ماذا لو تلاقينا 7

1 1 0
                                    

خمسة عشرة عامًا كفيلة بتغيير كل شيء الأشخاص والأماكن !! القلوب تبدلت والحياة انقلبت رأسًا على عقب ولكن القلوب لم ولن تنسى ...

تجلس أمام مقبرة حُفر عليها اسم أغلى شخص عاشرته .. مرت ثمانية سنوات على موته ولازال فراقه يؤثر على آن حتى تلك اللحظة كلما تذكرته بكت واشتاقت إليه ... سقت النبات المزروع على مقبرته ثم جلست مجددًا تقول بحنان..

" وحشتني أوي يا مصطفى ، وحشني صوتك وضحكتك وكل لحظة عيشتها معاك "

ثم مسحت الدمعة الهاربة من عينيها لتبتسم ..
" بس أنا سمعت كلامك في كل حاجة ووقفت على رجلي وبقيت أشطر آن كان نفسك تشوفها "

" ربنا يرحمك يا حبيبي ونتقابل على خير إن شاء الله"

لن تنساه ولو مر على فراقه عشرون عامًا ، ستظل وفية له حتى بعد موته .. خرجت من المكان وركبت سيارتها أخذت نفسًا عميقًا ثم قادت السيارة والتي بالطبع كانت سيارة زوجها التي لم تفرط فيها قادت بمهارة اكتسبتها من مصطفى الذي علمها كيف تقود ببراعة شاردة طوال الطريق تنظر حولها كم تغير كل شيء حتى هي .. تردد في داخلها ( أسير في هذا العالم وحدي .. سعيدة لأنني وحدي .. حزينة لأنني وحدي ) .
وصلت إلى وجهتها ليستقبلها أحد عمال الأمن بسعادة وحبور ..

" صباح الخير يا دكتورة "

أعطته مفاتيح السيارة بابتسامة ..
" صباح الخير يا عم مجدي "

ثم فتح لها البوابة وقفت أمامها قليلًا وهي تقرأ اللافتة المعلقة عليه برضا ( دار المصطفى للأيتام )
دلفت إلى الداخل وهي تنزع نظارتها الشمسية ليركض حولها الأطفال الصغار ببراءة محتضنين إياها..

" ماما آن "

" حبايب ماما "

احتضنها الأطفال حتى كادت تختفي بينهم من كثرتهم حولها ولكنها كانت تحب قربهم هذا كأن الله عوضها بهم لتكون لهم الأم الحنون .. ابتعدت عنهم ثم سارت بضع خطوات حتى وجدت طفلة صغيرة تقترب منها وهي تبكي فنزلت آن إلى مستواها وهي تملس على شعرها ..

" إيه يا مليكة بتعيطي ليه "

مسحت الطفلة دموعها ثم قالت ..
" نور بتتريق على رسوماتي يا ماما آن "

قبلت آن خد الطفلة ثم ربتت على كتفها ..
" أنتِ أشطر رسامة في الدنيا يا لوكا ونور دي بتغير منك على فكرة علشان أنتِ أشطر منها ، أنا هاقوم أهو وأروح أضربها علشان ماتزعلش مليكة حبيبتي تاني "

تهللت أسارير الطفلة ثم قبلت آن لتركض بعيدًا تلعب مع باقي إخوتها .. أما آن فلوت فمها بضيق ثم توجهت قاصدة البحث عن نور حتى وجدتها أمامها فأمسكت آن أذنها على الفور لتتأوه الأخرى ..

" هو أنا مش قولت 100 مرة بلاش تعملي عقلك بعقل العيال الصغيرين يا زفتة "

حاولت نور تحرير يدها فقالت بتذمر ...
" يا آن العيال بيستفزوني وخصوصًا مليكة أم لسانين دي "

ماذا لو تلاقينا ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن