الفصل الثاني

36 7 0
                                    

في المنزل، خلعت "ليانغ لين" نظارتها وأعادتها إلى علبتها وألقتها في الدرج.

لم يعمل لم الشمل هذا إلا على زيادة قلقها  من هذا الوضع برمته.
  
لقد مرت بالفعل ثلاث سنوات. ما الذي لا تزال تنتظره بحق ؟ تضيع سنوات من حياتها على إعجاب سخيف؟

لنكن واقعيين هنا، لا بد أن يلتقيا مرارًا و تكرارًا، لكن..، هو  يعيش حياته دون اكتراث بينما هي مجروحة و منزعجة.

لقد حان الوقت أخيرًا للتخلي عن هذا الإعجاب السري. على أي حال، الحب مجرد حالة من المشاعر المؤقتة .
  
بدا أن ليانغ لين أرادت أن تثبت أنها قادرة على التخلص منه، فبدأت تهرول حول منزلها وتمد ذراعيها وتحرك ساقيها لتساعدها على الإسترخاء .

وبينما كانت تمارس الرياضة، فكرت فجأة أن عليها أيضًا التخلص من الهدايا التي تبادلاها في يوم تخرجهما. سيساعدها هذا بالتأكيد على التخلص من تلك المشاعر المرهقة التي تعيقها.
  
ركضت إلى الخزانة الكبيرة و فتشت في الدرج بحثًا عن ذلك الدفتر.

عندما تخرجت من الكلية، أعطته قلمًا و أعطاها دفتر ملاحظات.

ماذا عن شياو تينغ؟ ماذا أهدى كل منهما الآخر؟ لم تستطع أن تتذكر.

لمست غلاف الدفتر ببعض العاطفة؛ لم تفتح الدفتر أبدًا لأنها كانت مترددة في استخدامه. كان ثميناً جداً.
  
جلست على الأرض ووضعت الدفتر في حضنها ونظرت إليه كالعادة. كانت هناك قطة صغيرة على الغلاف، تحمل كرة من الصوف بابتسامة لطيفة، كانت رائعة للغاية.

لمست رأس القطة وقالت وداعًا في قلبها. ثم رفعت يدها و ألقت بالكتاب في سلة المهملات بضجة كبيرة.

نهضت بحزم وذهبت للاستحمام.

بعد الاستحمام، ذهبت إلى المطبخ لإعداد وجبة طعام لنفسها. تناولت وجبتها، وانتهت من تنظيف الأطباق ثم جلست على الأريكة لمشاهدة التلفاز، ومع ذلك، لم تكن منتبهة لما يعرض هناك وكان رأسها مليئًا بأفكارها عنه.
  
تذكرت كيف كان شكله اليوم.

كان طويل القامة بكتفين عريضتين، يرتدي قميصاً أبيض،  و طلته الرقيقة الدافئة المعتادة. كانت ابتسامته تمنحها دائمًا شعورًا لطيفًا للغاية، وحتى بعد مرور سنوات عديدة، لم يتغير هذا الشعور.
  
"آه..." هزّت ليانغ لين رأسها بقوة.

اتضح أنه حتى بعد خلعها النظارات ورمي دفتر الملاحظات، لم تستطع نسيانه. لقد فكرت فيه عندما كانت تستحم، وعندما كانت تطبخ، وعندما كانت تغسل الأطباق؛ كما أنها افتقدته كثيرًا.

... شعرت ليانغ لين بالضيق، كانت مريضة حقًا!
  
عادت مسرعة إلى غرفتها، والتقطت دفتر الملاحظات من سلة المهملات، وقررت أن تكتب مشاعرها لتصفية ذهنها قليلاً ثم تحرق الكتاب، معتقدة أن هذه ستكون طريقة أكثر فعالية لإنهاء الأمور بشكل نهائي.
  
أضاءت المصباح، والتقطت قلمًا، وقلبت الصفحة الأولى من الدفتر، ثم تجمدت في مكانها.
  
في تلك الصفحة، كان هناك الكثير من الأحرف المكتوبة بطريقة صحيحة، وبخط يدوي قوي بدا مألوفًا للغاية.

ومن خلال هذه الكلمات، استطاعت أن تتخيل كيف كانت أصابعه الطويلة النظيفة تمسك بالقلم.
  
"ليانغ لين، لقد كنت أفكر في كيفية كتابة هذه الرسالة إليك منذ وقت طويل. لقد رأيتك ترفضين رسائل الحب التي تأتي لك . أنا لا أجرؤ على كتابتها على ورقة الرسائل  و تمريرها لكِ لأنني أخشى أن تضيع منك. أعلم أنك تحبين جمع الدفاتر الجميلة. لذلك فكرت أنني إذا وضعت مشاعري في هذا الدفتر، فقد تكون هناك فرصة لوصولها إليك."
  
ظلت ليانغ لين ساكنة،  كيف يمكن أن يكون ذلك ممكنًا؟

كانت هنا في الواقع رسالة اعتراف، وكانت رسالة اعترافه لها. هو لم يقلها، وهي لم تقرأها. في البداية، بكت شياو تينغ و قالت إنه رفضها.

لم تعرف ليانغ لين كيف تواسيها. لم تجرؤ على القول بأنها كانت تكن له نفس المشاعر تجاهه. هي لم تعترف، وهو لم يقل شيئًا، لذا فقد افتقد كل منهما الآخر لمدة ثلاث سنوات؟
  
لم تستطع ليانغ لين أن تصف المشاعر التي في قلبها الآن. لقد شعرت حقًا بالرغبة في البكاء.

داعبت خط يده واستمرت في قراءة "أعلم أن شياو تينغ صديقتك العزيزة . لا أريد أن أجعلكِ تشعرين بعدم الارتياح. أخشى أن يتم رفضي بسبب علاقتك بها. والآن بعد أن تخرجنا وما زلت معجبة بك، هل يمكنك أن تقبليني؟

شعرت ليانغ لين أن هذه الكلمات اخترقت قلبها. بالطبع كانت ستوافق. كانت ستشعر بسعادة غامرة، ولكن بعد مرور ثلاث سنوات بالفعل...

Fate / القدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن