الفصل الأول

43 2 11
                                    

يوم ممطر، تختفي فيه أشعة شمس فقط سماء سوداء تلبدتها الغيوم شديدة سواد،  في هذا الجو القاتم، يظهرت كائنات غريبة لا لها هيئات بشرية ولا لها ظلال.  أهي تركض أو تطير سرعتهم تفوق البشر بأضعاف. انتقلوا  إلى منزل قديم، مخترقين جدرانه كاأنها غير موجودة ، ليسمعوا صوت تلاوة القرآن الكريم يتردد من داخله، رجل في السبعينيات من عمره تطغى على ملامحه الكبر، خاشعه في صلاته موسى كان يتلو آيات قرآنية، من سورة البقرة وبتحديد آية الكرسي بصوت جهوري يملأ المكان خشوعاً وجلالاً، تعجز عنها
النفوس تستمع لها تلك مخلوقات

وهي تتشكل ببطئ إلى هيئات بشرية، حتى وقفت خلف الرجل  في صفوف منتظمة،  هو الذي قد سجده سجدته الثانية ورفع رأسه ،  قد تردد خلفه بصوت جماعي

" الله أكبر ".

فالبيت الذي قد بدا خاليا توجدته مخلوقات من نوع اخرى من العباد أولئك الذي يروننا من حيث لا نرهم، كانت تلك مخلوقات الجنية عددهم 5 على الهيئة بشرية، 4 ذكور في صفوف لصلاة خلف موسى و خلفهم وإنثى بثياب الصلاة. يصلي بهم موسى مكمل صلاته، ولا له من تعبيرات رعباً ولا خوف بل متخشعا في صلاته بعد إكمله، إستدار موسى يبحث بيديه الا إن تمد له عصا ليمسكها ويقول*

موسى بصوت هادئ : رضي الله عنك يابني فاأنا لست إلى أعور ولي أولادي أحبتي.

ليجيبه ذاك النفر من الجن، آسف يا أباتي، لم أجد الزنجبيل في أي مكان قريب هنا. لقد أسرعت لصلاة العشاء معك، وسأذهب غدًا إن شاء الله للبحث عنه. والآن سوف أطلب من أمي غلي الماء والقرفة لتخفيف آلام المفاصلك.

موسى: رضى الله عنك ياهود اين اخوك مشعل و رسلان وغبيث؟

سرعان ما قفز مشعل يقبيل يد موسى ليحنحن رسلان ويضع غبيث يده على كتف أبيه للإثبث عن وجودهم .

موسى: إذهب وتناول العشاء انت وأخواتكم و أمك العثراء سأجلس لقراءة آيات من القرآن الكريم وآتي.

تم توجه وهو يتحسس بالعصا الأرض، ليتحرك لصالة ويجلس على كرسيه ويتحسس طاولة هي الاخرة باحث عن كتاب الله. وبمجرد امسكه وتحسسه له، بدأت ذكريات من الماضي تتسلل لخياله ليسند جسده كامل على الكرسيه ليترك ذكريات تسحبه لأعماقها.

لنتسلل معه لذكريات موسى

قبل 49 سنة(أو العام ولعنة الأعور كما يقول البعض)

جماعة من رجال تجتمع في مقبرة، يتحدثون بينهم بصوت خافت، ربما خوف او بالأصح مراعاة اللأموات أو بمشاعر من قد كانت عليه أنظارهم، شاب بصير ذو ال16 عشر نحيل البنية كان وسيم الملامح معتنق قبرً، كاتم لشهقاته، إلا أن عينيه كانت كاسماء ممطرة أخذت البكاء لغة للحزن.

رجل منهم:توفي اليوم أخر نفر من عائلته الملعونة.

الرجل لآخر :لا نفع من ذكرى الموتى بالسوء إلا تخفيف لذنوبهم ، وماأنت قائلاً هذا، عائلة؟ ملعونة؟مابالك بهذا الكلام ياحسن.

حسن(بنبرة اشبه بسخرية): ياعمير أأنت فقد لعقلك لم تسمع قطً شائعات هذه العائلة الملعونة.

"عمير": آي شائعات هذه.

حسن بسخرية":ياأبله انت حقا لا تعرف قبيلة العرجاء.

عمير:قبيلة! عرجاء؟ ماهذه الآلغاز ترميها علي انت حقا لا تتركاً لي مجال الاستيعابية كل هذا.

حسن الذي قد بدأ يضحك ضحكته ساخرة إلا أن حنحن عمير كاآشارة منه لمن معه بصمت، بعد رأيته للبصير يتحسس بعصاه الأرضية ولا وعي له بما حوله، فقط دموع قد رسمة خط مستقيم على خديه، يمر بجانبهم متجاهلاً بلا أي كلمة، ينطق عمير كسر ذالك صمت وهو يزال مستغرب بما قاله حسن.

عمير:م م موسى أين أنت ذاهب ولا مقترن بك يساعدك( نغزه حسين حتى يسكت)"..

أما موسى قد أكمل طريقه متجاهل لما قال، ومن يلوم شخص أخر نفر له من عائلته مات اليوم، كان مشغول البال مع أبوه الميت الذي عاش حياته يدعي ناس خيراً ويدعونه خبثاً وحقد ، ظنً من لعقولهم أنفسهم عزرائيل ليبقضو أرواح عائلته بحقدهم وخبثهم كاإشبع برغباتهم المصدق للأوهام
فجاءة صرخ حسن بغضب
"ياأيها أعور غادر قبيلتنا بااسرع وقت او مت من يهتم، فقط إنقلع من قبيلتنا لتنتهي لعنتكم وونحسها علينا، لقد شلت قبيلتنا بنحسكم وطفح كيلاً منكم"..

كان موسى قد توقف مصغىِ لكلامه إلا أن ينتهي من خبثه ويستمر بعدها في مشيه، بِغَص كاتم لما قد جر دموعه تفيض، ورجع يتحسس الأرض بالعصا، تاركًا حسن وذريعته متوجه ومتوجعٌ لبيته والأرض يحسها شوكًا، مفكرٍ لما سَمع عازم و حازمًا على المغادرة حتى و هو لا بصيرة له ولا معين به.
و حتى وإن هم لم يكن في علمهم بانه من كان يزيح عنهم القحط بزهده ويأتيهم الغيث من الله رحمتا به، و مُنْ بعد خروجه منهم سيولي عليهم سنوات الجوع ، لكن ما إن يخرج منهم حتى تحلت عليهم لعنة الأعور ويختفي نوره عنهم، لا زال حسن يثرثر سمً ليسكته عمير بتعبير اشبه بالغضب بقوله.

عمير: إخرس ياقبيح اللسان وشرح لي ماقلت عن اللعنة وقبيلة العرجاء، ياآبن ساعر.

بتسم حسن بتسمت جانبية وقال:
حكاية طويلة لم يسبق لها ان حِكت بدون مقابل.

أجابه عمير بقوله:" لك مني 10 قطع نقدية وأفرغ مافي جعبتك ياأبن ساعر."

حسن متسع الأعيون: لي مالي ولك مبتغاك .

ومع إنتهاء اخر كلمة له رمى عمير كيس نقوذه لوجهه معبراً عن إستيئه, قائل" لك مالك، هات مافي جعبتك الأن.
وتتساءل عيون عمير مإذا كان سيروي لهم هذه القصة العجيبة، أم أنه سيبقى موسى وعلاقته بتالك القبيلة غامضة، يحمل ماضياً غامضاً وحاضراً غريباً
بداء حسن يتمتم بكلامات ويدخل بعدها في قص عليهم حكاية قبيلة العرجاء أو لعنتها كما يقال.....

قبيلة الأعور🥀حيث تعيش القصص. اكتشف الآن