- 𝚌𝚑𝚊𝚙𝚝𝚎𝚛 𝟷𝟶 -

53 11 2
                                    

-


" لا، لم يحبّ فتاة حتى الآن"
" ولكنك أخبرتني أنه يتحدّث لكثير من الفتيات"
نبَست بعبوس طفيف
" تلك السنة الماضية، وحتى كان يفعل ليجد فتاة مُناسبة والآن تخلّى عن الأمر"

نظرَ جانبََا للكيس الذي أتيا به من المتجر بخزيّ كطفل حُرم من الحلوى
لم تكن الحلوي مُحرّمة عليه، كانت صاحبتَها
"خذي هذه"
نبَس يُعطيها الكيس في هدوء فعقّدت حاجبيها بغرابة
"أتمزح معي؟ ولماذا كنا نشتريهم إذ لم تتشاركهم معي؟"
كلّما تحدّثت يتفتت قلبه لقطع أخرى
ودّ لو ركضَ حتى لا يرَاها، حتى لا يسمَع صوتها الذي يجعله راغبََا بالبكاء
لم يكن بخير أبدََا، ولا يستطيع التظاهر بالعكس
تلك ليسَت عادَته، على عكس إيرين
" لا تختبر صبري! هيا بنا "
أردَفت تلتقط الكيس بيد وذراعه بيده الأخرى تنهض وتحاول تجذبه معها
نهضَ ولكنه لم يسير كما أرادت
" ماذا بكَ حقََا!"
تذمّرت بنفاذ صبر
" هل ستعترفين بحبّك له؟"
سأل بملامح جامدة لم تشهدها هي إلا بضع المرات
يكون كذلك حينما يشعر بالإستياء
عيناه تُخبرها أنه لم يكن بخير، ولكنها كذّبت نفسَها
" لا أخطط لذلك"
نفَت برأسها
" لماذا؟"
" لأنني لن أعترف إن لم يكن يشعر بشئ تجاهي، لن أكون مُثيرة للشفقة"
أومئ بهدوء
" إن لم تأتي معي حقََا لن أتحدث معك ثانيةََ"
أصبحت حركة جفونه ثقيلة، تستطيع أن ترى ذلك
كان حزينََا بشكل مُبهم، وخافَت من إجابة سؤالها الذي تراجعت عن طرحه ألا وهو ' لماذا أنتَ حزين؟ '
خشيت الإجابة أكثر من خشيها بأن يعلم جونغداي بأمرها
عوضََا عن ذلك حاولت إبهاجه بشتّي الطرق طوالَ الطريق
حتى أنهما قضيا الليل كله بالحديقة يتحدثان ويأكلان الحلوى بمرَح
كاي سريعََا ما ينسى حزنه، ونجَحت هي في ذلك
اطمئنت حقََا عندَما سمَعت صوت ضحكاته تتخلّل بين صمت الحديقة
صوت ضحكته التي تتبَادر لمسامعها ، كان أكثر شئ مُبهج بذلك اليوم
.

" تشين "
نبَس أثناء سيره فيبنتبه الآخر الذي يسير بجانبه
وكان يحدّق بالقمر وشرَد به لفترة وجيزة
همهَم ليُكمل كاي الحديث
"هناك فتاة مُعجبة بك"
نطَق بعدما تردّد وحتى أنه بعثرَ شعره في انزعاج وكلّ ذلك تحت أنظار تشين المُتفحّصة والتي دَفعت الآخر ليقل الجملة دفعة واحدة
" فتاة معجبة بي؟ مَن؟"
ضيّق عينه ولم يظهر التفاجؤ الذي توقّعه كاي
هدّأه ذلك قليلاََ
" لا يُمكنني الإفصاح"
" لماذا أخبرتني إذََا؟ "
لم يجد كاي ردََا، ظلّ ينظر بالأرض أسفله ويسير في هدوء
" أعلم مَن تكون"
أردَف تشين بعدما تنهّد بخفة وحوّل نظره للأمام
" ماذا؟ مَن؟ مَن تقصد؟ "
ذُعر كاي فقهقه تشين بخفة عليه وعندَما أطال صديقه النظر به بدأت تختفي الابتسامة تدريجيََا عائدََا لهدوئه الذي كان عليه
" إيرين، أليست كذلك؟"
أدار الآخر عينه في الأرجاء وانتهى به الأمر يخفى وجهه ناظرََا للأمام
" أعلم أنها هي"
ارتفعت زاوية شفتيه يبتسم، يُثني علي سرعة النبيهة التي يتميّز بها
" كيف علمتَ؟ "
أصبحت نبرة كاي مُنخفضة، وكأنه اعترف بشئ مُشينََا وخاجلاََ بسببه
" نظرَاتها، خجلها كلما أتيتُ أتحدث إليكَ حينمَا تكون هي معك، تلك الأشياء سهلة لأن يُلاحظها أحد، وذلك المشروب، ربّاه"
بينما الآخر يبتسم إبتسامة جانبية ويتذكر حينمَا أتَت له بمشروب كهدية لعيد ميلاده السابق، زفرَ كاي يرفع وجهه ناظرََا للسماء
" ولماذا لم أُلاحظها أنا؟"
ابتسمَ تشين بخفة ورَفع يده يُحيط كتف كاي وبنبرة مُمازحة تحدّث
" لأنك أحمق"
اكتفَى كاي بإبتسامة خافتة لذا تلاشَت إبتسامة تشين عندَما شعر بهالة غريبة تُحيط بصديقه
" وهل تُبادلها؟ "
قطّب الآخر حاجبيه وتوقّع كاي ذلك دون رفَع وجهه ليراه
لم يرفع وجهه حتى لا يُكشف أمام تشين، وحتى لا يُجرح إن رأى اللمعة بعيونه مثلَما رآها في إيرين
" لا، لم أفعل قط، أعتبرها شقيقتي كما أنتَ تفعل معها"
ارتفع حاجبيّ كاي وبسرعة رفعَ وجهه ناظرََا إليه نظرة ' حقََا؟ ألستَ معجب؟ '
ودون أن يسأل أومئ تشين بإبتسامة القطّ التي لطالما اشتهر بها منذُ الصغر
" حسنََا لا تظهر أمامها شيئََا، فهي حذّرتني من التفوّه بشئ لك"
قوّس تشين فمه للأسفل وأومئ بتفهّم وكأنه يقول 'لا مشكلة، لن يُشكّل ذلك فرقََا'
ولكنه تفاجئ حينمَا عادَت الحيوية لكاي بعدما كان مُنطفئ وقليل الحديث على غير عادَته
.

بُــولارِيــسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن