الثاني.

173 37 43
                                    

أهواكَ سرًا، والجِهارُ هواكَ
وأراكَ حُلْمًا إنْ أفقتُ أراكَ
أعلنتُ حُبِّي أو كتمتُ مشاعري
مفضوحةٌ عينايَ إذ ألقاكَ!

________________________

بعد فترة فشلت في تحديدها فتحت عينيها وملامحها منعقدة بألمٍ اجتاح رأسها لتجد نفسها في مكانٍ واسع تجهله يغلب عليه اللون الأسود ومنمق للغاية، كادت أن تتحرك لتكتشف أين هي ولكنها تفاجئت بذلك الشخص النائم على مقعد قريب بعض الشيء من الفراش مرجعًا رأسه للخلف عاقدًا ذراعيه الضخمة أمام صدره

اقتربت منه وهي تسير على أطراف أصابعها حتى لا تتسبب في أي صوت وهي تنظر له من الأعلى ولملامحه الرجولية الحادة وتلك الخصلة البيضاء التي تتقدم شعره الفحمي اللامع

عقدت حاجبيها بتعجبٍ وهي تحاول أن تتذكر أين رأته من قبل ولكنها سمعت صوته صاحب البحة المختلفة يقول:
_يروقني تأملكِ لي...يكفي أنني ظللتُ أتأملكِ الليل كله

انتفضت عائدة للخلف عندما واجهت زرقاواتيه، بينما هو اعتدل واقفًا ثم عدل خصلاته التي وقعت على وجهه محدثًا نفسه بنبرةٍ خافتة:
_يجب عليَّ قص شعري لقد أصبح طويلًا في الفترةِ الأخيرة

أنهى حديثه ثم اقترب منها ببطءٍ وهي تتراجع للوراء بخوفٍ حتى تحدثت بنبرةٍ مهتزة قائلة:
_من أنتَ؟؟ وماذا تريد مني؟

نظر لها نظرات لم تستطع فهمها قبل أن تجده ينحني أمامها قليلًا كأنه يحييها أثناء قوله:
_"آذِر أبـراهام" ملك السحرة يرحب بكِ "هـيفين"

اتسعت عينيها بهلعٍ مرددة ما قاله:
_ملك السحرة!! كيف هذا؟ وهل هناك سحرة في هذا الزمن من الأساس؟

اعتدل "آذِر" في وقفته مجيبًا إياها بنبرةٍ هادئة وعلى فمهِ ابتسامة صغيرة:
_عزيزتي هناك عالمٌ آخر لا يعلم عنه أحد...وأنتِ هنا في العالم الآخر

رافق إنهائه لحديثه فقدانها للوعي من صدمتها مما قاله، فزفر "آذِر" بهدوءٍ ثم حملها برفقٍ ووضعها مرة أخرى على الفراش ولكن هذه المرة جلس بجانبها وظل يلعب في خصلاتها بلطفٍ _لا يراه أحد_

بعد قليل شعر بمن يضع يده على كتفه ويقول بنبرةٍ هادئة:
_أمازالت نائمة منذ أن أتيت بها؟؟

التفت "آذِر" مجيبًا بقوله الذي أظهر ضيقه:
_لا يا "لـيزا" لقد استيقظت وتحدثت معها قليلًا ولكن عندما علمت أنها أصبحت في عالم آخر فقدت وعيها دون أن تجيب حتى

ربتت "لـيزا" على كتفهِ قائلة:
_لا تقلق سـتستيقظ قريبًا...هل تحبها لهذا الحد؟؟

العـالم الآخر✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن