الفصل الاول | البداية فقط |

246 26 13
                                    

لم تكن الحياة يا عزيزي عادلة بشكلٍ كافٍ؛ لتخرجنا جميعًا اسوياء، جميعنا بنفس الحياة و لكن لسنا بمتشابهين، و ليس من جانب واحد بينما من جميع الجوانب، نسعىٰ دائمًا للتقدم بل هذا ايضًا لم نتشابه به؛ فالبعض يهوىٰ التأخر و الجهل و يحب ان يبقي كما هو...

في احدىٰ محاكم الاسرة كانت تقف تترافع بقوة كي تأتي بحق تلك المسكينة بينما هو يقف يطالعها بغضب و كره..

القاضي: تؤجل القضية إلى يوم الثلاثاء الموافق ٨/١٠

وجهت هي نظرها إلى تلك الطفلة التي تلتف و تحتمي بوالدتها و كأنها مخبأ أمين لها بينما يقف والدها يطالعها بكُره و يطالع المحامية هي ايضًا بسبب ترافعها الحار امام القضاه...

ليردف ادهم بغضب شديد: بقا انا تخلعيني يا كريمة!
كريمة بحزن: انتَ اللي اضطريتني اعمل كده يا ادهم انتَ السبب!

لينظر لها بإزدراء مليء بالغضب ثم تركها و غادر المكان بأكمله، بينما هي اتجهت إلى تلك المحامية فهي لم تكن محاميتها فقط، بل كانت جارتها بالشقة المجاورة لها في هذا العُش المسمى بعُش الزوجية...

كريمة بشُكر و إمتنان: انا بشكرك يا استاذة روفان
روفان ببسمة حنونة: انا معملتش حاجة يا كريمة ده حقك و انا بجيبهولك متنسيش اني شاهدة على كل حاجة كانت بتحصل فيكِ و في ورد
تنهدت كريمة بأسىٰ و كانها تقول "ما باليد حيلة" 

و في احد المنازل البسيطة تقف هي كالملدوغة من عقرب سام بعد ان القىٰ الطبيب على اذنها بكلمة جعلت جسدها يتصلب...

الطبيب بأسف: البقاء لله شدي حيلك
روناء وقد ارتفعت شهقاتها من البكاء:  سابني و مشي ليــه؟!!!
الطبيب:  وحدي الله يا مدام كلنا هنموت

جلست هي على اقرب مقعد لها و الحزن طاغٍ علي ملامحها، فلم تكن كلمة هينة على قلبها او على سمعها، كلمة لم تقدر على استعابها فمهما ان كان فهو زوجها والد طفلها او طفلتها التي تكمن بداخل احشائها، فلم يفت على زواجهم سوا ثلاث اشهر فقط!!!...

جلست تبكي بشدة حتى جاء لها والديها و والدة زوجها ايضًا، التي كانت جامدة و صارمة فلم تبكِ كما تبكِ، هي بل ظلت على حالتها ثم هاتفت اخوته ليستعدون لمراسم الدفن و العزاء...

سهر بصرامة وهي توجه حديثها إلى روناء: اعملي حسابك هتيجي تعيشي معايا انا وحماكي في البيت

اومأت لها روناء بإيجاب، فهي لم تكن تتحمل اي كلمة اخرى او اي نقاش، فهي في عالم اخر ملئ بذكراياتها مع زوجها و ونيس روحها...

كان يسير في احد الشوارع، لا يعلم إلى اين تقوده قدمه، و لكنه قد يأس من كثرة محاولاته التي باتت جميعها بالفشل، منذ دراسته التي لم يكملها بسبب ضيق الحال و وفاة والده ، و من ثم اصبح هو المسؤل عن والدته و شقيقاته و هو في سن صغير فهو لم يكن يكمل عامه الثامن عشر حتى!...

نوڤيلا رَسَت الحياة "ومن بعد حين" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن