الجزء 33

8.4K 227 31
                                    

-
-
يجاوب من كان مِتعب اللي نَطق مباشرة من ردّ:وينك يارجال؟ تاركني بلا خويّ بهاليوم!
أخذ رِماح نَفس يزفره :ليه وش فيه بهاليوم غير أنك عريس بثاني ليلة من عرسه!
رفع مِتعب حاجبه من نبرته وتكى بيده على كبوت السيارة :شنوحك؟
تنهد رِماح ياخذ مفتاح سيارته من على الطاولة قدامه وخرج من الورشة يقفلها خلفه: وينك فيه؟
مِتعب :هقوتي ودّك بخوي يسمع لك
ابتسم رِماح يهز راسه بالنفي يركب سيارته: مدري تسمع لي ولا تعاتبني . أسمع صوت رِجال عندك بدت المواجيب ؟
ضحك مِتعب يلف بنظره للمجلس اللي كانت أبوابه مفتوحة يتأمل كثرة الثياب البيض وهز راسه بالإيجاب : بدت
-
هي كانت تعرف بأن علاقتها مع جسّار صارت "باردة" وماعادت تعرف أبسط تفصيل عنه من بعد ماكثرت سفراته ولا عادت تدقق بأسبابها لأن الرد كان نَفسه دائمًا ومايختلف " سفرة عمل" ولأن هي تشوف الثراء اللي وصل له كانت تخرس وتبقى بمكانها مشغولة مع عيالها وبحياتها بالجنوب كونها كانت مديرة مبيعات بأحد فروع الشركات الصناعية قريب "النماص" ولأن السنين مرّت وكبر سنها وجب تقاعدها عن هالشغلة بعد سنة من زواجة بغدير خصوصًا بإنها شافت العزّ اللي ورّثته لها سفرات جسّار الكثيرة ، تعودت تعتمد على بيادر بكل مشاويرها بالنماص ولأن هي تعرف وش الخبرات اللي بتكتسبها بنتها هي دبّرت لها وظيفة بنفس مكان عملها السابق قبل تقاعدها ، ورغم قل الراتب وكثرة حلطمة بيادر كل صبح إلا إنها كانت تكرر على بيادر إن "الخبرة" تكفيها عن كل شيء وبتشق طريقها للجاي ، وعت من رجفة مشاعرها على صوت بيادر : ماما؟ وصلنا
هزت زينب راسها بإستيعاب تنزل ونزلت بعدها بيادر وصِبا يدخلون للداخل ، يمر دخولهم بشكل 'عادي' بحرارة السلام والترحيب المعتادة ، يمر عادي إلا على شخص واحد ، شخص كان مستغرب الهدوء اللي فيه زينب وكل تساؤل داخلها "يعني ماسمعتني؟" ميلت شفايفها بعدم إعجاب ترجع تجلس جنب غُروب وعينها تركزّت على زينب تحاول تفهم من ملامحها هي عرفت بإن جسّار أخذها زوجة ولا كل تعبها بالعرس وإنتظارها للحظة المناسبة بدخول زينب مافاد؟ كانت تتوقع بإن ليل أمس مابيمر عادي ورسالة جسّار لها بأنه "بينام بالشركة " تركتها تبتسم لأن خُطتها تنفذت لكن الهدوء اللي الحين يشككها بإنها سمعت ، مرّت ربع ساعة كانت فيها بيادر تاكل غُروب بنظرها ، ولاحظتها غُروب لكنها مابادرت بالإهتمام ولفت لأُمها تهمس لها :بصعد فوق شوي
هزت غدير راسها ولفت بنظرها للجوهرة تُصغي لسوالفها من جديد ، ومن لمحت بيادر خروج غُروب تبعتها تلمح صعودها للأعلى لجناح مِتعب ، دخلت غُروب الجناح وقبل تسكر الباب ذُهلت من اليد اللي انمدت تردها : وين رايحة ؟
تمتمت بيادر بسؤالها وما أنتظرت منها جواب ودخلت لداخل الجناح تتأمله بإنبهار تحت نظرات غُروب المذهولة : حلو ذوق ولد خالتي بكل شيء إلا فيك
رفعت غُروب حاجبها بذهول تبتسم بعدها بسخرية لإنها فهمت سبب النظرات ، وقفلت الباب تدخل للداخل والتساؤلات براسها كثرت وذهولها من البجاحة ماخفّ ، وقف عقلها تمامًا من جلست بيادر على السرير تمرر أناملها على المفرش بهداوة وتمتمت لغُروب: لو دخلت لك شريكة بيوم بتنكسرين ؟
رفعت غُروب حاجبها بذهول تتقدم ناحيتها توقف قدامها مُباشرة وتمتمت بحدّة : وش بتوصلين له ؟
ابتسمت بيادر تتكي بكفوفها للخلف ونظرها على غُروب الواقفة : معك أنتِ؟ مافيه شيء يستاهل نتعنى ونوصل له
سكتت غُروب تناظرها وكملت بيادر وهي تحط رجل على رجل : متعب ماكان يلفت نظري ولا كنت أهتم له رغم إن خالتي كانت تبيني له ، لكن الحين لفت نظري بشكل! وأخذ كل إهتمامي له ، يناسب بنت خالته أكثر من الغريبة وماظنتي عندك مانع نتشارك فيه
ضحكت غُروب بسخرية تُخفي ذهولها خلف الابتسامة وعدلت شعرها تجاوب بهدوء : كنتي موجودة قدامه لأكثر من عشر سنين يابنت خالته لكنه ماتواضع ونزّل نظره لك ، زوجي طموحه عالي دائمًا ومايرضى بالقليل يمكن عشان كذا شافني والحياة ابتسمت له ؟
رفعت بيادر حاجبها ومن ملامحها وضح بأن كلام غُروب كان مثل المُفاجأة لها ، هزت راسها برفض تعدل طرف فُستانها : يمكن ؟ كلامك فيه تشكيك لنفسك ياغُروب ، تنسجين نسيج غليظ تحت كلامك ظنك بيخفي شيء لكن لباسك شفاف مايخفي ولا يلملم دناءتك وراه
ما أبدت ردة فعل وظلت تتأملها بذات النظرة الباردة ، ووقفت بيادر تطير شعرها بالهواء من مرت جنب غُروب : حافظي على راحتك وسط جناحه هالأيام بس ، ولاتنسين !مايصعب علي 'زوجك'
خرجت من الجناح تقفل الباب خلفها وابتسمت غُروب بدون وعيّ من لَوْثة عقلها ، وسحبت اللحاف ترميه جنب الزبالة ، وجلست على السرير تعدل شعرها بغضب...
-
ابتسمت بيادر من لمحت نظرات أُمها المُترقبة لها وجلست جنبها تبتسم : سخيفة
همست لها زيـنب بتساؤل : وش سويتي ؟
ابتسمت بيادر ترفع حاجبها : زلزلت راحتها ! مب عاجبني إنها تبتسم هي وأمها الحقيرة !
ابتسمت زينب تربت على فخذها : زين تسوين
لفت زيـنب بنظرها لصِبا اللي كانت صامتة جنب وَتر تلمح نظراتها المُتشتتة وأخذت زيـنب نَفس من دخلت غُروب وماطولت بالأعلى تبتسم بيادر بسخرية : أكيد بتنزلين أجل وشو بتبينين لي إني كسرتك ؟ غبية غبية تحملي
تمتمت زيـنب بهدوء تشدّ الإنتباة لها:غُروب مابشرّتك أُمك ؟
عقدت غُروب حواجبها باستغراب تجلس جنب أُمها ولفت بنظرها لها بإستغراب ورفعت غدير كتفها بعدم معرفة للي تحكي به ورجعت غُروب نظرها لزينب تتساءل: تبشرني بإيش ؟
رفعت زيـنب حاجبها بإستنكار تلف بنظرها لغدير : ماتدرين !
وقفت صِبا بإنفعال من ماقدرت تتحمل لا الربكة ولا إحتراق أعصابها من خوفها من الجاي : غُـروب !
شُد كامل المجلس لصِبا ، وتنحنحت صِبا تكمل : أبغاك بشيء تعالي معي
تمتمت بكلامها وتوجهت لغُروب ، ووقفت خطواتها زيـنب من مسكت ذراعها ترجعها خلفها ونزلت صِبا نظرها من ثبت نَظر زينب الحارق عليها : مابتروحين لمكان لين تسمعين بفشيلة أُمك
ابتسمت غدير يوصلها أساس الموضوع ، وتمتمت بهدوء وثقة : ليش تسمينها فشيلة ؟
نزلت زينب نظرها لها تحاول تحكم غضبها ، تحاول تضبط ذاتها عنها وهي فعليًا جالسة تختبر صبرها : ماتشوفينها فشيلة ؟ تسترخصين نفسك إذا ماتشوفين خطاك فشيلة
ضحكت غدير تهز راسها بالنفي : عمري ماسويت شيء يفشلني والحب ماهو عيب تخلي عن تفكيرك العقيم مع السنة الجديدة
هي نطقت "الحب ماهو عيب" لإن ودّها تستفزها ، لأن تمثيل الثبات هذا يستفزّها بالأكثر ، تنحنحت الجوهرة تخرج عن ذهولها تحاول تطفي النار لجل ماتكبر ويوصل صداها للرجال بالمجلس الأخر : أكسروا الشر الله يهديكم ماهو وقته !
ضحكت زيـنب بسخرية تتجاهل الجوهرة : حُب ؟ قلتي لي حُب؟ مدامه حب ليه ما أعلنتي للناس أنك دخيلة؟ وإنك من بعد موت زوجك ماتحملتي ودورتي من يعبي مكانه ويشبع شهوتك ؟
شهقت ميهاف بذهول تلف بنظرها لمناهل : وش اللي أسمعه؟ أبو رِماح وأم غُروب ! الله يستر لا تصير حامل !
كان همسها مسموع ، وبذات "لاتصير حامل" وصل صداها للكل وعضت مناهل شفّتها من لفت الجوهرة بنظرها لهم تضرب فخذ ميهاف : انطمي انطمي لاتزيدين النار حطب!
رجعت تشهق ميهاف من جديد من سمعت صوت "الكف" اللي مالحقت تشوفه تلف بنظرها لهم ورفعت حاجبها بذهول من كان الكف من غدير لزيـنب : إنتبهي لكلامك ولاتتعـدين حدودك وتختبرين صبري!
وقفت بيادر بغضب بترد الكف اللي أكلته أُمها ووقفتها يد زينب اللي ابتسمت : على هونك يابيادر
بمجرد ما أنهت كلامها ردت الكف بشكل أقوى يُذهل كل من كان موجود ، حتى ليلى بذاتها : أنا أخذ حقي بيدي
وقفت الجوهرة تسحب غدير للخلف تمنع المذبحة اللي بتصير ، وهي خافت بس من "نظراتهم" ومن مواجهتهم لبعض : الله يهدي النفوس! علامكم! قدام البنات تتهاوشون مثل المراهقات وش بقيتوا لهن!
عدلت زيـنب شعرها تلف بنظرها لغُروب اللي كانت "تحت تأثير الصدمة" تناظرهم وعيونها غرقت بدموعها :الواضح حتى بنتك المسكينة ماتدري! أحكي لها عن قصة الحب ، خليها تشوف إن أمها تقدر تعيش قصص حُب جامحة وزوجها مانشف ترابه
شدّت غُروب على جاكيتها تتمتم ونظرها ما أرتفع من غضبها : لاتجيبين طاري بابا على لسانك ! ولو بنتكلم عن الرخص فبنتك أكبر مثال عنه حاسبيها قبل تحاسبين ماما على شيء مايرفضه لادين ولا عادات!
لفت غدير نظرها لها بذهول وابتسمت لثواني لأن هذي بنتها . بينما شُدت ملامح بيادر من تعجبها تلف بنظرها لها : ياحقيرة بتتبليني الحيـن !
تأففت غُروب توقف تثبّت نظرها وسط عين بيادر وتمتمت بهدوء : حكيك هذا لاتظنيني بمشيه ، واسترخاصك لنفسك هو اللي سامح لك ترفعين خشمك بوجهي وبوجه ماما ! ماتحشمين أحد ؟ داخله جناحي بكل قوة عين وتبلّغيني إن عينك على زوجي وبوسط سريرنا ؟ إذا هذا مو رخص وش تسمينه؟ إستشراف ولا بجاحة؟
شهقت وَتر بذهول يقشعر بدنها من اللي سمعته ترمش بمحاولة للإستيعاب ، وعضّت بيادر شفّتها ترسم غُروب ابتسامة سُخرية من ملامحها اللي تبدلت : مُصرة إني اتبلاك للحين؟
بلعت بيادر حروفها فعليًا تُلجم وماقدرت تتحرك من مكانها وهي تحس بألم ذراعها من أُمها اللي صارت تشدّ عليها من غضبها ، وانسحبت غُروب من المكان تبين عدم الإهتمام مابتضعف قدامهم ولا بتحاسب أُمها قدامهم ، وابتسمت غدير من ردها ومن خروجها بهالشكل البارد بعد ماحرقت دمّ زينب وبيادر ، وأخذت شنطتها تلف بنظرها لليلى قبل خروجها تتمتم بعتب : ماهقيت إني معزومة عشان تهينيني أنتِ وأختك وبنتها بوسط بيتك وبمناسبة تخص بنتي ! ياحيف بس
خرجت من المجلس تتبع غُروب للأعلى وتمتمت توّقفها : غُروب ماما !
وقفت غُروب خطواتها تلف بنظرها لها ومسحت دموعها تنزل قريب من أُمها ، وتمتمت بخفوت : روّحي لاتجلسين هنا
هزت غدير راسها بالنفي تمسك يدّها : لا! نتصافى أول  وبـ..
قاطعتها غُروب من نفضت يدها منها : ماما مابي أشوفك ! يكفي لليوم يكفي الله يخليك اتركيني
هزت غدير راسها برفض قطعي ورجعت تمسك يدها : لو مايهمك أمري مادافعتي عني قدامهم وكسرتي خشومهم! أنتِ بنتي
صدت غُروب بنظرها عنها تزفّر من تراكمت دموعها تشوش الرؤية : لا ، لا ! لاتظنين إني دافعت عنك لأني بصفك ! دافعت عنك بصفتي عروس شافت ضيفتها تنهان وسط بيتها!
سحبت ذراعها منها تصعد للأعلى وبقت غدير مكانها مذهولة بأنها ما أختارت تقول "بصفتي بنت شافت أُمها تنهان" شدّت شنطها تحمل بقايا كبريائها وخرجت من القصر ، وماركزت على جُملة غروب العابرة "عروس"اللي حكتها من زعلها بأن كُل فرحتها خربت وبأسوأ شكل.
-
دخل غرفته يقفل الباب خلفه ، ورفع حاجبه باستنكار من لمحها بالبِجامة للآن : ليه ماجهزتي؟ مابتروحين!
هزت عزوف راسها بالإيجاب تعدل طرف بجامتها من مالت يوضّح عنقها  ورفعت نظرها له تلمح ترسيمته وثوبه : مين بيجلس عند عمي إذا رحنا كلنا ؟ روح أنت
هو بلّغها بالعزيمة من أول ماوصله الإتصال وطاقتها ترفض إنها تجامل وتروح وتُجهد نفسها ، رفعت عزوف حاجبها من نزل شماغه من على راسه وفتح أزرار ثوبه العلوية تحت نظراتها : مدامك مانتي برايحة ماله داعي أروح
هزت عزوف راسها بنفي توقف : ليش ! ليش ماتروح !
تمتم خالد بينما هو ينزل الكوبك : نيتي كانت أوديك وأسلم وأرجع على طول مدامك مانتي رايحة ليه العنى؟ رسالة إعتذار تكفي
بلعت عزوف ريقها تتكتف وشتّت نظرها عنه من بدأ يفتح الباقي من أزرار ثوبه ، ورفع نظره لها يتمتم بتساؤل : تسوين لنا قهّوَة ؟
رمشت لثواني من نبرته ، وهزت راسها بالإيجاب لأن ودّها تهرب منه وتوجهت للخارج بهدوء ، وابتسم خالد ينزل ثوبه يبدله بشيء أكثر راحة ، وهو للآن تحت تأثير مبادرتها بالإعتذار له ، رغم إنها ما أعتذرت إلا عن استفزازها له إلا إنه يكفي وزود بعينه ، يعتذر لها هو بالمثل عن غضبه وتهدى النفوس لأن هي ماودّها بجدال وهي شافت غضبه وش بيسوي وإصراره وش يسوي...
-
فتح مِتعب البوابة يخرج للخارج من بلغه رِماح بوصوله، ولانت ملامحه من لمحه داخل الحيّ يعدل وقوفه ويده تلعب بسبحته ، ووقف رماح سيارته أمام مِتعب ينزل يسلّم عليه ويرد سلامه مِتعب ، وصافحه يشد كتفه وابتسم رِماح : واجد الرِجال داخل ؟
هز مِتعب راسه بالإيجاب يتأمل ملامحه : بك شيء أنت وشو ! تحكى قبل ندخل
هز رِماح راسه بالنفي يجلس على كبوت سيارته ، وجلس جنبه مِتعب يتأمل الشارع : مابه شيءٍ كايد مزعّل أمي وبنراضيها
رفع مِتعب حاجبه بتعجب يلف بنظره له ، وضحك رِماح من انقض مِتعب على رقبته يخنقه : خالتي لاتزعلها ياكلب !
مسك رماح معصم مِتعب يحاول يبعده عنه : بنعتذر لها بنعتذر فكني !
ضغط مِتعب أكثر على رقبته وكح رِماح بإختناق ، ومن سمع صوت كحته هو نفض يدّه منه يرجع لنفس وضعية جلوسه : وش مزعّلها فيه ؟ خالتي ماتزعل إلا من الكايد
تنهد رِماح يسكت لثواني ، وما أصر مِتعب أكثر لأنه يعرف لو ودّه حكى دون ضغط منه : كيف العرس تنصحني أعجل ؟
ضحك رِماح يتراجع للخلف من عضّ مِتعب شفته بغضب يلف بنظره له : آسف آسف!
تمتم مِتعب بغضب : لك خلق تنكت ووراك أُم زعلانة!
تنهّد رِماح يعضّ شفته بغضب : والله إني حمار ! ولا أدري كيف براضيها
رفع مِتعب حاجبه : وش مهبب ! تحكى ترى صبري قاضي !
ابتسم رماح يغمز له : تمسك نفسك عنها واجد ؟
ضحك بذهول من لكمه مِتعب ببطنه يمسكه بألم : سؤال ! سؤال عادي جاوب عليه !
مِتعب : يمين بالله لو ماتعض على شحم لابدل خرز هالسبحة بسنونك اللي تضحك بها !
رفع رماح حاجبه يغطي فمه بتمثيل للخوف : يارجال نفضتني ! نمزح معك هوّنها !
فُض الجو تمامًا من سمعوا صوت السيارة والبوري اللي صدر منها ، يلتفتون لها ورفع مِتعب حاجبه باستغراب من كان زيد اللي نزل من السيارة بعجل يركض لهم : طال عمرك جوالك مُغلق؟ دقيت عليك عشر مرات ولا رديت
لمس مِتعب جيوبه يهز راسه بالإيجاب ورفع نظره له : وش بغيت ! وش هالموضوع اللي جايبك لبيتي
تنحنح زيد يلف بنظره لرماح ، وتمتم رِماح بابتسامة : أبد خوذوا راحتكم أعتبروني مب موجود
تقدم زيد من مِتعب يهمس قريب من مسامعه وأنتفض رِماح بذهول يلف بنظره لهم من سمع صوت مِتعب الغاضب: شلـون! كيف يضيع من يدينكم ! الله يلعنكم ثلاثة على راسه ماقدرتوه !
سكت زيد ينزل نظره للأسفل هو تعوّد على هالغضب من اللي أعلى مِنه ، ومسح مِتعب ملامحه يحاول يخفف جنون غضبه : عممتوا على الدوريات اللي حول المستشفى! شفتوا كاميرات المراقبة !
هز زيد راسه بالإيجاب يجاوب بثبات : نعم طال عمرك ، مالقينا له أثر بكل المستشفى
زفر مِتعب بغضب يتمتم بحدّة : وين بيختفي ! جرذ هو يندس له بفتحة جدار ! من متى وهو غايـب!
بلع زيد ريقه : من المغرب كـ..
قاطعته شتيمة مِتعب يبلع حروفه ، ومسح ملامحه بغضب يتوجه للداخل بعد مارمى عليه جُملة "تحراني" ...
-
دخل للداخل يتنحنح ينبههم على وجوده ، وخرجت له وَتر مباشرة ، تبلع ريقها من لمحت غضبه وكل ظنونها بأن غُروب حكت له : مِتعـب وش..
تمتم مِتعب بعجلة يقاطعها : بعدين ياوَتر بعدين شوفي لي الدرب
نطقت وَتر فورًا من رُعبها من ملامحه الغاضبة : مافيه أحد أدخـ..
رمشت بذهول من تخطاها بعجل للدرج ، وبلعت ريقها من رجع لها قبل يصعد : غُروب وينـها؟
رجف نبضها من سأل عنها وأيقنت بأن هالليلة مستحيل تمر بهالشكل العادي:بجناحكم
صعد للأعلى يسابق الخطوة ، وفتح الجناح يناديها :غُروب ماعينتي مفتا..
وقفت حروفه بلسانه من مالمح حتى ظلّها يلف بنظره لباب الحمام وتوجه له يطرقه لثواني ومن مارُد الصوت فتح الباب مايشوف إلا الظلام بالداخل ، قفل الباب بقل صبر يلف بنظره للغُرفة وثبت نظره على قفص الببغاء اللي بالزاوية مايعلّق على وجوده من العجلة ،وأخذ نفس يدور على المفتاح بدروجه وزفـر من لقاه بأحد الدروج ينزل للأسفل بعجل: وَتـر ! وَتـر
خرجت وَتر له وكلّها ترتجف : وينها غُروب ماهي داخل !
رفعت وتر حاجبها باستغراب تهز راسها بالنفي : إلا أنا متأكدة دخلت الغرفة من ربع ساعة يمكن !
شهقت بذهول تتراجع للخلف من رمى مِتعب شماغه بغضب : إذا سألك أحد عنها قولي مع مِتعب
تمتم بكلامه وخرج للخارج يحترق كلّه خـوف من أفكاره والشيطان اللي فتك راسه , رفع زيد نظره لمِتعب اللي أشر له يتبعه للداخل ودخل  زيد خلفه بعجل يتركون رِماح بالخارج ، زادت عجلة زيد من لمح تسارع خطوات مِتعب يستوعب هو بأي ثورة غضب حاليًا وهمس بداخله "الله يستر" توجهوا لغُرفة صغيرة ملحقة بزاوية بحديقة القصر ، ودخل زيد خلف مِتعب يلمح الشاشات الكبيرة اللي تتوسّطها لقطات لزوايا القصر من خارج الحديقة وداخلها يفهم بإنها غُرفة "مراقبة" ونطق مِتعب وهو يحسّ باضطراب نبضات قلبه من خوفه عليها :تأكد لي إذا فيه حركة غريبة داخل القصر وخارجه من الساعة ٥ المغرب للساعة ٧ وربع
هز زيد راسه بالإيجابي يجلس على الكرسي وماتصعب عليه هالمُهمة وهو مُتمرس بها ، أخذ السماعة يلبسها ويبدأ بمهمته ، بينما خرج مِتعب لخارج الغُرفة ونيّته كانت يكمل بحثه عنها قبل يخطي خطـوة جنون تدمّر كل ثبات كان موجودة فيه ، كانت أنامل زيد تحرّك الماوس بسلاسة يدقق بكل التسجيلات يمر وقته ومايلحظ حركة غريبة أبد باستثناء ! لقطة بأحد التسجيلات لزواية مُظلمة خلف القصر مايستوعب وش هي لكن حركة النخل والضوء اللي خرج من الباب الخلفي يضيّع عقله ، ونزل السماعة من على راسه بعد ماحفظ مكان هالزاوية يلف بنظره لحديقة القصر ، وزفـر لثواني من مالمح مِتعب يضطر بإنه يكمل المهمة هو ، توجه لنفس الزاوية يوزّع أنظاره على المكان ونزل للثيل يتوجه للنخل اللي كان يزين أطراف الحديقة يتفحّصها ويتفحص المكان بدون أدنى دليل يزيد ربكة ورجع لنفس مكانه -قريب من القصر- وماكملت خطوته يعضّ شفّته بألم من تعثّرت خطوته تلتوي رجله ، أخذ نفس يليّن ضيق داخله وأخذ جواله من جيبه بعدها يشغّل الضوء وعدل وقوفه بعدها يحرّك رجله بألم يتوجه لجدران القصر يساعد خطوته عن طريق يدّه اللي تاخذ مجراها على الجدار ، لحد مالمست يده شيء زُجاجي ومالحق يستوعب وش هو من حس بتوازنه يُختل من جديد لكن هالمرة مو بسبب رجله إنما بسبب يدّه اللي كانت على "الشباك الزُجاجي" ومن فُتح تهاوى جسده العلوي ناحية الشباك أو بالأصح"وجهه" يوقف الكون عنده وعندها لثوانـي أو سنوات من تلاقت عيونه بدمع عينها يُضخ الدم بقلبه بشكل مُفجع من سرعته ، مايعرف يركز على صعوبة الوضع اللي هو فيه وغلطه ؟ ولا يركز على ملامحها الخلابة أو عينها الدامعة ؟ نسى أسبابه وكلّ علّاته بهالثوانـي البسيطة اللي مرّت بأعظم منظر ممكن تشهده عينه وتسرق هالملامح لذاكرته ، أستوعب وضعه ومكانه وأخيرًا ! من سمع صوت من الداخل ينـادي من بعيـد : صِبا وينك!
ومن سمعت هي الصوت انتفضت تستوعب بإنها بقت قدامه بدون شيء يسترها كُل هالمدة تنطق ويدّها تقفل الشباك بكل هلع :جايه جايه !
كانت تحس بالإختناق وبالغثيان من توترها ومن دموعها ومن كل اللي شهدت عليه وظنّها بإنها بتهدى بس تاخذ نفس لكنها نست الغرض من  فتحها للشباك وقت هوى جسده ناحيتها تتزلزل أجزاء قلبها اللي كُسرت من لمحته ببدلته العسكرية ، تستوعب بأن الهواء اللي كانت بتاخذه تبدل لهوى ولوعة بداخل قلبها..غمض عيونه يستغفر من رجع ظلام المكان من جديد وقت قفلت الشباك يمسك قلبه اللي صار يصرخ بعالي نبضه : وش شفـت يازيد؟
أخذ زيد نفس يمسح ملامحه ويكمل خطوته ساهي عن إلتواء رجله بسببها : يارحمــن ما أجمل خلقك!
-
هدى المكان من بعد خروج غديـر لكن اللي ماهدى نبضات قلب زيـنب وجنون غضبها من همست لها صِبا "يكفي فضايح خلينا نمشي" تلف بنظرها لها وبهمس غاضب : الفضايح وراها أبوك ! ما أخطيت عشان أمشي أنثبري هنا ولا أسمع حسّك
كان الكل تحت الصدمة خصوصًا "ميهاف" اللي ماقدرت تخفي ذهولها أو تساؤلاتها اللي فرغتها من جوفها لمناهل اللي كانت جنبها ، حوقلت الجوهرة وهي تجلس ، مالها سُلطة على زيـنب ولا لها حق لهالسبب مابتحاسبها ولا بتشره عليها بالوقت الراهن ، تمر دقايق صمت قليلة ينفضها صوت مِتعب وفزت ليلى بذهول من رُعبها ، ومن لمحت وَتر فزّة قلب ليلى هي خرجت له ، لو كان فيه غضب يصير عليها هي ولا يصير على ليلى ، ولوهلة تسلل قلبها الندم من تمادي بيادر مع غُـروب لكن لا شعورها ولا وضعها يسمح لها تعاتبها ، خصوصًا بأن قلبها "تعب" من الماضي ومن الحاضر اللي ينعاد قدامها لكن على أختها ، ماقدرت الجوهرة تسكّت حروفها أكثر ورفعت نظرها لزينب : وش اللي ثورك على الضيفة يازينب !
رفعت زينب حاجبها ، تنطق بإشمئزاز : لايكون بتوقفين مع هالخسيسه ضدي ؟
زفرت الجوهرة تناظرها بعتب : الله يهديك يازينب الله يهديك لو مررتي الموضوع وتركتي الأم وبنتها بحالهم لا وبعد ماكفاك مرسلة بيادر على العروس اللي ماهنت عينها تهدد بخراب أستقرارها ! أفا يازينب أفا خيبتي هقواتي!
قاطعتها زينب من نطقت بغضب : خابت عين من يظنني بسكت! تهقين إني ضعيفة ! وبعض على شحم وأسكت عشان ما أخرب "أستقرارها" مع زوجي ! لا يخسون ! أنا قبل أموت من قهـري بحرقهـم! ولا بسمح لها تدخل حياتي وتخربها مثل ماسمحت ليلى لنورة !
تشبّعت ملامح ليلى بالذهول ! تلف بنظرها لأختها من وصل الموضوع لها ! ووقفت وَتر بدهشة يرتفع صوتها من غضبها : خــالتي !
زفرت زينب ترجع شعرها للخلف وأركت ظهرها على الكنبة تستوعب وش نطقت فيه : نفثت سمّها بيننا وهجت ! أعذريني ياليلى
وقفت صِبا تخرج من المجلس من حست بالغثيان..وماقدرت ليلى تبقى بذرات ثباتها الباقية أكثر ولا قدرت توضح سبب سكوتها عن دخول دخول نورة وعيالها لحياتهم ، وجرت خطواتها لخارج المجلس تصعد الدرج وتعاون خطواتها المُترنحة بسور الدرج وندوبها الماضيه رجعت تتفتح وتتوسّع من جديد وعلى يد أقرب ناسها دخلت غُرفتها تقفل الباب خلفها ، وخارت قواها على الكنبة تُجهش بكي تحت سقف مُظلم .
-
أحرق جوالها إتصالات ويحترق قلبه مع كل دقيقة تمر وهو ماتطمن على قلبه للآن ، هو قبل يخرج من القصر أرسل لوتر تبلّغه لو شافتها أو رجعت ، لكن سكوت وَتر للآن يفيّض بُركانه الراكد ، خرج من قلعته بعد مافتّش كل شبر فيها ولا لقى لها أثر يركب سيارته بسخط وجنون ، ويحرق كفر سيارته من سُرعته يشدّ على الدركسون بيدّه ومن تذكر "خالد" أتصل عليه بذرات أمل بسيطة بأنه ممكن يعرف مكانها...لكن أعصابه تفجّرت يحترق بنارها من قفل الإتصال بدون نتيجة يرمي جواله ، وضرب الدركسون مرة ومرتين وثلاث وجنونه ينشحن مع كل ضربه بدل لا يخف ، يزيد من سُرعته راجع للقصر..وقفت سيارته من وصل يتوجه مباشرة لزيـد الواقف عند السيارة ، ومن لمحه زيد أعتدل يدق له التحية ، وزمّ زيد شفايفه من ضرب مِتعب صدره ينطق بوعيّد وبصوته المشحون بغضب عارم : لو ينجرح طرف أصبعها طرف بس ! بـولّـع فيكم واحد واحد ! وعلى راسهـم أنت! دور على الكلب ذا قبل لا أدوس على ترابك بعد ما أدفنك بالخـلا!
أعتدل رِماح بوقوفه من وقفت سيارة مِتعب قبل ثواني ومالحق  يسأله عن سبب ركضه لسيارته قبل بوقت من سمع كلامه وغضبه على زيد يتوجه له بذهول : وش تقول أنت! وش صاير يامِتعب!
خرج سُهيل بهاللحظة من الداخل بعد ماكان يدور عليهم ومن لمح تجمعهم عند الباب نطق : وينكم ياخي! طاح العشاء وأنتوا ..
ماكمل كلامه من حس بوجود سحابة سوداء مصحوبة برعود فوقهم وتأكد من إحساسه وقت صرخ مِتعب بحدّة على زيد : أذلف دوره! تنتظر أجر طوقـك يعني!
هز زيد راسه بالإيجاب يستوعب وركب سيارته يمشي يتوجه مباشرة للمركز ... رجع رِماح يكرر سؤاله من جديد ، وعضّ مِتعب شفّته يناظره بوسط عينه بحدّة : بداخلي شكوك تحرق كل عرق فيني! أدع تبقى شكوك بداخلي وبس !
نزل سُهيل لهم : وش صاير؟ شيء يخص شغلك ؟ وراك معصب ماهي الأولى ولا الاخيـ..
بلع حروفه من توالت عليه الشتايم من لسان مِتعب ، وتوجه لسيارته بعدها يلعن بدر ويلعن الضُباط وغبائهم ، ولف سُهيل بنظره لرِماح من أنتشر غبار سيارة مِتعب : وش به ذا ! جن ! فقد عقله !
تأفف رِماح يرجع نظره لسُهيل : ياطفل خلك بعيد عن مواضيع أكبر منك ! ماتقول طاح العشاء رح تعشى وفكني من هذرك الزايد !
تمتم بكلامه وركب سيارته يحرّك من المكان ، وبقى سُهيل مذهول يناظر أثرهم : صرت إداة تفريغ بين يدينهم !
من بعد الحوار اللي دار بينها وبين الجوهرة ، ومن بعد صعود ليلى لغُرفتها هي أخذت بناتها ومشت لبيتها يمر طريقهم هادي باستثناء نبضهم ماكان هادي أبد ، وخصوصًا صِبا اللي نست كل مامـر إلا ذيك الثواني مانستها تشتعل بذاكرتها بشكل يجنّن عقلها تتنهد لأكثر من مرة وتسمع تنهيداتها زينب اللي ماقدرت تغض الطرف عنها أكثر من كذا ولفت لها تنطق بحدّة : بسّك ! بسّـك نوح ! من ركبنا السيارة وأنتِ تنوحين! صدعتي راسي!
بلعت صِبا ريقها تعدل جلوسها ، وناظرتها بيادر من المراية الأمامية : بدل لاتوقفين مع أُمك ياخايبة وقفتي معهم! عجبك اللي صار الحين! طلعنا وحنا الغلطانين بعيونهم من غطرستها هي وبنتها ! قال إيش قال عيني على زوجها! على كل جملة نقولها تلقى لها مخرج بنت اللذين!
نطقت صِبا بغضب ماتتحملها : بتتبلاك البنت يعني! هالتصرفات تطلع منك يابيادر ما أنصدمت من أول ماعرفتيها وأنتِ تكرهينها !. دائمًا تتبجحين مع الناس ويسكتون لك لكن هالمرة وقفتك عند حدّك غُروب! وتستاهلين ماجاك
عضت بيادر شفّتها بغضب تتوسع بؤبؤة عينها بذهول : انطـمي! صدق إنك ماتستحين! طلع لسانك أشوف!
تأففت صِبا تلف بنظرها لشباك دون رد ، وكملت بيادر حلطمتها : تشوفينها كيف تحامي عنها؟ تشوفين كيف تعاملنا كأننا أعداءها! ياغبية صحصحي وأعرفي توقفين بصف مين !
تمتمت صِبا ودمّعها بدأ يتجدد : أنا مو واقفة بصف أحد! أعتقيني من شرك تكفين !
كانت بتتكلم لكن صوت زيـنب وقفها من نطقت "خلاص اسكتوا!"
-
وقفت سيارتها بأحد المواقف تنزل منها وأخذت شنطتها تدخل الشركة، انتهت ساعات الدوام وفضت الشركة من الموظفين باستثناء جسّار اللي بقى يكمل شغله على مشروعه الجديد واللي صار ياخذ نص يومه ، فكت لُثمتها من وصلت لباب مكتبة تعدل شعرها وفتحت شنطتها تبخ من عطرها قبل تدخل"جيفنشي الأحمر" وابتسمت من ريحته تفتح الباب ورفع جسّار نظره لها من سمع صوت دويّ كعبها ومن هب عطرها يترك الأوراق من قرّبت تنزل شنطتها على الطاولة : هلا أبـوي!
ابتسمت غدير لثواني تقبّل خده وبعدت الأوراق تجلس على الطاولة قدامه  دون رد وعقد جسّار حواحبه من لمح ملامحها وكيف هي نزلت نظرها ليدّها تعدل خاتمها بنظرة بريئة لعبت بأوتار قلبه ووقف يبعد خُصلة شعرها ورفع ملامحها له يتمتم بتساؤل : من مزعلك ؟ عطيني اسمه والله لادوس فمه بالتراب
ابتسمت غدير لثواني ورفعت نظرها له : مو زعلانة
رفع حاجبه يناظرها لثواني : علينا ؟ أعرفك لازعلتي يبان كل شيء على هالخد تحكيّ !
نزلت غدير نظرها للأسفل تنزل منها دمعة حزن ومسحها جسّار بذهول من إنها تبكي ولأول مرة قدامه ويُضعفه هالمشهد منها
وهو ماتعوّد إلا على قوّتها بأوقات الشدّة ودلعها بأوقاتهم ، يستوعب بأن الموضوع "كايد": جسّار بالله يرضيك ؟ اهانتني بين الناس ! وقدام بنتي !
اكتسى وجهه الذهول مايستوعب كلامها للحظة : اهانتك! من هي !
نزلت دموعها من جديد وأخذ جسّار نفس يسحب الكرسي يجلس قدّامها وحاوط ملامحها بكفوفه ونطقت هي : لاتزعل مني ياجسّار ولا تلومني
نطق جسّار باستغراب من إن الموضوع وصل لزعله هو وللومه لها : ألومك على وش ! تكلمي يابنت والله إنك مابقيتي بي عقل!
مسحت دموعها غديـر : زينب عرفت عنّا
وقف جسّار بذهول يترك يدها : أنا قلت لك خلينا نعلنـ..
قاطعته غدير من غطت ملامحها تنزل دموعها : لاتلومني قلتلك!
زفـر جسّار يكتم غضبه وحضنها يربت عليها لثواني : آسف ياحبيبـتي آسف
-
كانت رجلها تهتز من غضبها بعد ما أرسلت رسالة لجسّار تطلب منه الرجوع للبيت والحين! ، وقفت حركتها ورفعت نظرها للي دخل مع الباب يرمي عليها السلام ، ووقفت زينب تنطق بغيظ : لا هلا ولا مرحبًا !
تنهـد جسّار ينزل مفتاحة وشماغه على ذراع الكنبة وجلس : إجلسي نتفاهم بهدوء كبار حنّا !
زفـرت لثواني ورجعت تجلس بمكانها، خف شوي من جنونها وغضبها من فضحت غدير قدامهم ومن كسرت راحتها 'بظنها' : وش بتبرر فيه ! وش بتقول ! خنت العهد اللي بيننا وبعتني عشان وحدة ماتسوى !
رفع جسّار نظره لها بحدّة : لاتجيبيـن سيرتها على لسانك ! لا بالشين ولا بالزين أعرفي عن من تتكلمين!
صُعقها كلامه تتراجع للخلف بذهول ، وكمّل جسّار : هي زوجتي مثل ما أنتِ زوجتي ! وواجب عليك حشيمتها مثل ماهي تحشمّك
ماكانت قادرة تمحي ذهولها عن ملامحها لكنها نطقت وفتيل الغضب أشتعل من جديد تحرق شمعته جوفها : خنتني وأوهمتني إن سفراتك كلها للشغل ! لكن طلعت لوش لخيباتي ياحسرتي على صبري وإنتظاري لك !
مسح جسّار على ملامحه بهدوء : يابنت الناس حلال ! حـلال ! مايرفضه شرع الله بترفضينه أنتِ! رحت صوب الحلال بالغربة ولـ..
قاطعته زيـنب من نطقت بغضب : أنت اللي أغربت نفسك بنفسك ! لا تحط لي أعذار كذابة ! قلت لك بروح معك وعييت !
تنهّد جسّار بقل صبر : زيـنب ! مسافر لشغل ماني مسافر عشان أريح راسـي ! ولو أخذتك من بيبقى عند البنات ! وأنتِ تعرفين إن رماح مايترك الأرض اللي بها مِتعب وعرفنا السبب من خطب أخته !
رجعت شعرها للخلف تصد بنظرها عنه ، وكمل جسّار :  لك معزّتك وغلاتك عندي ! لاتسودين قلبك الطاهر بهالحركات والله لو لفيت الشمال كلّها مالقيت بطهرك أحد ماخبرتك تسوين هالسوايا ولا تحشمين أحـد !
رفعت حاجبها من أخر كلامة تفهم بأن غدير سبقتها وشكت عليه ، وهي لوهلة كانت بتسامح وبتغض الطرف عنهم لكن كلامه يرفض يروضها! : هالسوايا ماطلعت مني إلا يوم شهدت على لقاءك السرّي بها بعيني ! كأنكم مراهقين تتقابلون بالسر! لو جيتني قلت يازينب هذا شرع الله وبتزوج عليك بردك؟ لا ! لكن بتهون مصيبتي ولا بشوف هالمنظر اللي يكسر ظهري بعيوني!
تنهّد جسّار لثواني ويفهم لوين بيوصل الموضوع لو جادلها أكثر من كذا ، ووقف يتوجه لها يقبّل راسها لثواني طويلة ونطق بعدها : حقك علي سامحيني ماعاش من يكسر ظهرك يابنت فواز ولو كان أنا
صدت بنظرها عنه وابتسم جسّار يقبّل راسها من جديد ونزل على ركبته عندها يمسك يدها : طاح الحطب ؟
ماقدرت تكبح نفسها أكثر من كذا وهزت راسها بالإيجاب تنطق من وراء قلبها : طاح
-
وقفت سيارته قدام المركز ينزل بعجله وتوجه للداخل مباشرة يسأل عن مِتعب ، وجاوب الطرف الأخر بسؤال يحرق أعصابه : من أنت ؟ وليه تدور عن المحقق مِتعب وش تبي به؟
تأفف رِماح بقل صبر : أحتاجه بموضوع ضروري أخلص تحكى الله يرضالي عليك!
ميّل الطرف الأخر شفايفه لثواني يناظره من فوق لتحت وأشر له بعدها على كراسي الإنتظار : ريّح هناك لين يجيك
تمتم بكلامه وتركه خلفه يصعد الدرج وتأفف رِماح يشدّ شعره : يختبر صبري ذا !
مسح ملامحه يتوجه للكرسي وجلس ينتظره بأعصاب مشدودة..
-
تخثّر دمه من الغضب اللي يحس به وهو يشوف تسجيلات الكاميرات التابعة للمستشفى مع زيد يمر الوقت مثل الغصة على قلبه يعيش شعور ماعاشه عمره كلّه رغم صعوبة القضايا اللي مسكها قبل إلا إن هذي الأصعب من بينهم كلهم ، يخفي خلف غضبه ربكته وخوفه ، يخفي صوت ضربات قلبه بلعنه لكل شيء وشخص يطري على باله مجبور يقوى ويقوي نفسه لجل يوصلها والطريقة المتاحة بهاللحظة هو 'بدر' ولجل يوصله أختار تسجيلات المستشفى اللي جابوها له الضُباط اللي كانوا يحرسونه بطلب من زيـد ، ومن كثرة الكاميرات والمراجعين بهالمستشفى يمر الوقت دون أثر له ووقف مِتعب بغضب من مرّت الساعة يستوعب أي خوف هي ممكن تعيشه لو كانت بين يدين المُتجبر بدر ! ركل الكرسي بغضب من كان بطريقه يخرج من الغرفة بعيون ترمي شراراتها ، وبغضب يُرسم على كل تفاصيل وجهه ، ماكان يسمع الأصوات من همه وماستوعب أن فيه أحد يناديه إلا من حس بيد تمتد لكتفه ولف بنظره لخلفه يعقد حواجبه باستغراب من لمح المحقق الأخر واللي نطق بعتب مباشر : وينك يارجال صارلي ساعة اناديك !
ماجاوبه مِتعب من كمل المحقق : فيه رجال تحت يدورك قلت له ينتـ..
ماكمل جُملته من تغيرت ملامح مِتعب يركض للأسفل ورفع حاجبه يناظر سُرعته .. نزل للأسفل بأمل كبير بأن الموجود له صلة فيها ، وخابت كل ظنونه يشدّ بقبضته من كان رِماح اللي وقف أول مالمحه يتوجه له : مِتعـب !
زفـر مِتعب كُل نفسه لخارج صدره يستغربه رِماح : وش صاير يارجال ! من هي اللي بينجرح طرف أصبعها؟
مهما بيّن قوّته ، مهما حاول وجاهد نفسه هو "يضعف" من يوصل الموضوع لها ، جلس على الكرسي يشدّ شعره ، وجلس جنبه رِماح ينطق مِتعب بضيّق كتم صدره ، تتغير نبرته بالمثل : والله دمي يثور يارِماح زوجتي!! زوجتي مسكوني من يدي اللي تـوجعني!
رفع رِماح حاجبه بذهول يرمش بمحاولة للاستيعاب يتذكر أطراف الحديث اللي دار بين مِتعب وزيـد من ساعة ووقف يغطي ملامحه من صدمته وماصار يلوم مِتعب على غضبه أبد ويفهم أسبابه وكل خيالاته تحولت لوتر..
-
دخل سُهيل المجلس وابتسم من لمح وَتر على أحد الكنبات وتمدد جنبها ينزل راسه على فخذها : همزي
رفعت وَتر حاجبها : لا والله ! أقول قوم بس قوم لا أشد شعرك!
رفع سُهيل حاجبه يناظرها : شنوحكم اليوم ! كلن مستلمني من جهة ! القاها من مِتعب اللي تركنا قبل العشاء ! ولا من أبوي اللي فرغ عصبيته بمِتعب بي ! ولا من زوجتي المستقبليـ..
وقفت حروفه بلسانه يرفع نظره لوَتر بدهشة وكانت منه نظرة مُتفحصه كأنه يحاول يشوف هي سمعت كلامه أو لا ، وحسم الأمر من نطقت وَتر باستغراب : عيد عيد وش قلت ! زوجتي؟
أعتدل سُهيل يضحك لثواني : من وين تسمعين أنتِ؟ قلت وجهي بس ماخليتيني أكمل كلامي !
ناظرته وَتر بتشكيك ، وضحك هو يبعثر شعرها ويوقف : نامي نامي شكلك تعبتي! أبوي دخل ؟
ميلت وَتر شفايفها لثواني ، وردة فعله تشككها باللي سمعته : إيه دخل قبل شوي
-
مرت أربع ساعات بثوانيها مثل العلقم على قلوب الضُباط اللي ظلوا يدورون على بدر ومع كل ساعة تمر يوصلهم إتصال من مِتعب الغاضب يسأل عن بدر ومن يحاولوا يوضحّوا بأنهم للآن يدورون يوصلّ لمسامعهم وابل من اللعنات والشتايم ويقفل الخط بعدها : ياخي والله تعبنا ! تعبنا ! كل ماسمعت صوت جوال وقف شعر جسمي !
تنهّد الضابط الثانـي يوقف سيارته عند خامس مستشفى مرّوه خلال بحثهم : إن شاء الله نلقى شيء هنا
هز الضابط الثاني راسه ينزل وتوجهوا للإستقبال يسأل بشكل مباشر : بدر بن أحمد آل راشد له سجل عندكم ؟
نزلت الممرضة نظرها للابتوب تبحث بالسجلات بطواعية من لمحت بدلاتهم العسكرية ، ورفعت راسها بعد خمس دقايق تهز راسها بالنفي : مافيه بهالاسم
زفـر الضابط بغضب يرجع خايب ، ووقفّه صوت الممرضة اللي نطقت : لحظة لحظة !
لف نظره لها ببصيص أمل ، وخرجت هي من خلف الطاولة تتوجه لهم : وصلتنا جثة مجهولة اليوم لمريض كان بثوب المستشفى! لايكون هو اللي تدورونه؟
لفوا بنظرهم لبعض بذات اللحظة تتلاقى عيونهم وبصيص الأمل زاد : ورينا الجثة!
هزت راسها بالإيجاب تتوجه لثلاجة الموتى ، وفتحت لهم الباب يدخلون ، وسحبت القماش الأبيض عن الجثة اللي كانت على النقالة وشهق الضابط يلف بنظره له : بلّغ المحقق بلّغه !
فتح جواله مباشرة يتصل بمتعب يبلّغه عن الجثـة ...
-
نزل بعجلة للمستشفى وخلفه كانوا رِماح وزيد وماوقفت خطوته إلا من لمح الضُباط يتوجه لهم : وينها !
وقفوا يدقون له التحيّة وتمتم الضابط فورًا : بالغرفة هنا
لف بنظره للممرضة اللي خرجت من الغرفة ونطق بقل صبر : بأي شارع لقيتوه ؟
ماحصلّها للآن لكن جثة بدر أول خيط يلمسه ، وركض للخارج من جاوبته الممرضة باسم الحيّ والشارع ، وركب بسيارته يحرّك مباشرة للحي تاركهم خلفه ...ضرب الدركسون بغضب من لمح الزحمة بهالشارع ، وقطع الشارع يوقف سيارته بمواقف أحد المحلات ، ونزل على رجوله يركض لموقع الحادث يشوف الدم اللي على الرصيف ورفع نظره يدور على كاميرات تصوّر هالنُقطة ، ومن لمح الكاميرة ركض للمحل اللي يقابلها يفتح الباب بعجلة ، وطلب التسجيلات من صاحب المحل ولحسن حظّه كان صاحب المحل "متعاون"معه وخصوصًا من لمح توتره وربكته ، يشوف مشهد الحادث قدام عينه ، كيف كان بيقطع الشارع مُبتسم لجل يوصل للبنت اللي تنتظره بالشارع المقابل لكن محاولته انتهت من مرّت سيارة بكل سُرعتها تصدمه وتطيره للرصيف ، وماركز على الحادث كثر تركيزه على البنت يقرّب الكاميرة لها وعضّ شفّته بغضب يضرب الطاولة من لمح هو قطع الشارع لجل مين ؟ إرتعش قلبه بجنون يسرّع الفيديو لبعد الحادث يشوف إنها صرخت بذهول من لمحت جسده يطير للرصيف الأخر وتهاوى جسدها تُجهش بكي من صدمتها تنزل على الأرض لدقائق ، وحاوط المكان بعدها سيارات الإسعاف والشرطة ومن استوعبت هي الصوت وقفت تمشي على رجولها...خرج بالتسجيلات يكمل بحثه بالاحياء المقابلة ومع كل كاميرة مراقبة يلقى لها لقطة من بينهم ، ينتهي من جنونه ومن غضبه بإنها خرجت من أمانه لجل تشوفه !
-
رفع حاجبه باستنكار من لمح ظلام الغُرفة الدامس ، وشغل النور يلمح جلوس ليلى على الكنبة ، ونزّل شماغه يتمتم باستغراب : وش مجلّسك بهالظلام ؟
مارُد له الصوت يلف بنظره لها لثواني وعقد حواجبه من لمح دموعها يتوجه لها : ليلى
رفعت نظرها له تخرج من دوامة حزنها ، ومسحت ملامحها توقف : نعم؟
رفع عبدالعزيز حاجبه : علامك ؟ توجسين شيء ؟
هزت ليلى راسها بالنفي : سلامتك نام بالمكتب اليوم مثل دايم
تمتمت بكلامها وتوجهت لسريرها ترفع اللحاف وتمددت بمكانها مُتجاهلة نظراته المذهولة لها ، أخذ عبدالعزيز نفس يتوجه لجهته بالسرير وتمدد جنبها يتكي بظهره على ظهر السرير وقريّب منها : ماتبيني ؟
هزت راسها بالايجاب بهدوء ، تُرسل الذهول لملامحه : علامك ؟
تنهدت ليلى تغطي ملامحها باللحاف وتمتمت من تحته : أطلع ياعبدالعزيز مابيّ يطلع من لساني كلام جارح لك
بقى بمكانه صامت لثوانـي طويلة يناظرها بدهشة ، وقطع صمته من شال اللحاف عنها : وأتركك للزعل ؟
عدلت ليلى جلوسها تتمتم بغضب : تركتني له قبل! اتركني هالمرة بعد!
-
حبس أنفاس لآخر لحظة
بارتات الانستا أكثر حسابي"rwiloq"

أنتِ بين النفس والهوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن