" من قبل ما آجي مصر وأنا عارف كل حاجة عنك وعارف شكلك وكنت محتاج أقابلك وأتكلم معاكِ "
تنظر له بذهول وصمت مع توتر فلم تقدر على الحديث وفي بداية الأمر ظنت أن أنس قد حكى له عنه وعن حبهما القديم وهذا ابنه يريد الآن القصاص لوالدته فقالت بتوتر ..
" أنا برضو مش فاهمة يا آسر أنتَ بتتكلم عن إيه !؟ ومين قالك الكلام دا ؟؟ "
أخرج آسر ورقة مطوية من جيبه ثم أعطاها إلى آن التي فتحتها لتقرأ ما فيها بعيون دامعة وآسر يوضح لها ما في تلك الورقة ..
" دي ورقة لاقيتها في لعبة من لعبي القديمة وأنا بجهز نفسي علشان أسافر لاقيت ماما هي اللي كتباها وحكت فيها كل حاجة عنك وإزاي هي كانت السبب علشان تبعدوا عن بعض وأد إيه بابا بيحبك "
قرأت آن الكلام المكتوب على الورقة والمنخرط بدموع كاتبها ، شعرت من تلك الكلمات مدى ألم كارما وكيف فشلت في نيل قلب أنس ، تقرأ الكلام وهي توصي ابنها فيه بأن يبحث عنها ويجمع بينها وبين أبيه نظرت إلى الصغير والذي أخرج صورة لآن كانت ملحقة بالورقة كانت تلك إحدى صورها التي كانت مع أنس ليتابع آسر ...
" من أول ما شوفتك عرفتك من الصورة علطول وفرحت إني لاقيتك علشان أنا عاوز أحقق لماما رغبتها إنكم ترجعوا لبعض "
هزت آن رأسها بالنفي ..
" بس دا مش هاينفع يا حبيبي "" بابا لسة بيحبك يا طنط وعمره ما بينساكِ ، صورك لسة معاه تعرفي إنه بيحب أختي آن أكتر مني علشان اسمها اللي بيناديه بيها كل شوية ، بابا مكانش بيحب ماما وأنا شوفت دا بعيني وحياتهم كلها كانت خناق ... "
ثم قال بحزن..
" بابا مش بيفتكر ماما خالص إلا لما نجيب سيرتها بالصدفة كدة "ثم قال بنبرة متحشرجة ..
" هي ماما كانت وحشة للدرجة دي يا طنط ؟ "أشفقت آن على آسر ونبرته في الحديث فقامت بسحبه لتحتضنه فحاوطها الطفل بقوة وشرعا بالبكاء معًا فملست آن على شعره قائلة في هدوء وعقلانية ..
" ماما مكانتش وحشة يا آسر بس الظروف والوقت اللي كانوا ضدنا كلنا .. بس ماما كانت جميلة وتتحب"
ابتعد آسر بعيدًا عن أحضانها ثم قال ..
" أنا من أول ما شوفتك وأنا حبيتك جدًا يا طنط ، غير إني أنا وآن محتاجين لأم ومحتاجين لحد يحتوينا فعلشان خاطري كوني لينا أم بدل ماما كارما وعوضينا دا كلنا محتاجينك مش بابا بس "يتحدث كأنه شاب في العشرين من عمره طريقته في التفكير غريبة ولكنه يشبه أباه كثيرًا جياش المشاعر وطيب القلب مثله تمامًا حاولت التهرب من حديثه الذي لامس أوتار فؤادها لتقول وهي تمسح على وجهه ..
" طيب ممكن تقولي ماما آن بدل طنط دي "
ضحك آسر وهو يوميء برأسه لتتابع ..
" وبعد كدة وقت ما تبقي عاوز تقعد معايا تيجي في أي وقت وأنا لو مش فاضية أفضالك مخصوص نقعد نتكلم سوى ونخرج كمان ويا سلام بقى لو تجيب آن الكتكوتة معاك "