كَابُوسٍ وعَودة ؟

23 1 0
                                    

الثَالِث عَشر مِن فِبراير ، الساعة ١٢:٢٨ ...
وبعد مرور خمسة سنين !

------------------
مُكون مِن أَلفٌ و مئة وأربعة كَلمة ♡.
------------------

ولأنَّ البَحر يستهوي أُولئِك الذين يحملونَ في قلبهم أمواجاً ، كُنت أجلسُ هُناك بِمفردي

حيثُ أصواتَ إرتطامِ البحرُ بِبعضهِ كُل ما يُسمع في دِماغي ،
حيثُ أصواتَ العصافير وقتُ غروب الشَمسِ وإبتهاجُ دُجى الليل باتَ يظهرُ بالأرجاءِ ،
حيثُ المكان الذي إعتدتُ على مُحاكاتهِ منذُ خمسة سنين ، أنا هُنا أجلس .








أَنا الآن فِي مرحلَتي الأُولى مِن تخصُصي الذي كُنت أحلمُ بالدخول إليه ، أعيشُ حياتي كما أَردتُ من قبل ،
أردتُ أن أعيشَ حياةً هادئة وها أنا أفعل ، حيثُ لايُوجد من يعترضُ على ذلك .

أردتُ أن أكون في مكان لَم يسبق لأحد أن يكون فيهِ وأنا كذلكَ الآن .

أردتُ أشياءاً كثيرة وأنا حصلتُ عليها واحِدة تلوَ الأُخرى ، حصلتُ على كُل مايُسعِدُني في الأَونة الأخيرة .










لَم يأتي شيئاً دُون تعبٍ ، أنا وأذكُر كيف كُنت قبل خمسِ سنين التي عِشتُها بظلامِ لا ضوءَ بعدهِ ، حيثُ كان طريقاً طويلاً مشيتُ بهِ حتى ظننتُ أنَّ الرُشد الذي أتبعّهُ ضَلالُ ، طريقُ طويلُ لا شُعور فيهِ سوى شعُور عدم الإنتماء لأي مكان تلجأُ إليهِ ، حيثُ أنكَ تميلُ ظهرُكَ إِعوجاجاً مُتكئاً على ركبتيكَ تنهجُ من هَول صَدماتكَ ، من هَول الندباتِ التي إبتلعتَها ،
لاشعُور سوى أنك بالمكان الخطأ ولا يُمكنكَ البوح بِما يُعيقُ تنفسُكَ ، سنتينِ من الآلام التي تحملتُها وكأني أحملُ بيديّ مشرطُ بقوةٍ وأخافُ أن أَجرحني ، لا يُمكن لأحد تخيُّل ماعانيتهُ ولا يُمكن لأحد تحمُلهُ .











أتذكرُ تِلك الأيام وكأنها حدثت يوم أمس ، أنا أتذكُر كُل شيء بِحذافيرهُ ، لا يُمكن لِشخصٍ مثلي يُقدسُ الذكريات الجميلة منها والسيئة أنا ينسى ما رُسّخَ في دماغهِ من أوجاعٍ أفقدتهُ نفسهُ .

[ مع ذلكَ ، ثمةُ شيءٍ مفقودُ من ذاكِرتي ، أنا أفتقدُ جزءاً كبيراً من تلكَ الأيام أجهلهُ ،
كيفَ ومتى ؟ أنا لا أعلم ،
كُل ما أعلمهُ أني لا أذكُر جزئيةً من تلكَ السنين التي عصفت بِي ، جزئيةً رُبما كانت خيالية غيرُ حقيقية ! ]
.
.
.










جُزء من ذاكِرتي يجعلُني تائهةُ مُرتجفة لا أقوى على تذكرهُ ، جُزء جعلني خائفةً لَيس ليوم أو شهرٍ ، بَل لِخمسِ سنين مُتتالية وما لا أعلمهُ هو أن يبقى مُستمرُ هذا الجُزء لِمماتي ، يبقى يُعيدُني لِنقطة البِداية ، كُلما ظننتُ بأني أنهيتُهُ أنهاني ...











أو رُبما كان عليّ أن أعلمُ بأني شخصاً لا يُمكنهُ تخطي مَن يمرُ بحياتهِ أبداً ، أنا لا أنسى شيئاً أبداً فما بالِكَ بِشخصٍ ؟!






وَهمWhere stories live. Discover now