فبعد أن علِم بخبر قبوله للعمل في هذا المحل، إتجه إلى والدته كي يُخبرها و يُفرح قلبها، فها هو يدُق بابا المنزل؛ لتفتح له والدته وأخذت علامات الإستفهام تظهر جلية على ملامحها...
ثم نظرت له بإستفسار ليضحك لها مؤمن ثم اردف: اتقبلت في الشغل يا بطه
والدته بفرحة عارمة: بجد يا مؤمن!!أخذ مؤمن يؤكد لها، ثم بدأ في سرد ما حدث له عند مُقابلة المدير؛ ليقع على مسمعه تنهيدة حارة قد اخرجتها امه و كأنها احتبستها منذ زمن...
فاطمة: اللهم لك الحمد يا حبيبي، بص بقى انت تدخل تنام و تريح جسمك علشان شغلك الصبح، و انا هعمل الغدا و لما اخواتك ييجوا نتغدا سوا
مُؤمن ضاحكًا: نوم ايه يا ام مؤمن، انا لسه صاحي
فاطمة: خلاص اعمل اللي انت عايزه، انا هدخل اشوف اللي ورايااومأ لها" مؤمن" بإيجاب، ثم اتجهت هي إلى المطبخ كي تعد الطعام، و تفعل الكثير من المهام اليومية الاخرى...
بينما هو اتجه يجلس على احد الارائك ممدًا جسده على الاخري ايضًا بشكل متدلي هكذا...
اما "كريمة " فكانت تقف، وملامحها تسيطر عليها الدهشة فلم تكن تتوقع ابدًا ان يحدث هذا من الشخص الذي احبته و ائتمنته على نفسها، و حياتها، و ابنتها بل وكان عمرها ايضًا بين يديه...
لم تُصدق ما حدث او ما قالته "روفان" تلك المحامية التي اكتشفت هي من خلالها الكثير عن زوجها او الشخص الذي كانت تعرفه بينما هذا لم تعرفه قط!...
كريمة بعدم تصديق: يعني ايه مش امضته اومال امضة مين؟
روفان بنبرة مماثلة يطغو عليها الدهشة لأمر هذا لِنقُل لص ام نصفه بماذا!: و الله يا كريمة القاضي اللي قالي كده، لكن انا استغربت زيك بالظبط كده
كريمة بتيه: طب و العمل يا روفان كده خلاص؟، حقي ضاع و مش هعرف اخده منه؟!
روفان بهدوء عكس ما تشعر به في داخلها و لكن عليها التحلي بالهدوء كي تستطيع تهدئة مُوكلتها: ان شاء الله نلاقي حل يا كريمة، متقلقيش ربنا اكيد مش هينصفه و هو ظالم كدهكانت جالسة و ملامح الحزن جلية على ملامحها تشعر بالتيه، وكأنها غير مرغوب بها في هذة الحياة حتى رأت والدتها تدلف لتهب مهرولة لها و كأنها طوق النجاة ثم ارتمت بين احضانها، و اخذت تبكي بحرقة..
سألتها والدتها: مالك يا روناء اهدي بس، ايه حصل؟
جاءت سهير من خلفها متظاهرة بالطيبة و اخذتها من احضان والدتها لتعانقها هي ثم همست بجانب اذنها: امك لو عرفت حاجة انتِ اللي هتزعلي مش حد تاني
ثم اكملت بصوتٍ عالٍ يمكن للجميع حولهم سماعه: اهدي يا روناء هو راح للأحسن مني و منك، و عياطك بالشكل ده الناس تقول حماتها بتعذبها!اوقفت روناء نحيبها ثم حملقت بها بصمتٍ تام و كأن الكلمات تاهت بين حلقها و لكن بالأخير ماذا ستفعل؟...
أنت تقرأ
نوڤيلا رَسَت الحياة "ومن بعد حين"
Fantasiمواعيد النوڤيلا "الخميس والإثنين من كل اسبوع" الساعـ10ـة مساءً