Minchan-1حسنتي وخطيئتك

787 36 35
                                    

بذهنٍ مضطرب،حمل الشاب متوسط القامة حقيبته الصغيرة ليموضعها في صندوق سيارة الاجرة.

اغلقه ليتجه راكبًا في المقعد الخلفي
اسند ضهره،يحاول اراحة كتفيه من ارهاق العمل.

حضي اخيرًا بأجازة من عمله،بعد تحقيقه لهدفه ليحصل على الترقية التي يصبو إليها ،مساعد طيار للرحلات الطويلة.

وليس هذا ما يجعله شديد الإضطراب رغم ذلك.

سنواتٍ مريرة من الصد الذي اضنى فؤاده لا يضاهي مرارة الشوق الذي قطعه لأشلاء.

وهو الأن يفتقده بخبل.

يفتقد الفتى الصغير الذي كان يبكي كل يومٍ عند عتبة الباب قهرًا من سخط والديه

المراهق الجامح الذي كان الجميع يحذر من مرافقته

الفتى الأكبر سنًا الذي لطالما وبخ من والديه لرغبته بمرافقته

الشاب المستهتر الذي حكم الجميع عليه حتى قبل أن يعي ما حوله.

و مينهو فقط احبهم كلهم.

هو عشق تشان بكل حالاته وعيوبه،عشق قد جاهر به بلا حياء.

لم يبالي لصده اللامنتهي له،و رفضه القاسي في كل مرة.

ظل مُتمسكًا بمنزل والديه رغم اهترائه،معتزًا بمجاورته له.

مجددًا ،ليس هذا ما عصف بقلبه قلقًا وتوجسًا.

لطالما تذبذب تشان ما بين الصد والتجاهل لوجودهِ حوله لكن شق عليه توقع رد فعله هذه المرة.

المحادثة الأخيرة بينهما كانت اشد وطأةً لفؤاده.

هو أخبره أن لا يعود ابدًا

هو لا يرغب بلقياه بتاتًا،لا يود حتى لمحه حوله ولا الاستماع لصوته (القبيح).

نعم القبيح.

هو نعت صوته بالقبيح لدرجه أنه جسده يرتجف اشمئزازًا في كل مره يناديه.

ثلاثون يومًا كانت كثيرة جدًا لقلبٌ اهلكه الوجد كخاصته.

هو حاول، أن سُميَّ ما يفعله بمحاولة،عدا انه لم يبذل أي جُهدًا يذكر .

ارخى جفنيه،يريح من ارهقهما بينما تمضي الثلاث ساعات برتابة الطريق.

ومن دون أن يذكر التفاصيل ،كان قد وجد نفسه واقفًا هناك ،عند الشارع المُقابل لمنزله، يتأملُه.

نطاق الولعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن