الفصل الثاني " القديس "

16 1 0
                                    

مع اهتزاز العربة وصهيل الخيول ، في طريقي إلى المعبد الذي لا يبعد عني اياماً ، ووالدي الذي كلما التقت أعيننا أرى في وجهه الفخر وسعادة، اخي الذي لم تكف اعينه عن النظر خارج العربة متأملاً بخضرة الطريق ، حيث كنت اكمل تفكيري الذي انقطع مع انقطاع احلام ليلة امس متسألة بها ابي :

- بمذا ستدعو يا والدي ؟

أجاب والدي وفي نظراته ثقة قائلاً :
- لايجب ان تعرفي بمذا سيدعو ناس، إن دعاء سرٌ لا يعرفه إلا الإله عزيزتي ... فكري فيما تريده وقوليه في قلبك ... وستعرفي لمذا نخفيه .

كلام والدي فتح لي افقاً جديداً، حيث بدأت افكر واكرر بما اريد ،لكن سرعان ما بدأت رؤيتي تسود وغيرت ما افكر لأنس سواد عقلي وفراغ رأسي.

...


ولازلنا في طريق الممهد وقلت اهتزازة العربة التي كانت تأرجح دماغي ، حاولت مراجعة معلوماتي عن معبد لكي لا أكون جاهلةً وسط علوم من حولي ، لكن كان هروبي من حصص دراسة عوناً لجهلي هذا، لكني اتذكر القليل، اعتقد ان للمعبد شخصاً في قمته يرأسه ... بماذا كان يسمى ... لكن سرعان ما قاطع اخي تفكري قائلاً إجابة عقلي :

- والدي هل القديس "ميرابيل " متواجد في المعبد ؟

حيث اجابه والدي قائلاً:
- من حظنا انه متواجد اليوم، لهذا سبب قررت رفقتكما معي لأخذ افضل تجربة لزيارة المعبد .
...

بالطبع لم أفهم كلام والدي لذا تجاهلت حديثهما، لأتأمل الطريق المزروع ببساط أخضر، رغم ان طريق للمبعد قصير إلا أن تفكيري زاده طولاً.

...

توقفت العربة وانا أشعر بصداع من اهتزازها، حيث مد أخي يده لينزلني منها، مع رؤيتي ضبابية لمحت الكثير من الناس ترحب بنا والابتسامة في وجههم.

- مرحبا بعائله (لاسيردا) لم اتوقع ان تشرفنا العائلة كاملة.

كان رجل كبير في سن استقبلنا مع تحياتِ لنا، عند دخولي المعبد رأيتُ تصميم و تفاصيل البارزة، تصميم يجعلني ادور في مكاني اتأمل كل زاوية منه كان من صممه يريد اذهلنا به.
كانت نافذات في كل جدار تتخلل منها اشعة غروب الشمس حيث كان كل شئ واضحاً بدون أضواء الشموع ونيران المدافئ.

مع علامات وجهي المندهش حيث وجهَ ابي نظرات الاستغراب لي من بعيد، لأجد نفسي مازلت واقفة امام الباب وبقية استبقوني، ركضت ببطئ كي لا يسمع احد قرع حذائي العالي .

مع شرح الراهب للمكان وتاريخ العريق الطويل للمبعد أخبرنا:
- القديس (مرابيل) انه سيكون مشرف عليكم اليوم ... لذا امل من سيدي ان يدخل للقديس خلف الستار الأسود للمنصة التي يقف بها .
...
دخل والدي ليصلي حيث لم ياخذ وقته وخرج وسرعان ما ذهب اخي خلف الستار لأخذ دوره، كنت اتسائل ما وضع هذا ستار هل خصوصية بهذه الأهمية في معبد ... اخذ اخي وقتاً طويلا عكس والدي ولما خرج أخبرني انه دوري.

MIRABELLE \ ميرابيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن