𝐅𝐥𝐨𝐰𝐞𝐫: 𝟖

105 8 7
                                    

بِاسـمِ اللّه الرّحمَــان الرحِـيم

---

الفصـل الثّامِن
استَـمتعوا أعِــزائي ᥫ᭡
.
.
.
.

---

تَركُضُ بِجسَدِها الخَائِفِ بَينَ شُجيراتِ تِلكَ الغَابَة الّتِي تَلتَهِمُ النّارُ كُلّ جُزءٍ فِيها و بِقدمَيها الحَافيَتانِ تَلسَعُهُما النّيران، تارِكَةً خَلفَها صُراخَ خالَتيها باسمِها فخَافِقُها يَبحَثُ عَن وَثينِه، لا يَكتَرِثُ لِحَجمِ الخَطَرِ الذِي هُوَ فِيه

كُلُّ ما كَانَ يَجولِ في بَالِ روز فِي تلك اللحظَة، هُو جُونغكوك، كُلّ حَواسّها تَبحَثُ عَنه، تُحاوِلُ طَردَ تِلكَ الأفكارِ السيّئةِ الّتي تُهاجِمُ عَقلَها

"جونغكُوك أينَ أنت؟.. أرجُوك كُن بِخَيرٍ
حَتّى أجِدَك؟ "

هَذا مَا تُردّدُ قَولَهُ كُلّ مَرّةٍ،
وَ بِدُموعِها السـاقِطَةِ بِغَزارَةٍ فَوقَ خَدّيها المُحمَرّينَ مَن الحَرارَة النَاتِجَةِ عَن النار تَركُضُ و تَبحَثُ بعَيناها عَنه، تتُوقُ لرُؤيَتِه لتطَمَئِنَّ أنّهُ بِخَير

وَ أخيراً وَجَدَته.. لَكِن لَيسَ كَما كَانت تتَمَنّى

كَان غائِباً عَنِ الوَعي فِي وَسطِ بِركةٍ من دَماءه يَئِنُّ ألَماً، أَمامَ مَنزَلِه المُشتَعِل

"جُونغكوك... جونغكُوك أجِبنَي أَرجُوك،
مَن فَعَل هَذا لَك؟ "

صَرَخت ببُكاءٍ شَدِيدٍ باسمِهِ حينَما رَأَته، فَرَكَضَت نَحوَهُ لتَجثُو عَلى الأَرضِ واضِعَةً رَأسَهُ فَوقَ فَخِذَها
تَضرِبُ وَجنَتَهُ عَلّهُ يَفتَحُ عَيناهُ وَ يَستَجيبَ لِنداءِ خافِقِها المُتَألّمِ

وَ أَخيراً استَجابَ لها

"ر.. وز... ل.. ما أَتيتِ؟ ه.. ذا المَكانُ... فِيهِ خَطرٌ عَليكِ.. انتِ مَريضةٌ أساساً .. أَرج..وكِ اذهَبي"

قَاوَمَ ألَمَهُ لتّحَدّثِ مَعَها
حَثّها عَلى الذّهاب خَوفا عَلَيها مَن أن يُصيبَها مَكرُوه، لِكنّ قَلبَهُ يُريدُها و بِشِدّة، هِي أَمانُهُ في تِلكَ اللّحظَة وَ في كُلّ تلكَ اللّحظَات

وَجهُهُ مَليئٌ بِعلامَاتِ التّعب، كَأَنّما كَانَ يُصارِعُ ألَمَه إلى حينِ أن تَأتِيَ إلَيه و يَطمَئنّا على بَعضِهِما

𝐌𝐀𝐑𝐆𝐀𝐑𝐈𝐓𝐊𝐀: 𝐖𝐡𝐢𝐭𝐞 𝐅𝐥𝐨𝐰𝐞𝐫. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن