ماذا لو تلاقينا 4

1 1 0
                                    

" أنا أبقى جاسم السباعي"

عندما قالها تهللت أسارير الجدة وهي ترحب به قائلة بسعادة ...

" يا أهلًا يا بيه اتفضل أقعد ، يا أهلًا بأبو أنس الغالي"

طالعها السيد جاسم بنظرة استحقار ثم رد عليها بتعالي ..
" أنا مش جاي علشان اتضايف .. أنا جاي علشان أقول كلمتين وأمشي علطول "

تعجبت السيدة دهب من طريقته في الحديث مما أثار شكوكها من تلك الزيارة .. فسألها السيد جاسم ..

" بس الكلام دا عاوز أقوله لحفيدتك آن "

" بس آن مش هنا هي راحت الكلية بتاعتها ممكن يا بيه تستناها لحد ما ترجع وو.... "

فرد عليها باستهجان ...
" وأنا بقى مش فاضي غير ليكِ ولحفيدتك ولا إيه !"

ثم أغمض عينيه يحاول التحكم في أعصابه ليقول بهدوء وصوت مليء بالتحذير ...

" تمام أنا هاقولك كلمتين توصليهم لحفيدتك المصون لما ترجع ، ياريت تبعد عن أنس ابني وتبطل اللعبة الخايبة بتاعتها دي "

" لعبة إيه يا بيه !؟ إحنا ماعندناش بنات بتلعب على حد .. ابنك اللي جه لحد هنا وطلبها مني وأنا رضيت بيه علشان بيحبها وهي بتحبه "

" مش عاوز كلام كتير أنا قولت اللي عندي ابن جاسم السباعي هايتجوز قريب من واحدة بنت ناس وأهلها ناس تُقال في البلد ، يعني أنتِ وحفيدتك الكلب بتاعهم أنضف منكم "

رغم تلك الإهانة التي تعرضت لها الجدة إلا أنها ظلت صامتة لترى آخر هذا الرجل أو هذا الشيطان المتمثل أمامها على هيئة رجل ..

" أنتَ عاوز إيه من الآخر يا بيه ؟ "

" آن دي تبعد عن ابني وإلا قسمًا بالله ما هاتشوفه مني خير "

" تمام يا بيه .. بس اللي عاوزة أقوله ليك إن إحنا ناس عندها كرامة عيشنا عمرنا كله راضيين عن حالنا وحفيدتي ألف واحد يتمناها ، يعني إحنا مش قاعدين مستنيين ابنك ولولا إني شوفت حبه ليها وهي كمان بتحبه ماكنتش سمحت بالعلاقة دي.. وأهو على الأقل عندنا مشاعر وبنراعي اللي قدامنا مش بنقف في بيوت الناس نهينهم ونمشي "

ثم فتحت باب البيت قائلة بتهكم...
" شرفت يا جاسم بيه ، اتفضل علشان مانعطلش حضرتك أكتر من كدة "

ارتدى نظارته الشمسية ثم خرج من البيت فصفعت الباب خلفه لتترك العنان لدموعها تنهمر على خدها تنعي حظ حفيدتها وما أوقعت نفسها فيه .

*********************************

عادت آن إلى البيت ودلفت بمرحها المعتاد ..

" يا دهب أنتِ فين ؟ أنا جعـانة "

ولكن جدتها لم ترد عليها شعرت آن بالقلق عليها فوضعت حقيبتها ثم بدأت بالبحث عنها لتجدها تجلس في غرفتها شاردة حزينة فاقتربت منها آن بقلق ..

ماذا لو تلاقينا ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن