعنف شديد:  افتحي يا كريمة انا عارف انك جوه
فتحت كريمة لتفهم لما كل هذا الضجيج الذي يفعله هو لتسأله بتعجب:  في ايه يا ادهم، ايه الدوشة دي، و مين الناس اللي معاك دي؟
ادهم بعد ان اشار للذين معه كي يقتحمون المنزل:  جاي اخد العفش بتاعي اللي جايبه بفلوسي و شقايا و انتِ اخدتيه على الجاهز
كريمة بغضب: ده من حقي يا ادهم ده مكتوب في القايمة
ادهم بسخرية:  ابقي اطلبيه في المحكمة يا حلوة

ثم تركها في دهشتها هذه بعد ان اخذ جميع محتويات الشقة حتى هذا الفراش الذي كانت تنام عليه ابنته ثم غادر...

بينما هي جلست تبكِ في احد الأركان و تندب حظها، الذي اوقعها في مثل هذا، ثم بعد ما يقارب لساعة اخذت ابنتها في احضانها، وغفت في مكانها...

بعد ان تناول "مؤمن "وجبته، اتجه إلى فراشه؛ كي ينعم بقليل من الراحة لبدنه؛ فهو منذ شروق الشمس و هو بالخارج يبحث عن عمل كي يلبي طلبات اختيه...

لم يغص في النوم سريعًا، ولكن عقله اخذ يدور حول الكثير من الحيل، التي تساعده في اكتساب عمل في اسرع وقت ممكن...

اشرقت شمس يوم جديد على الجميع لا يعلم احد ما يخبئه ثنايا هذا اليوم و لكن لعله خير!...

افاقت هي من نومها؛ لتراه نائم لجوارها لتنظر له بتعجب، فلما هو نائم حتى الآن فمن المفترض مغادرته للمنزل وذهابه للعمل منذ ما يقرب إلى ثلاث ساعات!!...

نوڤيلا رَسَت الحياة "ومن بعد حين" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن