الفصل الثامن: الوجهة الأولى

18 1 0
                                    

**الفصل الثامن: الوجهة الأولى!**

استيقظ ساتورو باكرًا، مستعدًا لرحلته المقبلة. كانت هذه المرة الأولى التي يبتعد فيها عن ابنته الصغيرة، وكان الأمر أصعب مما كان يتصور. نظرت عينيه إلى الساعة، بينما كانت أشعة الشمس الأولى تتسلل عبر الستائر، مغمورةً الغرفة بألوان دافئة.

نهض بهدوء من السرير، محاولاً ألا يزعج يونا التي كانت نائمة بعمق. نظر إليها وهي مستلقية بهدوء، وابتسم بمرارة، متمنيًا أن تكون مغادرته قصيرة وسريعة. استدار ليتحرك نحو حقائبه، بينما كان قلبه يثقل بالقلق.

اتجه إلى الحمام ليأخذ حمامًا منعشًا، يحاول أن يتخلص من مشاعر التوتر والقلق التي كانت تملأ صدره.

استرخى ساتورو تحت مياه الدش الدافئة، وهو يتنفس بعمق، محاولًا التخلص من التوتر الذي يثقل صدره. اندفعت المياه بتدفق سلس على جسده، مما أضفى شعورًا بالراحة بعد ليلة مليئة بالقلق. بينما كانت المياه تتساقط على كتفيه، ارتسمت قطرات صغيرة على عضلاته المشدودة، تلمع كالجواهر تحت الضوء الخافت.

غسل شعره بلطف، وفرك جلده بالصابون برفق، مما جعل الرغوة تتشكل وتنتشر على جسده. ارتفعت بخار الماء حوله، مشكلاً سحابة دافئة تعزز شعور الاسترخاء. كانت المياه تدفئ جلده، وتخترق كل عضلة متوترة، تمنحه لحظات من الهدوء وسط الزحام الداخلي.

بينما كان يستحم، عكس مرآة الحمام صورة متقلبة تحت تأثير الضوء الدافئ، مما أضاف لمسة من الغموض والإثارة إلى المشهد. كانت أنفاسه تتسارع قليلاً مع حركة يديه على جسده، كأنه يحاول مسح آثار التوتر والقلق من كل زاوية.

مع كل حركة، كانت قطرات الماء تتناثر حوله، وتلامس جلدَه الرطب. أعطت تلك اللحظات شعوراً بالانتعاش، وكأن الماء يزيل كل مخاوفه، ويعطيه فرصة لبدء يومه بطاقة جديدة. أغمض عينيه قليلاً، مستمتعاً بالدفء والترطيب، وهو يراجع في ذهنه تفاصيل الرحلة القادمة، عازماً على العودة بسرعة إلى ابنته.

بعد انتهاء استحمامه، أدار ساتورو الحنفية ببطء، محجماً تدفق المياه المتساقطة. سحب بشكيرًا أبيض من رف الحمام، ولفه حول خصره، ليشعر بالراحة والانتعاش بعد الدش. تناثر بخار الماء من جسده المبلل وهو يتجه نحو غرفته.

دخل إلى الغرفة، ووقف لحظة عند النافذة، ينظر إلى الخارج، حيث بدأت الشمس في الصعود تدريجيًا. أخذ نفسًا عميقًا، ثم جلس على حافة السرير، مغمضًا عينيه قليلاً، وكأنما يستجمع أفكاره.

مسك هاتفه، وبدأ في البحث عن رقم سيلينا، مربية يونا. شعر ببعض التوتر وهو يضغط على الأزرار، محاولاً التركيز على الاتصال. بمجرد أن أتم الاتصال، انتظرت نغمة واحدة قبل أن ترد عليه بصوت هادئ وموثوق.

قال ساتورو بنبرة حازمة ولكن ودودة:

"مرحبا، سيلينا. أحتاج إلى مساعدتك. سأكون في طوكيو لبضعة أيام، وأريدك أن تعتني بيونا خلال غيابي. هل يمكنك أن تكوني هنا قريبًا؟"

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 25 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

مواجهة المصيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن