الفصل الاول " الدعاء "

20 3 2
                                    

بداية كل صباح اعتيادي، شرب شاي كالورد الأحمر الغامق .
لا ... بالمعتم المر ، لما شاي يوم مر عن غير اعتياد ،كأن من صنعه يمقتني .
...
كم اود صراخ عليها حتى كل من في القصر يسمعني ... لكن حنجرتي مع هذه مرارة تجعلني اختنق .
هل سيكون يومي حافلا بعد كوب شاي هذا .
وقفت وقرعت الجرس منزعجة قائلة :
(أوسانا ) لما شاي الصباح مرا !!
هل تريد ِ مني تقيؤه .
"ستحني رأسها تتأسف خوفا مني كعادتها  "

- انا اسفة انستي يبدو أني غليت شاي كثيرا حتى اصبح مراً .
...
يا إلهي إن اعذارهم لا تنتهي وكأنها حلقة في اذانهم تتكرر كلما رأوني غاضبة .

...

كأبنة دوق (فابيان لاسيردا )، انا ( ليندا لاسيردا ) اقضي وقتي محظوظة، لا اتعب نفسي واستمتع والهو بمال ابي وقوة لقبي .
ليس هناك ما يضايقني .
لكن رغم رفاهية حياتي الا اني أشعر أني ناقصة رغم كمالي ، ولا ادراك لي بما ينقصني .
في حياتي حيث اعيش مع والدي و اخي الأكبر، انا الاكثر حظا بين نساء المملكة حيث أن والدي رجلاً منفتحة ولم يجبرني على شئ ، لا زواج ولا عمل، باقيةً استمتع بمكانته بكل انواعها من الرفاهية.
...
لكن اعلم ان والدي هو الاكثر انفتحاً من رجال الأرض الجاهلين ، هو الاكثر بينهم تديناً، حيث يذهب للمعبد كل أسبوع، وبنى قصره قريباً منه .
اتذكر جيدا كيف كان سعيداً بقصره القريب من المعبد ، كأنه وجد كهف ذهبٍ، وليس معبدا ً.
انا لم أفهم والدي ولن افهمه، تفكير في هذا يزعج رأسي الثقيل .
...

"في قاعة الطعام لتناول الغداء "

أخبرني والدي بطلبه الاول في حياتي قائلاً :
- ابنتي الغالية (ليندا )  تحدثت مع أخاك عن ذهابي هذا الاسبوع للمعبد واخبرني انه سيأتي معي لدعاء ، هل ستأتي ابنتي معنا ،حيث انك لم تذهبي للمعبد من قبل .

قلها وكأنه يعرف رفضي ، لما اذهب؟ لست مهتمة، يمكنني دعاء في غرفتي، لكن إلحاح والدي كان قوية ، حيث اتفق اخي معه قائلاً انها ستكون تجربة جديدة لك .

اعتقدت انه ليس جيداً رفض الحاحهم علي ، لم أعلم لكنه في داخل قلبي  فجوة كبيرة ، كبيرة لتتسع لمياه البحار بأكملها ، لذا لم أستطع رفض قلبي قبل والدي.
لذا اجبت عليهم  قائلةً :

مرة واحدة... واحدة فقط لن اضيع كل وقتي هناك ابي .
لكنها لم تكن مرة واحدة فقط بل مراتٍ عديدة .

بدت السعادة في وجه ابي كبيرة، وانا لا الومه... كنت سيئة الطباع حادة المزاج كثيرة الصراخ ، موافقتي على هذا كان انجازاً له .

...

( بعد الغداء في غرفة ليندا )

في غرفتي في ليل القاتم بدأت بتفكير بأفكار  وجدانية طفولية ومنها: لما سأذهب؟ ... لمن سأدعي؟ ولماذا ادعي؟ ولم شخص مثل عقلية والدي مهتم ؟ ماذا سأنتج من ذهابي ؟.

تفكير الكثير اخذني الا احلام سوداء تدور في حلقات ... تدور وتدور وتدور  ... ولم تقف عن الدوران حتى استيقظت منها فارغة العقل والقلب ، لم أعرف إذ كان كابوساً أو حلماً اسود كإغماض عيني فقط .
لكني علمت في قلبي ان رحلتي مع والدي ستكون الاكثر مللاً في حياتي .

والاكثر تغيراً على قلبي .

MIRABELLE \ ميرابيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن