ماذا لو تلاقينا 5

1 1 0
                                    

تمر الأيام كسرعة البرق وكأنها تحالفت ضدهما هي أيضًا ، أُغلقت صفحة آن وأنس وفُتحت صفحة جديدة عنوانها آن ومصطفى ، أنس وكارما ...
قلوب منكسرة وأرواح مهشمة نسيت مذاق الحياة عاشت في حالة من الشرود والتيه ، وما ذنبهما ؟؟ أهو حبهما البربري النقي ؟! أم نظرة المجتمع وتفريقاته العنصرية الإجتماعية ؟!! في كل الأحوال انتهى كل شيء أصبحت قصة الحب التي لم تبدأ من الأساس ماضي سيسجل في كتب التاريخ بجانب قيس وليلى ، عنتر وعبلة ، روميو وجولييت .. الآن تغيرت الأسماء وأصبحت الرواية باسم آن وأنس !

تنظر إلى سعادة الأشخاص من حولها ها هي تقف بجانب شخص لم تتخيله يومًا أن يكون هو زوجها تتأبط ذراعه وهي تتصنع السعادة تنظر هناك حيث جدتها التي تجلس على كرسي متحرك ولكنها ستعود إلى المستشفى بعد الزفاف لتتلقى الرعاية هناك .. زفاف !!! لا تصدق هي تتزوج لكن ليس بأنس بل من مصطفى لا تنكر أنه شخص حنون ولطيف ولكنها لا تكن له أي مشاعر حتى إنها وافقت على هذا الزواج منه بسبب إلحاح جدتها الغريب وهي كانت معترضة على فكرة الزواج خصوصًا أثناء فترة دراستها ، تتذكر عندما وقفت معه بعد آخر لقاء بينها وبين أنس تسأله فيها عن سبب رغبته في الزواج منها...

" مصطفى ممكن أعرف أنتَ عاوز تتجوزني ليه ؟ لو علشان جدتي وأنا صعبانة عليك فأنا مش هاقبل بحاجة زي دي ، وبالنسبة للفلوس اللي دفعتها أنا هارجعهالك كلها في الوقت المناسب "

بابتسامة صافية ومطمئنة ظهرت على ملامح مصطفى ليقول بهدوء ...
" أنا مش طالب إيدك شفقة بيكِ ولا علشان الفلوس اللي دفعتها يا آن "

" أومال ليه عاوز تتجوزني ؟! "

" علشان أنا بحبك ومن زمان أوي .. من أيام ما كنت باجي عند خالتي وبشوفك بالصدفة ، أنتِ بس اللي ماكنتيش بتاخدي بالك مني ... "

كانت آن تنظر له بحزن مخلوط بذهول ليتابع حديثه ...

" أنا عندي ٢٨ سنة واتخرجت من حاسبات ولما رسأت نفسي كنت عاوز أخطبك ولما سألت خالتي عليكِ قالتلي إنك اتخطبتِ ، بس الفرصة جاتلي تاني لما عرفت إنك سيبتِ خطيبك ... "

ثم تابع ...
" آن أنا مش هاغصبك على حاجة ولو رفضتيني فأنا مش هازعل كل دا نصيب في الآخر وأنا مستني ردك عليا في أي وقت بس أرجوكِ متتأخريش "

لتعود مش شرودها وهي تنظر إليه ترى سعادته وفرحته بها ودت لو اكتملت فرحته تلك ولكنها لم تستطع أن تكون سعيدة تريد البكاء فقط ولكن دموعها جفت وما باليد حيلة ..

أما هو فلم يستطع حتى التصنع ، كان حزينًا شاردًا ينظر لمن حوله يرى هذا حقق مراده وهذا سعيد لا يبالي ومن الواضح أنه الوحيد الحزين في هذا الزفاف ينظر بجانبه ليجد من كرهها بشدة تجلس تدندن مع الأغاني بسعادة لا توصف هذا من حقها بالطبع فقد استطاعت طي صفحة الحب الأسطوري له ولآن ...
آن ! كم اشتاق لها لم يرها منذ آخر لقاء جمع بينهما والذي كان الأخير في كل شيء فقد علم من كارما أن اليوم هو زفافها هي الأخرى كأن القدر يسخر منهما وحتى لا يتألم بسبب هذا البعد قرر السفر بعيدًا عن مصر بعيدًا عن ذكرياته معها ولكنه لن ينساها ! .. يتخيلها هي من تجلس بجانبه الآن تتطلع إليه بابتسامتها التي طالما عشقها فيبتسم وتتغير ملامحه المقتضبة إلى أخرى عاشقة حتى يفيق فجأة على صورة كارما أمامه فتتبدل الابتسامة إلى عبوس ...
هل سيكون هناك لقاء ؟! هل القدر سيكتفي إلى هذا الحد !! وماذا لو تلاقينا ؟ سؤال وتردد بداخل كليهما فتأتي الإجابة...
يومًا ما نلتقي ..
بصدفة ، بغير قصد ، بقدر ..
بشارع ضيق لا يترك مفرًا لنا ، ربما نلقي السلام ولكنا مهما نظرنا في عينينا لن نجدنا إن تلاقينا !

ماذا لو تلاقينا ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن