الفصل الثاني:عهد الذكريات

132 9 3
                                    

## الفصل الثاني:

غمرت الغيوم السوداء سماء الليل، تاركة العالم يغرق في ظلام قاتم، مثل صورة مرئية تعكس حالة ساتورو النفسية. بين زوايا الغرفة الهادئة، كانت الذكريات تتأرجح كالمد والجزر، محاولة السيطرة على عواطفه المتقلبة.

**ساتورو:** (متأملاً في الظلام) كيف أستمر؟ كيف يمكنني أن أعيش دون يومي؟

صدى أسئلته يتلاشى في الظلام، وسط هذا الصمت المطبق يتأرجح بين لحظات اليأس والاستسلام. لكن يتعالى صوت طفلته البريء، مُضيءًا له نورًا خافتًا في تلك الظلمة الكئيبة.

**ساتورو:** (بصوت هامس) يا لها من نعمة... صوتك يجعلني أشعر بالأمل مرة أخرى.

تتجدد الحياة في داخله مع كل ضحكة صغيرة من ابنته، وتذكره بأن يومي لا تزال حاضرة بطريقة ما. تتسلل السعادة البسيطة بين الأنقاض الحزينة لذكرياتهما، تُضيء له طريقًا ضبابيًا في هذا الظلام العميق.

**ساتورو:** (بابتسامة خافتة) أنتِ الضوء في ظلمة حياتي، يا حبيبتي الصغيرة.

وبينما يواصل ساتورو رحلته في هذا الليل المظلم، يحمل في قلبه الأمل والحب لابنته، مستعدًا لمواجهة التحديات وتغلب على الصعاب، على الرغم من قسوة الواقع المرير.
مع انكسار أشعة الفجر على نافذة الغرفة، بدأت الحياة تستمد قوتها من جديد. بينما يوشك العالم على الاستيقاظ، يبقى ساتورو محاصرًا في عالمه الصغير، متأملاً في مستقبله المجهول ومستعدًا لمواجهة تحديات الحياة.

بينما يستعد ليوم جديد، يعانق ساتورو ابنته الصغيرة بحنان، يتبادلان الحنان والحب في لحظة صمت تعطيهما القوة لمواجهة ما هو آتٍ.

**ساتورو:** (بصوت هادئ) سنكون قويين، يا صغيرتي. سأكون دائمًا بجانبك، مهما حدث.

تتجاوز أصوات خطوات الحياة المتسارعة حواف الباب، وتعم الغرفة بالنور المشرق. يستعد ساتورو ليواجه العالم الخارجي بكل ثقة، يحمل في قلبه الحب والعزيمة ليكون والدًا رائعًا، حاملاً معه ذكريات يومي وروحها المليئة بالحب.

في لحظات هدوء الصباح، ووسط أنغام الحياة تتسلل الذكريات إلى عقل ساتورو، مثل الأشعة الضعيفة تخترق السحب الكثيفة. يسترجع لحظات جميلة قضاها مع يومي، حيث كانت السعادة تعم المكان وتملأ حياتهما بالمعنى والأمل.

**ساتورو:** (بصوت هادئ) يومي... كم كنتِ جزءًا لا يتجزأ من حياتي. كل لحظة معكِ كانت كنزًا لا يُقدّر بثمن.

تتزايد وتيرة الذكريات، وتنتشر في الغرفة كالشرارات المتطايرة، تعيد إلى ساتورو صورًا من ماضٍ مشرق، يتأمل فيها بشغف وحنين.

يتذكر أوقات السعادة البسيطة التي قضاها مع يومي، لحظات الضحك والدفء، وكيف كانت تلك اللحظات تجلب السلام والبهجة إلى قلبه. يتذكر ضحكاتها الدافئة وابتسامتها الساحرة، تلك الأشياء التي كانت تجعل الحياة تبدو أجمل بكثير.

مواجهة المصيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن