الفصل الثالث

815 37 5
                                    

"الفصل الثالث"
❈-❈-❈

حالة شديدة من التوتر والقلق سيطرت علي الأجواء في المشفي بأكملها، الأطباء يهرولون بسرعة إلي غرفة العمليات، أتت المُمرضات سريعًا بعد أن أصبحوا جاهزين لدخول غرفة العمليات، لمسعادة الأطباء، بعد أن قاموا بتعقيم كل شئ، الحاج "حلمي" جالسًا في زواية علي إحدي المقاعد القريبة من غرفة العمليات، واضعًا رأسه بين يديه يدعو الله كثيرًا أن يُنجيه، فاذا حدث له أي شئ لن يُسامح نفسه مهما حيا، فـ إبنته السبب في الذي حدث له، وهو الآن بين الحياة والموت، بينما كان "وليد" واقفًا بجانب خاله يستند بظهره إلي الحائط، وبجانبه "إسماعيل" زوج عمتها التي أتي مهرولاً ما أن علم بالذي حدث....

بينما جلست هي في زاوية في نهاية الممر، دموعها أبت أن تتوقف، تستند برأسها إلي الحائط الرخامي من خلفها، تنظر أمامها بوهن وحزن، ملابسها بالكامل مُمتلئ بالدماء، دمائه، ذاد نحيبها وأرتفعت شهقاتها تُأنب نفسها علي ما حدث بسبب تهورها وإندفاعها، كان يجب عليه التفكير ولو قليلاً قبل أن تُقدم علي خطوة غبية كتلك، وها هي النتيجة، فبسبب غبائها هناك من كان سيفقد حياته بفضلها، "عُمر" الذي دافع عنها بكل ما أوتي من قوة، وشجاعة وكأنها أحدي أفراد عائلته، يليتها لم تخرج من غرفتها في تلك الليلة، أخذت تمسح وجهها بأكمام عبائتها الغارقة في الدماء، كُلما تتذكر ما حدث تلقئيًا يتشنجُ جسدها، ويذداد بُكائها.

❈-❈-❈

هدوء شديد يُسيطر علي المكان باكلمه، صوت نباح الكلاب هو الصوت الوحيد الذي يكسر هذا الهدوء الطاغي، الجو شديد البرودة، الجميع نيام فالساعة قد تخطت الحادية عشر مساءًا، وفي مثل هذا الوقت يكون الجميع في منازلهم يحتمون من برودة شهر ديسمبر، كعادة المناطق الشعبية تحديدًا في الشتاء، ما أن تكون الساعة العاشرة مساءًا تجد جميع الشوارع فارغة من المارة، والمحلات أيضًا مُغلقة، نادرًا ما تجد القليل من السيارات،كانت تسير هي في إحدي الشوار التي تبعد عن منزلهم بعدة سنتيمترات، تلتفت حولها كل ثانية والاُخري، مُرتدية شالاً داكن اللون فوق كتفها تحتمي فيه من برودة الطقس، تسيرُ بخطوات بطيئة خائفة، ينتفضُ قلبها بفزع كُلما استمعت إلي صوت نباح إحدي الكلاب....

الهواء يلفح بشرتها من كل ناحية، فالحظها العثر أن اليوم كان يوم بارد للغاية، أخذت تُسرعُ قليلاً في خطواتها لعلها تصل بسرعة، فالمخزن الذي أخبرها أن تُقابله فيه يكمن في نهاية منتقتهم في منتقة مُتطرفة، تنظر كل دقيقة إلي الهاتف تتفقد الساعة فالساعة أصبحت الحادية عشر ونصف أي أن قد مر نصف ساعة علي الموعد المُتفق عليه، بسبب أنها جدت صعوبة كبيرة في الخروج من المنزل بدون علم أحد في مثل تلك الساعة المُتأخرة بالنسبة لكونهم فالشتاء، فعندما قرأت رسالته ليلة أمس عندما كانت تجلس عند "سمر"، وهي منذ تلك اللحظة عقلها مُنشغل، حتي أنها هرولت تخرج من منزل عمتها حتي دون أن تُخبر" سمر" أنها سترحل، كانت تود أن تحتمي بغرفتها وتُفكر جيدًا وبتمعن، فبعد أن أنتظرت أكثر من سنة أن يُحادثها، أو تسمع عنه أي شئ، أو حتي يُخبرها أحد عن سبب تركه لها في ليلة زفافهم، ها هي جائت لها الفُرصة أن تعرف كل شئ، ومنه هو شخصيًا، لكنها لم تكن جاهزة بالمرة.......

خبايا الهوى "هاجر التركي" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن