الأول.

321 41 37
                                    

فتَودُّ لو تبكي وما مِنْ أدمُعٍ
‏وتظَلُّ مُختَنِقَاً وما مِن خانقِ!

_____________________

هناك أحلامٌ تتحول فجأة، دون إرادة منكَ لا تعلم إن كان التحول لكَ أم عليكَ ولكن تسعد بهِ، قلبكَ يتطاير وأنتَ لا تعلم إن هذا صحيحًا أم لا!

______________________

استيقظت اليوم بنشاطٍ وهناك ابتسامة تعلو وجهها _على غير عادتها في الفترة السابقة_
وهذا لسببٍ يبدو غريب بعض الشيء، ولكنه وأخيرًا بعد فترةِ غياب قام بزيارتها في الحلم! ذلك الرجل الذي لم تتذكر ملامحها لمرةٍ واحدة فقط كل ما تتذكره هو طريقته اللطيفة معها، أمِن الممكن أنه قام بزيارتها أمس لأنها كانت تبكي ليلًا قبل أن تنام!

أول ما قامت به هو أنها سحبت دفترها الذي كُتِبَ عليه عنوان بالخط المُزخرف "إلىٰ المجهول خاصتي"
فتحته وبدأت بالكتابة بخطٍ مُنمق جميل
"للمرة التي لا أعلم عددها أكتبُ لكَ علىٰ أملٍ أن تكون حقيقة في يومٍ مِن الأيام وتقرأ تلكَ الكلمات....
أردتُ أن أشكركَ لأنكَ جئت بالأمسِ وأحضرتَ لي تلكَ الزهور الجميلة، كنتُ بحاجةٍ لذلك"

انتهت من الكتابة وأغلق الدفتر ثم توجهت ناحية المرحاض وفي طريقها نظرت لغرفة والديها الفارغة قبل أن تبتسم بألمٍ ينهش روحها لفراقهما، أبعدت نظرها عن الغرفة عندما شعرت بتلك الدموع التي ملأت عينيها رغمًا عنها.

دلفت المرحاض وقامت بغسل وجهها وهي تتأمل ملامحها في المرآة قبل أن تحدث نفسها قائلة:
_ها أنتِ يا "هـيفين" تفقدين رونقكِ كلما فات الوقت...إلى متى أخبريني!!

دائمًا ما كانت الوحدة تزعجها وخاصةً أنها وحيدة بلا إخوة ولكن فُرِضَت عليها الآن تلك الـ"هـيفين" صاحبة الخمس وعشرين عام، وذات الأعيُن البلورية كما كانوا يطلقون عليها في الجامعة، قبل أن تتخرج وتصبح معلمة لغة فرنسية في إحدى المدارس الكبيرة.

تجهزت سريعًا مُرتدية ملابس كلاسيكية كما تُحِب مُكوّنة من قميص حريري باللون الأبيض فوقه سترة باللون الأسود وبنطال باللون ذاته ثم اتجهت لعملها مُتمنية ألّا تقابل ذلك الشخص الذي تفكر به حتى يصبح يومها لطيفًا.

عندما وصلت المدرسة اتجهت إلى المكتب الذي يجلس به جميع المعلمون ووضعت الأشياء الخاصة بها على المكتب قبل أن تجلس وتراجع الجدول الخاص بها اليوم

كادت أن تتحرك ولكنها شعرت بمن يملأ الفراغ بجانبها فدحرجت عينيها بمللٍ وهي تحدث نفسها بسخطٍ أن أمنيتها لم تتحقق وقابلت ذلك الشخص الـ...اللزج وقبل أن تنطق وجدته يتحدث قائلًا بنبرةٍ هادئة:
_كيف حالكِ "هـيفـين"؟

العـالم الآخر✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن