إنقضى اليوم عليهم بهدوء بكل ما يحمله كلًا منهم داخل ثناياه، بل وإنقضت بعده عدة سنوات حدث بهم الكثير والكثير...أصبح "مؤمن" شابًا في عقده الثاني، مازالت مُهمة حماية ورعاية أُختيه على عاتقه، ولكن بعد عمله مع "هلال" أصبحت معيشتهم مُترعرعة نوعًا ما، حيث إنتقلوا من هذا البيت الذي يُرتج إذا مرت بجانبه شاحنة كبيرة إلى منزلًا آخر، بحالة ميسورة أكثر من ذي قبل،وأيضًا تقدم إلى ابنة "هلال" التي تُدعى "تينا" و وُفق عليه وتمت خطبتهم...
بينما "روناء" مازالت رافضة للزواج بآخر غير زوجها، بل أصبح هذا القرار حتميًا بعد أن وضعت طفلها الذي يُشبه والده _رحمه الله_ بشكل كبير، فقط تفرغت لهذا الطفل وتربيته بالإستعانة بوالديها في بعض الأمور، بينما أُم زوجها قد تحسّنت علاقتهما نوعًا ما، بعد أن رأت الصغير ودرجة الشبه بينه وبين ابنها...
أما "كريمة" فقد حكمت لها المحكمة بحضانة ابنتها، وأيضًا صُرفت لها النفقة المُتأخرة، مع حبسه لمدة ٨ سنوات بعدة تُهم قد نُسبت له...
أصبحت معيشة الجميع أفضل من ذي قبل، أصبح الحمد كثيرًا على ألسنتهم، من كثرة ما رزقهم الله به...
إستيقظت "كريمة" بنشاط لتذهب إلى عملها في محل الحلوى الخاص بـ"هلال"، وهي لا تعلم ما يخبئه لها القدر، لتذهب ولكن تجد أن المحل مُغلق وهناك ورقة على أحد أبوابه مكتوب بها" توفي إلى رحمة الله تعالى الأستاذ هلال صاحب المحل " ليُصعقها هذا الخبر الحزين، وتتبدل ملامحها التي كانت سعيدة بقدومها للعمل، لحُزن شديد على رب عملها...
فُعل معه مثلما فُعل مع "كريمة" بينما هو إتجه إلى منزل خطيبته، كي يقف بجانبها في هذا المأذق...
تينا بإنهيار: بابا مت يا مؤمن، مات وسابني لواحدي، راح لماما وسابوني هما الإتنين
تقدم كي يُهدئها ولكنه لا يعرف ما الذي عليه فعله، لذا جلس على المقعد المجاور لها ثم بدأ ببث الأمان ببعض الكلمات التي بدأ في قولها لها، ثم بعد أن هدأت قليلًا، إتصل على والدته كي تأتي وتكون مع "تينا" باقي اليوم...قام هو بمراسم الدفن والعزاء وحده، كمان أوصى "هلال" ابنته قبل وفاته بعدة ساعات...
إتجهت "كريمة" مرة أُخرى إلى منزلها، لتجلس مع ابنتها ومازال الحزن جلي على ملامحها، فإقتربت منها "ورد" ثم سألتها بهدوء
: مالك يا ماما؟
كريمة بحزن: عارفة عمو هلال يا ورد؟
أجابتها ورد: أيوة، ماله؟
كريمة: توفى النهاردة، ربنا يرحمهحزنت ابنتها أيضًا فكان على مدار السنوات الماضية بمثابة جِد لها، يُعاملها بلين وحُب...
إنتهت أيام العزاء الثلاث، بل ومر عليهم ثلاثة مثلهم، بين حزن "تينا" ومواساة الجميع لها...
كانوا جالسين في المحل، يتشاورون في كيفية العمل بعد الآن، ليقاطعهم دخول أحدهم راميًا عليهم السلام.
: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استقبله "مؤمن": وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حضرتك عايز حاجة معينة؟
أجابه باسمًا: لا أنا مش محتاج حاجة، بس أنا المحامي الخاص بـأستاذ" هلال" _الله يرحمه_ وجاي علشان إعلان الوراثةدلف "مؤمن" والمحامي ولحقت بهم "تينا"، ليُخبرهم المحامي بما تركه" هلال" نصًا
: هو كاتب في وصيته إنكم تتجوزوا بعد ٣شهور بالكتير علشان تينا منبقاش عايشة لوحدها وإن المحل اللي هيديره هو مؤمن ولكنه هيفضل بإسم تينا.
تينا بإعتراض: بس أنا مش عايزة اتجوز دلوقتي
حاول المحامي إقناعها: بس ده علشان والدك يستريح في تُربته ويكون متطمن عليكِ
تينا: هفرح إزاي وهمَّ مش معايا، مش هعرف بجد
اقترح المحامي: ممكن تكتبوا الكتاب ومش لازم فرح
هنا جاء الدور على "مؤمن" ليعترض: بس ازاي هتتجوز من غير فرح، لازم تفرح ويتعملها أحسن فرح لازم تبقى زيها زي أي بنت لبست فستان وعملت فرح وفرحت
تينا: بس أنا مش عايزة يا مؤمن، كده كده مش هعرف أفرح من غير بابا وماما، وحتى لو عملت فرح، أنا مش هكون فرحانة ولا حاسة بطعم الفرحة
مؤمن: يعني انتِ عيزانا نعمل إيه؟
تينا: هننفذ كلام باباوبالفعل إنتظروا هذه الثلاثة أشهر ثم كتبوا كتابهم بين هالة من الدفء والحب العائلي...
بعد مرور سنوات..
تينا بإنزعاج: يا هلال كمِّل أكلك وبعدين شوف الكورة
هلال: يا ماما ده الإهلي، لازم اتابع أول بأول
تينا بغضب: أنا مش عارفة هلاقيها منم ولا من أبوك
أجابها "مؤمن" من خلفها: وأنا عملت إيه بس يا حبيبتي
تينا: انت كنت فين يا مؤمن؟
مؤمن: كنت بلف على المحلات وكان عندي كام مشوار كده خلصتهم وجيت على طول
تينا: لفيت على ال٧محلات النهاردة؟
مؤمن بسخرية: ده قر؟
تينا: شور يا حبيبي قر، بس أحسن حاحة يا مؤمن إن حتى بعد ما بقى عندك السلسلة دي كلها، مازلت مهتم وموجود دايمًا في محل بابا الله يرحمه
مؤمن: مستحيل أفرط فيه ده محل البركة، كان سبب في حاجات كتير أوي أهمهم إني عرفتك يا قلب مؤمن..
༺༻༺༻༺༻༺༺༻༻༺༻༻༻
بقلم رنا محمد "حبة البُندق" 🌰🤎
رأيكم🦋🤎
تمت بحمد الله...
أنت تقرأ
نوڤيلا رَسَت الحياة "ومن بعد حين"
Fantasyمواعيد النوڤيلا "الخميس والإثنين من كل اسبوع" الساعـ10ـة مساءً